الاسترزاق بإسم الجالية

أضحى الإسترزاق لدى العديد من جمعيات الجالية ، مهنة رائجة على نطاق واسع، ومهمة يسيرة للربح السريع وخدمة أجندة خفية.

ويتم الإسترزاق بطرق ملتوية لا يشعر بها المواطن العادي الذي لا يعرف سبل التمويل ولا طرق التدبير والتسيير لدى هذه الجمعيات،التي يهيمن على مكاتبها أشخاص،يديرونها بطرق ديكتاتورية ويتحكمون فيها برؤية أحادية الجانب لا تعرف رأيا مخالفا ولا اقتراحا موازيا،إذ يتحكم هؤلاء في كل صغيرة وكبيرة من خلال بسط نفوذهم على الجمعيات التي يديرون شؤونها من موقع الرئاسة،وأما باقي الأعضاء عند هؤلاء فإما مجرد بيادق أو أسماء بحبر على الورق.

وتسترزق هذه الجمعيات تارة باسم الجالية و الأعياد الوطنية وخلال الأيام العالمية، وفي بعض الأحيان باسم الأمازيغية وفي أحايين أخرى باسم المرأة والطفولة..ولا تتردد في قضم المنح والموارد عبر اللافتات وعند اقتناء لوازم الأنشطة والحفلات،وفي مختلف المعدات التي تعمل على ديباجتها في التقارير المرفوعة إلى الجهات”المانحة” من قنصليات و سفارات المملكة و مؤسسات الجالية و وزارات تهتم يالشأن الثقافي و التنموي للجالية المغربية بالخارج .
إن ما يجري ببلجيكا  من استرزاق فضيع وتمييع خطير للعمل الجمعوي،من خلال أنشطة بذيئة وغير تربوية لا يتجاوز صداها أزلاف غربا وتزطوطين شرقا،يحيلنا على ظاهرة خطيرة جدا تستهدف المجتمع،وتشكل خطرا على مستقبل التنمية في مفهومه الشامل،خاصة إذا علمنا بأن هذا العمل يكرس لأسلوب معين يتم توسيع دائرته،قصد التحكم في معظم شرائح المجتمع،ولعل التركيز على الطفل والفتاة والمرأة والهوية و الجالية ، كفيل بأن يعطينا صورة واضحة عن مرامي هذه الجمعيات الإسترزاقية ،لذا وجب الحذر وفضح كل مسترزق أو مسترزقة باسم العمل الجمعوي.
ما أكثرهم ممن تسلطوا على العمل الجمعوي وافقدوه قيمته ومكانته من خلال جمعيات صورية وشكلية والتي لا وجود لها الا في الاوراق، بالقياس الى الانشطة الوهمية والفاتورات الشكلية التي تقدم كارقام لتعزيز ملف المنحة، حيث اصبح الفضاء الجمعوي حقلا للإسترزاق من خلال الرقم الخيالي والعدد المبالغ فيه للجمعيات وما ابخسهم واحقرهم في نفس الوقت بمراوغاتهم الخسيسة ومبايعتهم الدنيئة للعقليات الفاسدة وشغفهم المتزايد للمصالح الشخصية والاطماح الفردية ظانا منهم ان المجتمع الذي وعدوه بالوقوف الى جانبه هو في دار غفلون لا يعرف شيئا عن العمل الجمعوي، مما يدفع بهم الى التمادي في ادعاءاتهم الوهمية التي لا ترتبط بالموضوع باي صلة، هي في الحقيقة عبارة عن جمعيات خيالية وصورية خلقها اشخاص من اجل الاستفادة من الدعم المخصص للمجتمع المدني وكم من اشخاص لا علاقة لهم بالعمل الجمعوي لا من بعيد ولا من قريب استغلوا قرابتهم او صداقتهم بفلان و فلانة  من اجل الفوز بدعم مالي لنشاط اجتماعي او ثقافي او رياضي لا وجود له على ارض الواقع، كل هذا من اجل غنيمة اعضاء مكتب الجمعية فيما بينهم بدون حياء او حشمة ويزعمون انهم فاعلون جمعويون يشاركون الجالية  افراحها وأحزانها،  ما هذا الغباء وما هذا التطفل على جالية  ضعيفة ومغلوب عن امرها، يكفيها ما يتتعرض له من نكبات ومظالم من الساهرين على شؤون  الجاليةالذي يفترض بهم ان يكونوا أوفياء وصادقين لمسؤولياتهم .
العمل الجمعوي هو نضال وتضحية ووفاء وتواصل مع المجتمع لمعرفة مشاكله وهمومه والتوسط له مع مختلف المؤسسات لايجاد حلول لكل مشاكله، اما اذا كان العكس فلا جدوى منه وسيبقى نقطة عار على جبين مدعيه ومسانديه ومن يحميهم، وانه لا حول ولا قوة الا بالله في اناس يتظاهرون بالعمل الجمعوي شكلا ومضمونا، بينما هم ليسوا سوى فئة متفاهمة على الاسترزاق.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: