احتفال الجالية المغربية ببلجيكا بعيد الاستقلال المجيد

إحتفلت الجالية المغربية ببلجيكا مساء يوم أمس السبت بذكرى  عيد الاستقلال المجيد، إحدى المحطات المضيئة في تاريخ المغرب الحديث، وما جسدته من انتصار للشعب والعرش في معركة نضال طويلة، إحقاقا للحرية والكرامة واسترجاعا للحق المسلوب، واستشرافا لمستقبل واعد.

ففي الثامن عشر من نونبر من سنة 1955، زف الملك الراحل محمد الخامس لدى عودته من المنفى رفقة الأسرة الملكية، بشرى انتهاء نظام الوصاية والحماية الفرنسية وبزوغ فجر الحرية والاستقلال، مجسدا بذلك الانتقال من معركة الجهاد الأصغر إلى معركة الجهاد الأكبر وانتصار ثورة الملك والشعب.

وشكل هذا الخطاب الأول للاستقلال خارطة طريق حقيقية وضعها جلالته أمام شعب عمته الفرحة، تؤشر على انخراط الأمة في مسلسل بناء مغرب حديث وحر.

فرغم المخططات والمناورات التي نفذتها القوى الاستعمارية الفرنسية والإسبانية، في محاولة لتقطيع أوصال المغرب، وطمس هويته وغناه الثقافي، وزرع التنابذ والتفرقة بين مكوناته، استطاع جيل النضال والاستقلال، عرشا وشعبا، الوقوف معا في وجه هذه المخططات.

ولم يفلح الاستعمار الفرنسي في وقف هذا المد النضالي، الذي ترسخ آنذاك في أعماق كل المغاربة، على الرغم من نفيه لجلالة المغفور له محمد الخامس رفقة أسرته إلى كورسيكا ثم إلى مدغشقر، والذي تجلى من خلال الانتفاضة العارمة التي شهدتها، في أعقاب ذلك، كل المدن والقرى المغربية.

واليوم، تستحضر الجالية المغربية ببلجيكا بكل مكوناتها وبكل مظاهر الاعتزاز والافتخار، هذه الذكرى التي تؤرخ لإرادة العرش والشعب في نضالهما المتواصل من أجل التحرر من نير الاستعمار وإرساء الأسس الأولى لمغرب مستقل وحديث وموحد ومتضامن.

الحفل الذي حضره أزيد من 680 شخصا في قاعة ملئت بالمناضلين و المحبين لوطنهم و لملكهم ، و بحضور العديد من الشخصيات السياسية و المدنية .

و لخص سعادة سفير المملكة المغربية ببلجيكا السيد محمد عامر ان  الشعب المغربي يعيش  عهدا جديدا بقيادة جلالة الملك محمد السادس الذي يسير بشعبه نحو مدارج التقدم والحداثة وتحصين المكاسب الديمقراطية، مواصلا مسيرة الجهاد الأكبر وتثبيت وصيانة الوحدة الترابية للمغرب وإذكاء إشعاعه الحضاري كبلد للسلام والتضامن والتسامح والاعتدال والقيم الإنسانية المثلى.

وأبرزت كلمات  سعادة السفير التي ألقيت خلال هذا الحفل التكريمي الذي تم من خلاله تكريم 34 مهاجرًا مغربيًا مختلف المحطات النضالية والتاريخية لهؤلاء الزعماء والمجاهدين العرب الذين كافحوا من أجل استقلال بلدانهم وناضلوا دفاعا عن كرامة شعوبهم وحماية بلدانهم، وكذا الحفاظ على استقلالها وعلى الهوية العربية والاسلامية.

وفي كلمة لها  أعربت السيدة أمينة بلعيوش في تصريح لأخبارنا الجالية عن امتنانها و سعادتها لتكريمها من طرف سفير المملكة السيد محمد عامر بمناسبة عيد الاستقلال المجيد .

و أبرز السيد صالح الشلاوي رئيس تجمع بلجيكا  في تصريح لأخبارنا الجالية أن المناضلين المغاربة فضلا عن أنهم جاهدوا من أجل تحرير وطنهم  من نير الاستعمار ، ساندوا دول المغرب العربي من أجل نيل استقلالها، إلى جانب نصرة القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، داعيا في هذا الصدد إلى أخذ العبرة والدروس من هؤلاء الرواد والزعماء للتغلب على التحديات الحالية التي تواجه الأمة العربية و الاتحاد بين مغاربة العالم للتغلب عن المشاكل التي تواجه الجالية المغربية .

ومن جهته، أكد أحمد القروطي أن تنظيم هذا التكريم يأتي لتوحيد صفوف  الجالية المغربية من خلال العادات والتقاليد والتراث العربي، واستحضار عبق التاريخ والحضارة العربية المجيدة، فضلا عن التأكيد على الهوية العربية وتأصيل الموروث الوطني بشتى جوانبه.

وأضافت أن هذا الحفل يعكس حرص السفارة المغربية ببلجيكا على إحياء التراث وتعميق الثقافة العربية والوطنية داخل عقول ووجدان الشباب العربي، وإعادة توثيق التاريخ، وإحياء التراث، في محاولة من المغرب  لمحاربة تغريب عقول الشباب ومسخ وطمس الهوية المغربية  لديهم.

وتعتبر ذكرى عيد الاستقلال برهانا على إجماع كل المغاربة وتعبئتهم للتغلب على الصعاب وتجاوز المحن، وهي دليل على التشبث الوثيق بمقدسات الوطن الذي أبان عنه جميع المغاربة من طنجة إلى الكويرة.

ويعد تخليد هذه الذكرى قبل كل شيء مناسبة لاستحضار انتصار إرادة العرش والشعب في نضالهما المتواصل من أجل التحرر من نير الاستعمار وإرساء الأسس الأولى لمغرب مستقل وحديث وموحد ومتضامن.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: