البطالة العربية مشكلة كبيرة للدول الغربية
حذر خبراء من تفاقم مستويات البطالة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي لم تعد مشكلة للحكومات العربية فقط، بل تؤثر على الدول الغربية لأنها تغذي ظاهرة الهجرة.
وتبذل دول عربية جهودا كبيرة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي وتوفير فرص عمل للشباب، لكن الظروف غير المواتية التي تشهدها المنطقة تعرقل جهدها.
وأصبحت قضية البطالة في المنطقة مشكلة كبيرة للدول الغربية وهي تحاول مساعدة حكومات المنطقة على معالجتها لتجفيف أسباب الهجرة، التي أصبحت تثير مشاكل كبيرة في الدول الغربية.
ونسب تحليل لمجلة “ذا ناشونال استريست” الأميركية للكاتب المغربي أحمد الشرعي قوله إن “الشباب والعاطلين في 3 دول هي تونس والجزائر وليبيا يمثلون تهديدا للدول العربية والغربية وأميركا الشمالية”.
وأضاف الشرعي، العضو بمجلس إدارة المجلس الأطلنطي، أنه رغم النجاحات التي شهدتها تونس، لم تستطع الديمقراطية التخلص من الإسلاميين، أو بقايا نظام الرئيس الأسبق، الراحل زين العابدين بن علي، وكلاهما يهددان مستقبل البلاد.
واستبعد أن تسفر الانتخابات الأخيرة في تونس عن أي تغيير حيث سيسيطر الإسلاميون على البرلمان، وهو ما يشل قدرة أي حكومة على توفير النمو الاقتصادي المطلوب لخلق فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل.
وفي ما يتعلق بالجزائر، ما زال الجيش هو المؤسسة الوحيدة التي تعمل بنجاح بعد الحراك الشعبي الذي أطاح بالرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة. ولكن لدى المتظاهرين قليل من الثقة في قدرته على تحقيق إصلاحات لكبح البطالة.
ورغم ثروة النفط الجزائرية، ينمو الاقتصاد ببطء شديد لا يسمح بتوظيف الكثير من أغلبية من هم دون الثلاثين.
أما المغرب، فقد عانى من اضطرابات، فبعد أشهر من حراك الريف، قام بعدها الملك محمد السادس بعزل بعض أهم الوزراء لتسببهم في بطء تنفيذ مشروعات التنمية في المنطقة. كما دعا إلى وضع نموذج جديد للتنمية الاقتصادية، لكن لم تتقدم الأحزاب السياسية بأي مقترحات.
وخلص الشرعي إلى أن بطالة الشباب تمثل العامل المشترك بين الدول الثلاث كمصدر للاضطرابات الاجتماعية.
ويرى المستشار في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن العاطلين سينضمون إلى الجماعات المتطرفة أو سيهاجرون، وهم يمثلون تهديدا لاستقرار الدول الصناعية.
وأكد أن الدول العربية في حاجة ماسة إلى مساعدة من الغرب من خلال التجارة الحرة والمساعدات الفنية والاستثمارات الأجنبية، فضلا عن المعونات. وقال إن “مستقبل هذه الدول في خطر، ومستقبل أميركيا في خطر أيضا”.
وكانت ألمانيا قد كشفت في يوليو العام الماضي أنها تعتزم تقديم دعم مالي للشركات التي تستثمر في أفريقيا في إطار “خطة مارشال” جديدة تأمل بأن تعالج الأسباب الجذرية لأزمة اللاجئين التي تهز الساحة السياسية الأوروبية منذ عام 2015.