العدالة و التنمية المغربي يريد الهروب من أي تصنيف بالانتماء إلى تنظيم الإخوان العالمي

انتقد حزب العدالة والتنمية قائد الائتلاف الحكومي في المغرب، استضافة رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح الموريتاني (تواصل- إسلامي) لقياديّ في جبهة “البوليساريو” الانفصالية، واصفًا إياها بـ”الخاطئة”.

وأوضح سليمان العمراني نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن ما قام به رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح الموريتاني والذي أثار استغراب حزبه، لا ينسجم مع العلاقات التاريخية بين الحزبين، في إشارة إلى العلاقات التي تجمع إسلاميي المغرب مع نظرائهم في موريتانيا، ما يعكس رغبة الحزب في التبرؤ من هذا التصرف لحزب يتقاسم معه نفس الأيدولوجيا.

واستقبل رئيس “تواصل”، محمد ولد سيدي، الجمعة الماضي في العاصمة الموريتانية نواكشوط، ما يسمى بوزير خارجية “البوليساريو”، القيادي في الجبهة، محمد سالم ولد السالك، وسلم لرئيس “تواصل” دعوة لحضور مؤتمر تعتزم الجبهة الانفصالية تنظيمه في ديسمبر المقبل.

الحزب الإسلامي المغربي يريد الهروب من أي تصنيف بالانتماء إلى تنظيم الإخوان العالمي

يشير مراقبون إلى أن هذا اللقاء أربك حزب العدالة والتنمية ذا المرجعية الإسلامية، لما تجمعه بإخوان موريتانيا من علاقة جيدة، وتأتي تصريحات قيادييه للتأكيد على دفاعهم عن الوحدة الترابية للمغرب على الصعيد الخارجي، وللنأي بنفسه عن مواقف حلفائه الإسلاميين بشأن ملف الصحراء المغربية.

ولم يشر العمراني إلى أي إجراءات عملية للرد على المنحى غير الإيجابي لإخوان موريتانيا تجاه المغرب، كإمكانية تجميد تعاونه مع حزب تواصل الإسلامي، خصوصا وأن قضية الصحراء تعتبر وجودية عند المغاربة وملفا حساسا لا يمكن التسامح فيه.

وأكتفى بالتعبير عن أمله في أن”تقوم قيادة حزب تواصل بتصحيح ما ينبغي تصحيحه” وهو ما يمثل دعوة للحزب من أجل التراجع عن الخطوة الداعمة لجبهة البوليساريو، على حساب المغرب ووحدته الترابية.

ويقول مراقبون إن الحزب الإسلامي المغربي يريد الهروب من أي تصنيف بالانتماء إلى تنظيم الإخوان العالمي، وهو ما جعل قادته ينتفضون بالتصريحات، حتى يقال إن العدالة والتنمية حريص على عدم الربط بينه وبين أي امتدادات للتنظيم داخل المغرب.

وأشار نورالدين لشهب، الباحث في التواصل السياسي، إلى أن “المجال الدبلوماسي والعلاقات الخارجية محفوظة للعاهل المغربي الملك محمد السادس، وبالتالي لا يمكن لأي حزب مهما كانت مرجعيته التطاول على هذا الأمر بتصريحات أو مواقف”. واستنتج أن ما قام به حزب العدالة والتنمية “رسالة داخلية يقولون فيها إننا لسنا راضين عن المسلك الذي اتخذه حزب تواصل، لكن دون السؤال عن الخلفية التي دفعت هؤلاء إلى القيام به”.

 سليمان العمراني يعتبر أن ما قام به رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح الموريتاني والذي أثار استغراب حزبه لا ينسجم مع العلاقات التاريخية بين الحزبين

وتابع نورالدين لشهب لـ”أخبارنا الجالية ”، أنه “بعد استقبال رئيس حزب تواصل المقرب من الإخوان للقيادي في البوليساريو، خرج بعض قياديي العدالة والتنمية بالمغرب وقدموا تصريحات مستنكرة موقف الحزب الموريتاني”. وأوضح أن “مواقفهم هذه ليست موقفا دبلوماسيا رسميا، بل بمثابة رفع الحرج فقط خاصة أن أعضاء من حزب تواصل الموريتاني تجمعهم علاقات بحزب العدالة والتنمية”.

من جهته استغرب الباحث المغربي محمد الزهراوي، سقطة الحزب الإسلامي الموريتاني “تواصل” وخروجه عن مبادئه الإسلامية الوحدوية، وتساءل الزهراوي في تصريح لـ”أخبارنا الجالية ”، “هل قام حزب العدالة والتنمية بعقد لقاءات تواصلية مع هذا الحزب لمنع البوليساريو من اختراق الوسط الإسلامي الموريتاني؟ أم أن ردّه جاء متأخرا للتنصل من موقف الحزب”.

ومع إثارة هذا الموضوع المتعلق بدور الأحزاب في الدفاع عن الوحدة الترابية، يلاحظ الزهراوي “تقصيرا كبيرا في هذا الجانب، فمن النادر أن تشاهد أو تطلع على خبر يتعلق بمبادرة حزبية للتواصل مع أحزاب موريتانية أو تونسية أو عربية أو أفريقية بخصوص قضية الصحراء”.

ويستحضر الزهراوي الأدوار المهمة التي قام بها عبدالرحمن اليوسفي عندما كان رئيس وزراء في الحكومة من عام 1998 إلى 2002، وقام بدور مهم كرئيس الاتحاد الاشتراكي السابق، لدفع مجموعة من الدول إلى سحب اعترافاتها بالكيان الانفصالي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: