قصة زواج” و عالم الطلاق في عروض مهرجان مراكش

هل يمكن أن يحدث شرخ في العلاقة بين زوجين متحابين ليقتل أي أمل في أن تعود الأمور بينهما إلى طبيعتها يوما ما؟ تساؤل يستكشف المخرج الأميركي نواه باومباخ إجابته في أحدث أفلامه “قصة زواج”.

الفيلم، الذي قُدّم ضمن قسم العروض الخاصة في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في نسخته الـ18، يدور حول الزوجين تشارلي المخرج المسرحي (آدم درايفر)، ونيكول (سكارليت جوهانسن) الممثلة التي تبدأ مسيرة تبشّر بالنجاح في السينما قبل أن يدفعها حبها لتشارلي إلى التخلي عن هذا الحلم والتركيز على المسرح بدلا من ذلك.

يعيش الزوجان في مدينة نيويورك ويبدو الأمر وكأن لا شيء سيعكّر صفو تلك العلاقة، ولاسيما في الدقائق الأولى التي نستمع فيها إلى الزوجين وقد كتب كل منهما رسالة يعدّد فيها، بأدق التفاصيل، ما يحبه في الآخر.

لكن سرعان ما يتّضح أن الرسالتين كانتا أول خطوة إلى طريق الانفصال. وشيئا فشيئا تنزاح المحبة لتفسح الطريق للكثير من الاستياء والنفور المتبادل بين الزوجين، والذي يصل إلى ذروته في مشهد متفجّر يصرخ فيه الزوجان في وجه بعضهما البعض لنحو عشر دقائق متواصلة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتناول فيها باومباخ قضية الطلاق، فقد سبق أن كانت الموضوع الرئيسي لفيلمه “الحبار والحوت”، لكنها المرة الأولى التي يغوص فيها بهذا العمق في دواخل عالم الطلاق ليكشف بتفاصيل مؤلمة كيف يلعب التدخل المؤسّسي، ممثلا في فريق المحاماة المتخصّص في التعامل مع قضايا الطلاق، دورا في تفاقم الأزمة بين الزوجين.

ولا ينحاز المخرج إلى أي من بطلي فيلمه بل يرى أن الانحياز إلى أي منهما سيكون “ضربا من الحماقة”. ويقول إنه عرض القصة من منظوري الشخصيتين وترك المتلقي وحده يتخذ القرار بشأن إلى من سينحاز أو إن كان سينحاز إلى أي منهما.

ويمزج الفيلم بين الكوميديا والدراما ليقدّم لحظات محمّلة بالخفة ومثقلة بالمرارة على حد سواء، ويلعب فيه باومباخ على مكامن قوته والتي تتمثل في كتابة حوار قوي ومشحون ورسم شخصيات ثلاثية الأبعاد بعيدة عن الأنماط التقليدية للمتزوجين.

ولاقى الفيلم استحسانا شديدا من النقاد عند عرضه وسط توقعات بأنه سينافس بقوة في موسم الجوائز، ولاسيما جوائز غولدن غلوب  وبافتا والأوسكار في فئات الإخراج لباومباخ والتمثيل لكل من جوهانسن ودرايفر.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: