العراق: ارتفاع عدد القتلى إلى 46… عمليات قنص لمتظاهرين وشرطة… وكتلتا «المحور الوطني» والصدر تعلقان عضويتهما في البرلمان
تواصلت التظاهرات المنددة بسوء الأوضاع المعيشية، والمطالبة بإسقاط الحكومة في العراق، أمس الجمعة، وسط استمرار نهج السلطة باستخدام العنف لقمع المحتجين، حيث وصل عدد القتلى إلى 46 فضلاً عن مئات الجرحى.
وسعت قوات الأمن لمنع وصول المحتجين إلى ساحة التحرير وسط بغداد، واكتفى المحتجون بالتجمع في مناطق متفرقة.
وأطلقت قوات الأمن النار على جمعيْن من المحتجين على الأقل في مسعى لتفريق المحتجين، ما أوقع إصابات، لكن لم يتسن تحديد عددها، حسب مصدر ميداني.
واقتحم محتجون غاضبون، أمس، مبنى مجلس محافظة الديوانية جنوبي العراق، إثر اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن المكلفة بحماية المبنى، حسب مصدر أمني.
كذلك قال مصدر أمني عراقي إن مسلحين مجهولين اقتحموا مكتب قناة «دجلة» الفضائية وأضرموا فيها النيران.
مسلحون يحرقون قناة تلفزيونية لسياسيّ سنّي… وخطيب جمعة طهران: أمريكا وإسرائيل تقفان وراء التظاهرات
وقناة «دجلة» مملوكة للسياسي العراقي السني محمد الكربولي الذي يتزعم كتلة «الحل» البرلمانية.
واتهمت خلية الإعلام الأمني في العراق، الجمعة، قناصة مجهولين بإطلاق النار على متظاهرين وأفراد أمن بهدف «خلق فتنة» خلال الاحتجاجات المتصاعدة في البلاد منذ أيام.
جاء ذلك في بيان صادر عن الخلية التي تتبع وزارة الدفاع، هو الأول منذ اندلاع الاحتجاجات في عدة مدن الثلاثاء.
وقالت الخلية «أشرنا إلى وجود حالات قنص في بعض المناطق أدت إلى إصابة بعض المتظاهرين والقوات الأمنية في محاولة لخلق فتنة».
ودعا مكتب المرجع الشيعي علي السيستاني إلى تشكيل لجنة خاصة، تكون مهمتها تحديد خطوات لمكافحة الفساد وإجراء الإصلاح.
وتلا ممثل المرجعية أحمد الصافي، بيان مكتب السيستاني في خطبة الجمعة في كربلاء، وطالب السلطات الثلاث في العراق بالإقدام على خطوات تقود لإصلاح «حقيقي» .
ومضى قائلاً: «وقعت اعتداءات مرفوضة ومدانة على المتظاهرين والمنتسبين والممتلكات في بغداد وعدد من المحافظات، وانساقت المظاهرات في العديد من الحالات إلى أعمال شغب واصطدامات دامية خلفت عشرات الضحايا الجرحى، وخلفت الكثير من الأضرار على المؤسسات الحكومية، في مشاهد مؤلمة ومؤسفة ومشابهة لما حصل في بعض الأعوام السابقة».
وسارع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إلى الإعلان عن التزامه بمبادرة المرجعية العليا لإجراء إصلاحات، داعيا السلطتين التشريعية والقضائية للعمل المشترك والتعاون والتنسيق.
وقال عبد المهدي في بيان «الحكومة تدعو القوى السياسية الكبرى في البلاد إلى التعاون فيما بينها، وبالتالي مع الحكومة، لتوفير كافة شروط الإصلاح ومستلزماته» .
وأعلنت «سائرون» الاستجابة لدعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لتعليق عضوية أعضائها في مجلس النواب.
ودعت عبد المهدي لكتابة برنامج حكومي للإصلاحات.
كذلك أعلن تحالف «المحور الوطني» في البرلمان العراقي (سُني)، تعليق عمله في مجلس النواب، على خلفية الاحتجاجات.
وقال التحالف (17 مقعدا من 329) في بيان، إنه علّق عضوية أعضائه في مجلس النواب «تأييدا للحراك الشعبي الرافض للفساد وضياع حقوق الشعب» .
وأضاف أن «التعليق جاء أيضا لرفض استخدام السلطة التشريعية كأداة لابتزاز السلطة التنفيذية بالتلويح بالاستجواب أو الإقالة لتمرير بعض الصفقات المشبوهة» .
إلى ذلك، ذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية شبه الرسمية، أمس الجمعة، أن رجل دين إيرانيا بارزا اتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بإشعال التوتر في العراق لعرقلة مراسم «أربعينية الحسين»، التي تعد من أهم المناسبات الدينية لدى الشيعة.