صراع الائتلاف الحكومي حول الحقائب الوزارية مستمر

دخلت الأحزاب المغربية الموالية والمعارضة في حرب تصريحات وتراشق بالتهم، الآونة الأخيرة، ما فُسر على أنه معركة انتخابية سابقة لأوانها بين الأحزاب مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها عام 2021.

وبينما استغل عدد من قيادات الائتلاف الحاكم بعض المناسبات لتصريف مواقفهم والدفاع عن إنجازات أحزابهم داخل الحكومة في عدد من القطاعات، اتهمت الأحزاب المعارضة الائتلاف الحاكم بالفشل في إدارته لشؤون البلاد.

ويرى مراقبون أن تبادل التهم بين الأحزاب المغربية يعكس حجم التنافس بينها ومحاولة لحشد الناخبين استعدادا للانتخابات البرلمانية المرتقبة.

وفي إطار حرب التصريحات الدائرة حاليا بين الأحزاب المغربية، أكد نورالدين مضيان القيادي في حزب الاستقلال المعارض أن”الهمّ الوحيد لمكونات الأغلبية الحكومية هو انتخابات 2021، عوض الانكباب على تنفيذ البرنامج الحكومي، معتبراً أن الصراع حول الاستحقاقات المقبلة يتم عبر تسخير إمكانيات الدولة لهذه الأجندة عبر أنشطته”.

واتهم مضيان أحزاب الائتلاف الحكومي وعلى رأسها حزب التجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية بالفشل في إدارة شؤون البلاد.

 

ووجّه مضيان انتقادات لاذعة لحزب التجمع الوطني للأحرار الذي قال إنه سيقود الحكومة في انتخابات 2021. لافتا إلى أن الفشل سيكون مصيره.

ويرى مراقبون أن هذه الاتهامات محاولة من خصوم حزب التجمع الوطني للأحرار لاستهدافه، بعد أن ضاعف من تحركاته بمختلف المدن، فيما تحدث قادته عن قدرة الحزب على تصدر الانتخابات البرلمانية المقررة العام 2021، وقيادة الحكومة المقبلة.

ولم يلزم حزب التجمع الوطني للأحرار الصمت، حيث استغل القيادي في الحزب، محمد أوجار، لقاء مدينة زايو، مساء الأحد، للرد على تصريحات مضيان التي أثارت غضب الحزب.

وقال أوجار في هذا الصدد إن “بعض الإخوان في بعض الأحزاب السياسية ينتقدوننا ويقولون إن هذا الحزب سيفشل في الانتخابات المقبلة”. مضيفا أنه “على كل حزب الاهتمام بشؤونه الداخلية وأن المؤسسات الحزبية عليها أن تعي بأن سياسة القذف والتلاسن تُسيء إلى صورة الأحزاب السياسية”.

من جهته أوضح نورالدين مضيان لـ”أخبارنا الجالية ” حقيقة الحرب الكلامية الدائرة بين حزبه وحزب التجمع الوطني للأحرار قائلا “نحن معارضة وطنية بناءة نحلل الواقع وننتقد ونتقدم بحلول ومقترحات وليس هدفنا السب والقذف”. مضيفا “تقدمنا بمجموعة من الحلول لكن دون فائدة”.

وشدد مضيان على أن حزبه “بعيد عن التراشق السياسي مع مكونات الحكومة وعلى رأسها التجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية”.

وحسب القيادي بحزب الاستقلال لا يمكن لأي حزب أن يدعي، قبيل إجراء الانتخابات، أنه سيصل إلى التتويج والفوز بها، وفي اعتقاده مثل هذه التصريحات خطوة متسرعة، مستشهدا بتجربة حزب الأصالة والمعاصرة في الانتخابات الأخيرة والتي باءت بالفشل.

من جهته، ينفي القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار محمد أوجار اتهام حزبه بالانشغال بالمكاسب السياسة.

وعلى العكس، يرى أن حصر التفكير في انتخابات 2021 أدى إلى تبخيس العمل السياسي، مؤكدا على أن الاستحقاقات الانتخابية “ليست إلا محطة، لكن بالنظر إلى عمق المشاكل والإكراهات التي تواجه المغاربة لا يمكن أن نجلس مكتوفي الأيدي”.

وأوضح أوجار أن الحملات التواصلية المكثفة، التي يقوم بها حزبه، تدخل في إطار تحمله المسؤولية السياسية، مشيرا إلى أنه “يجب أن نعبّئ المغاربة، وأن نتحمل مسؤوليتنا كحزب داخل المشروع الإصلاحي للملك لأجل بناء مغرب جديد، يجب أن نزرع أملا عقلانيا لدى المغاربة”.

لكن نظرة ابتسام عزاوي القيادية في حزب الأصالة والمعاصرة، مغايرة للوزير السابق عندما أكدت على أن إرهاصات انتخابات 2021 بدأت ترخي بظلالها على المشهد السياسي وطبيعة الخطاب الذي يتم الترويج له هنا وهناك.

ابتسام عزاوي: “التراشق” يمثل خطوة شعبوية لا تساهم في الرقي بالخطاب السياسي

وصرّحت عزاوي لـ”أخبارنا الجالية ”، “هذا المنحى في تزايد مع اقتراب الانتخابات وهو ما يؤثر على مستوى النقاشات الحقيقية ويشغلنا عن انتظارات المواطن المغربي الحقيقية”.

وتصف عزاوي هذا التراشق بمثابة “خطوة شعبوية لا تساهم في الرقي بالخطاب السياسي، خصوصا وأنه ليس تراشقا في الأفكار والمواقف وإنما في جزئيات ليست أساسية”.

وترى عزاوي، أن الغاية من وراء هذا التراشق هي “ربح بعض النقاط السياسية والتعاطف الشعبي، غير أن تداعياته كبيرة على المشهد السياسي”.

وفي ذات السياق انتقد سعدالدين العثماني، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية في حديثه، الأحد الماضي، حليفه الحكومي التجمع الوطني للأحرار، الذي يقوم بالاستعدادات المبكرة للانتخابات التشريعية المقبلة بالقول “هناك من الأحزاب همّها هو انتخابات 2021”.

وأضاف العثماني في الملتقى الجهوي الثاني للمنتخبين، “الشعب يرى ما نقوم به، وهذا الحزب كلما قاومه الآخرون يتعاطف معه المواطنون، ويربح مقاعد أكثر”.

ويشير المراقبون إلى أن الأحزاب المغربية تسعى لمغازلة الناخببين خاصة في المناطق المهمشة وتحاول التنصل من تهم الفشل، حيث تعتقد أن هذه الفئة خزان انتخابي مهم واستراتيجي، لذلك تخطب جل الأحزاب ودّ الناخب هناك.

ويعتقد هؤلاء أن الصراع سيحتدم بين الغريمين السياسيين في الحكومة وهما حزبا العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار إلى جانب حزب الاستقلال المعارض مع اقتراب الانتخابات، حيث يسعيان إلى مغازلة الناخبين دون إن يلمسا عمق المعاناة التي يعيشها المواطن المغربي خاصة في القرى والأرياف.

ويستنتج نورالدين مضيان أن “صراعات حزب الوطني للأحرار والعدالة والتنمية كانت ولا زالت مستمرة حول الحقائب الوزارية “، موضحا أن “الرسائل التي تبعث إلى الشعب سلبية للأسف”. وخلص بقوله “الحكومة غير قادرة على تولي أمور الوطن لولا تدخلات العاهل المغربي الملك محمد السادس من حين لآخر لتصويب بعض الاختلالات”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: