انتحال الشخصية يهدد المواطن ويغتصب مال الجالية

مابين ديبلوماسي ومساعد وزير ..أو مسؤول  بجهة سيادية أو قاض في هيئة قضائية تتنوع حيل منتحلي الصفة وتتزايد جرائمهم فلا يمر يوم حتى تعلن الأجهزة الرقابية عن ضبط شخص أو عصابة تخصصت فى الاستيلاء على أموال المواطنين والحصول منهم على الملايين بزعم أنهم يمثلون جهات حكومية عليا ولديهم القدرة على إنهاء أي مصلحة وما تكاد الضحية تدفع المطلوب; حتى تتبخر الوعود وتسقط العهود في بحر الخداع والنصب .

وفى سجل جرائم النصب بانتحال الصفة لا يكون المواطن فقط هو الضحية بل الدولة أيضا التي غالبا ما تسقط ضحية حين يتمكن منتحل الصفة من خداعها وتنفيذ جريمته بأوراق ثبوتية مزورة يحصل بها على موافقات وقرارات تحقق الاستفادة وتجلب المنفعة للمتورطين في هذه الجرائم .

“أخبارنا الجالية ” حققت فى ظاهرة انتحال الصفة  توصلت بها من مهاجرة مغربية تعرضت للنصب في محاولة للتوصل إلى رؤية تضع هذه الجريمة  لتكتشف أن أحد أسبابها العقوبات القانونية غير رادعة.

في بروكسيل أصبحت هذه الظاهرة تشكل خطرا على المسؤولين و على المواطنين ، أشخاص لا يفقهون كتابة اسمهم ، تحولوا بين ليلة و ضحاها من مرشد  بدون عمل إلى ديبلوماسيين بالسفارة المغربية ببروكسيل ، على مرأى من المسؤولين ، يقف وقفتهم و يجلس الصفوف الأولى بينهم  ، عملية احتيالية تمكنه من توهيم ضحاياه بأنه ديبلوماسي دو مكانة عالية بالسفارة المغربية ، حتى اصبح يوهم ضحاياه بمركزه داخل السفارة .

أعطى لنفسه تعسفا صفة الديبلوماسي، ونحن لا نعرف كيف أصبحت توزع هذه الصفات على كل من هب ودب، لغياب أي قانون يؤطر ويحدد بالضبط من يمكنهم حمل هذه الصفة، وهذه ليست مسؤوليته، وإنما مسؤولية القائمين على الشأن بالسفارة المغربية و بالخصوص الموظف الذي يسانده في نصبه ، الذي ترك هذا  الميدان الصعب المراس، عرضة للانتهاك من طرف الطارئين والتافهين.

هذا المسمى، دخل في حالة هلوسة حقيقية، يرجم بالغيب، ويتنبأ بأحداث ووقائع مستقبلية، سيرا على نهج المقبور أحمد ياسين، عندما تنبأ بحدث القومة في 2006، قبل أن يُرد كيده إلى نحره، ويتضح للرأي العام الوطني أن النهاية التي كان يتحدث عنها هذا المقبور، كانت هي نهايته، ينصب على جاليتنا باسم الديبلوماسية و يقدم الخدمات و الوعود ، مقابل عشاء في افخم الفنادق .

هذا النكرة، أدت به حالة العطالة والفراغ الذي يعاني منه، إلى الركوب على أي شيء، والتعليق على كل شيء، للتنفيس عن أحقاده تجاه الدولة والمؤسسات، والشخصيات الوطنية المؤثرة.

منذ شهور، ونحن نتتبع ونلاحظ خربشات هذا النكرة في كل شيء، وطالما تعففنا عن الرد عليه لقناعتنا بأن خير جواب على السفيه هو الصمت، أو السكوت بالأحرى، كما قال الشاعر العربي العظيم.

لكن عندما يتمادى أمثال هذا النكرة في الغي، والتحدي، والإمعان المستفز في الأستذة، و سلب مواطنين أموالًا مقابل وعود خيالية ، لا يمكن الاستمرار في الصمت، ويبقى الرد والفضح، واجب وطني مؤكد.

أمثاله ، جعلونا نكره و نسخط على اليوم الذي فكرنا في مجالسة أمثاله ، كيف لا، وأمثال هذا التافه باتوا من الفاهمين في كل شيء، حتى تضخمت أناه، وبات يعتقد نفسه، واهما، بأنه يفهم في السياسة، ويحلل فيها، مع أن الجميع يضحكون حتى النواجذ من التفاهات والخزعبلات و المؤكولات التي يخربشها في حائطه على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، لتفاهتها، وهزالة فكر صاحبها.

لذلك، لا يمكننا إلا أن نقول لـ”المسيو الفاهيم”: رحم الله عبدا عرف قدر نفسه.

حول تحليل شخصية المنتحل أو “النصاب”، يقول الدكتور وليد هندي، استشاري الطب، أن هناك سمات للشخص “النصاب” الذي ينتحل شخصيات الغير وتظهر هذه السمات منذ الطفولة فدائمًا ما يكون خيالي ويتسم بالمحاكاة والتقليد مثل تقليد شخصية أحد أفراد أسرته أو معلمه في الفصل أو فنان مشهور كتقليد قصة شعره أو طريقة لبسه أو طريقته في الحديث وهنا يمكن التوقع بأنه قد ينتحل شخصية ما في المستقبل .

يضيف لهذه الصفات أنه شخص شديد الجرأة والمغامرة خاصة أنه ينتحل وظائف عامة في الدولة وفي أماكن سيادية لا يجرؤ على انتحالها إلا شخص مغامر ويمكن معرفة ذلك منذ الطفولة فنجده مثلًا يميل إلي نزول البحر في الشتاء أو كثير الحوادث بدراجته أو كثير الرهان على بعض الأمور .

تعويض الفشل

“مبالغ في أحلام اليقظة” فدائمًا ما يتخيل ما يريده ومن كثرة تخيله يصبح شخصُا يعيش في عالم افتراضي مشغول به عن الواقع لذا نجده شخص فاشل في تحقيق أهدافه فكيف يحققها وهو يقضي وقته في تخيلها فقط ومن هنا يسعي إلي انتحال الشخصية التي تتناسب مع أحلامه ليحقق ذاته .

“البارانويا”

يوضح استشاري الطب النفسي أن هناك شخص يقوم بالنصب وانتحال شخصية الغير ليس بهدف الحصول علي أموال وإنما بهدف تحقيق مكاسب اجتماعية معينه كالتفاخر والتباهي بوظيفة ما مثل وظيفة ضابط شرطة أو طبيب ويصف هذا الشخص بأنه مريض “البارانويا” أي “جنون العظمة” .

اكتشاف مبكر

ويؤكد أن أي سلوك يصدره الإنسان يكون نتيجة بنائه النفسي وأن الشخص “النصاب” الذي ينتحل شخصيات أو وظائف الغير هو شخص تواجدت فيه كل الصفات السابق ذكرها منذ طفولته ومن ثم كونت تركيبات معينه في شخصيته ومع أول فرصة فشل يواجهها يقوم بتخطيها من خلال النصب والاحتيال لتحقيق ذاته وإثبات أنه قادر على النجاح ويساعده في ذلك التركيبات التي تكونت في شخصيته منذ الطفولة .

فهم يا الفاهم قبل ان تكون عبرة للآخرين .

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: