زيارة ايفانكا ترامب إلى المغرب تؤسس لعلاقات متجددة مع واشنطن

تزور ايفانكا ترامب ابنة الرئيس الأميركي مستشارته، المغرب لمدة ثلاثة أيام، قصد الترويج لمبادرة المرأة العالمية للتنمية والازدهار، التي أطلقتها إيفانكا ترامب بداية العام الجارية للتمكين الإقتصادي لفائدة النساء في البلدان النامية.

وستلتقي ترامب بمسؤولين حكوميين، وناشطين في المجال النسوي بكل من مدينتي الرباط والدار البيضاء وذلك لمناقشة سبل تمكين النساء بالمغرب من الاستقلال الاقتصادي.

ورغم أن طابع الزيارة لا يكتسي طابعا سياسيا محضا إلا أن ترامب، صرحت في بيان صحافي، أن المملكة المغربية حليف مهم للولايات المتحدة وأنها قطعت خطوات كبيرة في عهد الملك محمد السادس لتعزيز المساواة بين الجنسين.

ويؤكد سمير بنيس، الخبير في العلاقات الدولية، المقيم بواشنطن، انه بتواجد ايفانكا ترامب استطاع الرباط تعميق علاقاته مع المحيط القريب من أصحاب القرار بالبيت الأبيض في عهد ترامب من خلال مستشارته القريبة منه، والتي كان لها دور على سبيل المثال، في تحجيم دور جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، حتى لا يمعن في معاداة الرباط وهو الذي كان يحابي جبهة البوليساريو والجزائر.

وأضاف سمير بنيس، في تصريح لـ“أخبارنا الجالية ”، أن للزيارة دلالات سياسية كبيرة إذ تأتي في الوقت الذي يخلد فيه المغرب ذكرى المسيرة الخضراء، وهذه إشارة ضمنية بان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدعم موقف المغرب في الصحراء.

ويعتقد أستاذ العلاقات الدولية، رضا الفلاح، في تصريح لـ“أخبارنا الجالية ”، أن زيارة ايفانكا ترامب للمغرب لن تمتد لتناقش بشكل مباشر في قضايا استراتيجية إقليمية، مستدركا أن الفرصة ستكون سانحة لتقديم و نقل مواقف المغرب في عدة قضايا تهم الطرفين إلى صانع القرار في البيت الأبيض.

ويصف سمير بنيس، بأن ايفانكا ترامب هي من أهم المستشارين في البيت الأبيض وبأنها أكثر الشخصيات تأثيرا، موضحا انه إذا استطاع المسؤولين المغاربة إقناعها بقيمة المغرب والدور الذي يلعبه في تحقيق بعض الأهداف ذات الأولوية القصوى في أجندة الرئيس ترامب على رأسها محاربة الإرهاب، فإنهم سيكونون قد استطاعوا إيصال رسائله للرئيس ترامب.

ويرافق إيفانكا ترامب في هذه الزيارة، المدير التنفيذي لمجموعة تحدي الألفية ، شون كيرنكروس، وهي وكالة أميركية مستقلة للمعونات الأجنبية تقدم منحاً للدول النامية للمساعدة على تعزيز النمو الاقتصادي وخفض معدلات الفقر ودعم المؤسسات في تلك الدول. وتهدف مبادرة المرأة العالمية للتنمية والازدهار إلى مساعدة 50 مليون امرأة في الدول النامية على التقدم اقتصاديا بحلول عام 2025، والتي تم رصد 50 مليون دولار كميزانية لتمويلها، يحث الدول المستفيدة منه على تغيير القوانين التي تمنع النساء من امتلاك عقارات واستخدام وسائل النقل والوصول إلى الهياكل القانونية والحصول على الائتمان.

وأشادت إيفانكا ترامب، في أغسطس الماضي بقرار الحكومة المغربية الاعتماد على إطار تشريعي جديد لأراضي السلاليات، التي كانت النساء ولوقت طويل يحرمن من الحصول على حقهن فيها لمجرد كونهن نساء.

ومن المرتقب أن تحل إيفانكا ترامب، ضيفة على إقليم سيدي قاسم، وتحديدا بالجماعة القروية “بئر الطالب” . بجهة الرباط سلا القنيطرة، وبحسب ما ذكرت مصادر محلية، فإن الزيارة تأتي بقصد الوقوف على التطور الذي عرفه ملف النساء السلاليات، خاصة المرتبط منه بمسألة المساواة بين الذكر والأنثى في اقتسام الملك السلالي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: