المحافظون يؤمنون تنفيد البريكست
يستعد المحافظون البريطانيون بقيادة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لحصد أغلبية برلمانية مريحة خلال الانتخابات المقررة في الـ12 من ديسمبر المقبل وفق استطلاع جديد نُشرت نتائجه الخميس بالتزامن مع الحديث عن سعي حزب العمال المعارض بقيادة جيرمي كوربين لتغيير استراتيجية حملته من أجل العودة في السباق الانتخابي.
لندن – كشف استطلاع معهد “يوغوف” الأربعاء أنه إذا جرت الانتخابات الآن، فسينتزع المحافظون 44 مقعدا من حزب العمال المعارض ليحظى بأغلبية مريحة تبلغ 68 مقعدا في مجلس العموم.
ويستخدم الاستطلاع الأكبر حتى الآن في إطار حملة تقدير نتائج الانتخابات بناء على عدد المقاعد بعد أن توقّع توزيع نسبة 93 في المائة من المقاعد بشكل صحيح في الانتخابات الأخيرة عام 2017، بحسب “يوغوف”.
وتجرى الانتخابات ببريطانيا في 12 ديسمبر، إذ يأمل جونسون في الحصول على أغلبية قادرة على دعم خطته لمغادرة الاتحاد الأوروبي في نهاية يناير.
وأظهرت البيانات تحوّلات أكبر من حزب العمال إلى المحافظين في مناطق أكثر تأييدا لبريكست، خصوصا في مناطق شمال ووسط البلاد.
وتعهّد حزب العمال بإجراء استفتاء جديد على بريكست. ورغم أن زعيم حزب العمال جيرمي كوربين أشار إلى أنه سيلتزم الحياد، إلا أن الكثير من كبار أعضاء فريقه أفادوا بأنهم سيدافعون عن البقاء في الاتحاد الأوروبي.
وقال مدير الأبحاث السياسية لدى “يوغوف” كريس كورتيس “كما هو متوقع، الأمر الأساسي الذي يقرر مدى تحرّك هذه الدوائر ضد حزب العمال هو الكيفية التي صوتت بها في استفتاء مغادرة الاتحاد الأوروبي” سنة 2016.
ولكن يحاول المحافظون عدم التراخي أمام النتائج الإيجابية. ونبه مستشار جونسون الذي كان وراء حملة بريكست سنة 2016 دومينيك كامينغز قبل ساعات فقط من نشر استطلاع “يوغوف” إلى أن المنافسة لا تزال حامية.
وكتب في مدونة موجّهة لأنصار بريكست “كشخص عمل على العديد من الحملات، الأمور أكثر صعوبة مما تبدو عليه وهناك احتمال حقيقي جدا بأن لا يحصل أي حزب على أغلبية”. وأضاف “من دون أغلبية، يستمر الكابوس. سيتكتل باقي نواب البرلمان معا لمنع بريكست”.
ولم يتمكّن جونسون، الذي ورث حكومة تحظى بأقلية في يوليو، من إتمام بريكست في المهلة التي كانت محددة له في 31 أكتوبر بسبب معارضة البرلمان.
وتعهّد زعيم المحافظين بطرح اتفاقه بشأن بريكست أمام النواب قبل عيد الميلاد في حال فاز المحافظون في ثالث انتخابات تجرى في غضون أربعة أشهر في ديسمبر. ويأمل بأن يقرّه البرلمان قبيل الموعد المقبل لمغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي والمقرر في 31 يناير.
ويتوقع استطلاع “يوغوف” بأن يرتفع مجموع مقاعد المحافظين إلى 359 من مجموع المقاعد البالغ عددها 650، مقابل 211 للعمال وهو ما يعني خسارة الحزب اليساري 51 مقعدا.
وأفاد الاستطلاع الذي حلل بيانات تشمل مقابلات مع نحو 100 ألف شخص بأنه “لجهة عدد المقاعد، سيكون هذا أفضل أداء للمحافظين منذ عام 1987”.
ولم تقدم نتائج الاستطلاع الكثير من العزاء بالنسبة للأحزاب البريطانية الأصغر المعارضة جميعها لبريكست.
وتوقعت بأن يحصل الحزب الوطني الإسكتلندي على ثمانية مقاعد إضافية ليرتفع عدد مقاعده إلى 43. لكن التقدم سيكون أكثر تواضعا بالنسبة لليبراليين الديمقراطيين أي بزيادة مقعد واحد، بينما ستبقى لدى القوميين في ويلز أربعة مقاعد ودعاة حماية البيئة، الخضر، مقعد واحد.
وسيحاول حزب العمال تغيير استراتيجيته حسب ما أفادت به تقارير إعلامية للعودة في السباق بقوة قبل أيام من إجراء الانتخابات.
وفي هذا السياق، أفادت شبكة “بي.بي.سي” الخميس بأن حزب العمال، الذي أظهرت نتائج الاستطلاعات تراجعه على مدى أشهر، سيعيد تركيز حملته على الدوائر الانتخابية التي صوتت لصالح بريكست في 2016.
وسيتم في إطار ذلك منح المزيد من الوقت على الهواء للنواب العماليين المؤيدين لمغادرة الاتحاد الأوروبي وسيتم إرسال المزيد من الناشطين إلى الدوائر التي صوتت لصالح بريكست.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الحزب سيشدد كذلك على أن خطته لإجراء استفتاء جديد ليست محاولة لإلغاء بريكست بل لمنح الناخبين خيارا حقيقيا.
ولكن لربما من دواعي التفاؤل بالنسبة للعمال في إحصاء “يوغوف” أنهم يحتاجون إلى خمس نقاط مئوية فقط لانتزاع 30 مقعدا يتوقع أن يفوز بها المحافظون، بينما أظهرت استطلاعات أخرى مؤخرا أن المنافسة أقرب من ذلك بشكل عام.
وبدوره، انتقد مركز أبحاث “معهد الدراسات المالية” الذي يحظى باحترام واسع، الخميس، تعهدات العمال والمحافظين على حد سواء بشأن الإنفاق.
وطرح حزب العمال برنامجا ضخما للاستثمارات العامة والتأميم بينما تعهّد المحافظون بدورهم بإنهاء عقد من التقشف. ولكن المعهد أشار إلى أن أيا من الحزبين لم يقدّم بيانات “موثوقة” في برنامجه الانتخابي.