مهدي بنعطية عميد أسود الأطلس يعلق حذاءه الدولي
قرر مهدي بنعطية، القائد التاريخي للمنتخب المغربي اعتزاله اللعب دوليا ليضع حدا لمسيرة استمرت 11 عاما مع أسود الأطلس بعد مسيرة طويلة قضاها بقميص منتخب بلاده، ختمها بقيادة الفريق في بطولة أمم أفريقيا الأخيرة بمصر. وذلك عام على مشاركة بطولية في كأس العالم 2018 بروسيا. وحسب رأيه كان القرار صعبا نظرا لما قدمه من خدمات لمنتخب بلاده.
أسدل مهدي بنعطية الستار عن مسيرته الدولية رفقة أسود الأطلس، بعدما أعلن اعتزاله اللعب دوليا بشكل نهائي ورسمي، مشيرا إلى أن الفكرة راودته عقب الخروج المخيب للآمال على يد منتخب البنين خلال مسابقة كأس أفريقيا الأخيرة التي جرت بمصر وتوج المنتخب الجزائري بلقبها.
وأعلن عميد أسود الأطلس عن قرار اعتزاله النهائي من خلال تصريحات صحافية، حيث طلب إعفاءه من خوض المباراتين الوديتين أمام المنتخبين الليبي والغابوني يومي 11 و15 أكتوبر الجاري، مؤكدا أنه قرر الاكتفاء بالمدة التي قضاها مع المنتخب المغربي خلال الفترة السابقة.
وأكد لاعب الدحيل “هذا القرار لم يكن من السهل اتخاذه، بعد خروج المنتخب المغربي مبكرا من منافسات كأس أمم أفريقيا التي نظمتها مصر هذا الصيف”.
وأضاف بنعطية “كنت بحاجة إلى التفكير في مصيري الدولي بعد كأس الأمم الأفريقية، خاصة في وضعيتي الحالية”.
وتابع نجم يوفنتوس السابق “تحدثت مع المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش، وأكدت له أنني أفكر في الاعتزل دوليا، إلا أنه طلب مني العدول عن هذا القرار والاستمرار، وأكدت له أنني لست مستعدا للعودة”.
وختم حديثه “أكثر من عقد وأنا مع المنتخب المغربي، وكنت دائما رهن إشارته، ومع ذلك أسمع أشياء تستهدفني رغم أنها غير صحيحة، مثلا يتهمونني بأني أتدخل في اختيار التشكيل، أو اختار المباريات التي أشارك فيها، لذلك قلت إنه من الأفضل أن أعتزل، رغم صعوبة القرار”.
وأعرب أيضا عن استيائه للانتقادات الموجهة إليه في كل مرة، وقال “يستهدفونني بأحكام ليس لها أساس من الصحة، ويدعون بأنني من يتحكم في إعداد التشكيل الأساسي وأنا من أختار المباريات التي ألعب فيها”.
واختار صخرة الدفاع أن يضع حدا لمسيرته الدولية مع المنتخب بعد خوضه قرابة 60 مباراة دولية منذ نوفمبر 2008، مفضلا منح الفرصة لأسماء أخرى بغية تقديم الإضافة لأسود الأطلس خلال القادم من المواعد.
مسيرة حافلة
دافع بنعطية، اللاعب السابق لأندية كبيرة كيوفنتوس وأيس روما وأودينيزي وبايرن ميونيخ، عن قميص المنتخب المغربي لأكثر من عشر سنوات، خاض خلالها العديد من المباريات، كما شارك في مسابقات كأس أفريقيا، آخرها التي جرت بمصر 2019، وشارك أيضا في المونديال الروسي سنة 2018.
وسيلحق قائد الأسود بزميليه السابقين كريم الأحمدي، ومبارك بوصوفة، بعدما اختاروا جميعا اعتزال اللعب دوليا مع المنتخب المغربي والتركيز مع الأندية التي يدافعون عن ألوانها.
مؤشرات الرحيل
كانت كل المؤشرات تؤكد أن لاعب الدحيل القطري سيغادر عرين الأسود بعد خيبة كأس أمم أفريقيا بمصر، وتعرضه للانتقادات في الفترة الأخيرة. وأعلن بنعطية نبأ اعتزاله دوليا بعد مسيرة دامت أكثر من عقد من الزمن، كواحد من اللاعبين المغاربة الذين اعتبروا سفراء بامتياز للكرة المغربية في أوروبا والمحافل الدولية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها بنعطية اعتزاله دوليا، فقد سبق وأن اتخذ هذا القرار في 4 مناسبات وكل مرة كان يفرض على مدربي المنتخب المغربي الذين تعاقبوا على عارضته الفنية التنقل عنده لإقناعه بالعدول عن قراره. فمع المدرب السابق هيرفي رينارد أعلن بنعطية الاعتزال مرتين وتوجه رينارد صوب تورينو للقائه وإثنائه عن اعتزاله دوليا بحضور مدربه ماسيمو أليجري في مران يوفنتس.
لأن بنعطية رأى النور في فرنسا، فقد وجد مساحة كبيرة للتكوين وتعلم أبجديات كرة القدم حين ولج مركز كليرفونتين وقضى به سنتين من 2000 إلى 2002، ثم انتقل لشبان غانغامب وبعده لمارسيليا ليلعب لفريقه الثاني، قبل أن يقرر تغيير الأجواء، في تجارب لم تكن ناجحة بناديي تور ولوريون.
ووجد بنعطية ضالته مع نادي كليرمون بالدرجة الثانية، الذي منحه مساحة للمنافسة وتقوية عوده، حيث لعب له موسمين ناجحين من 2008 إلى 2010.
بعد نهاية عقده مع كليرمون فوت، بدأ طموح بنعطية يكبر ورفض الاستمرار مع هذا الفريق، وبحث عن ناد يحقق له أحلامه، قبل أن يحط الرحال بنادي أودينيزي الذي تعاقد معه لـ5 سنوات، حيث وجد ضالته بالدوري الإيطالي، وقضى موسما أول في المستوى، ولعب 34 مباراة وسجل 3 أهداف. كما تألق في موسميه الثاني والثالث، وبات واحدا من أفضل مدافعي دوري الكالشيو، الشيء الذي جعله يتوصل بعدة عروض مهمة، ليختار الانتقال إلى نادي روما، الذي لعب له موسما رائعا، وخاض 33 مباراة وسجل 5 أهداف.
لم يمر تألق بنعطية مع نادي العاصمة الإيطالية دون أن يغري هذه المرة أكبر أندية القارة العجوز، فكان الحديث عن عروض من برشلونة ومانشستر يونايتد، غير أن بايرن ميونيخ الألماني نجح في إغراء مدافع الأسود، وانتدبه بطلب من المدرب الشهير بيب غوارديولا.
وقضى نجم أسود الأطلس مع الفريق البافاري موسمين ووجد صعوبة في فرض نفسه، إذ خاض في موسمه الأول 15 مباراة وسجل هدفين، و14 مواجهة في الموسم الثاني وسجل هدفا واحدا، وتعرض لانتقادات كثيرة لغيابه عن المنافسة، بسبب الإصابات أو الأخطاء التي ارتكبها في بعض المباريات.
ولم يكن بنعطية راضيا على وضعيته وقرر الرحيل إلى فريق عريق في أوروبا، هو يوفنتوس الإيطالي، ولعب في موسمه الأول 15 مباراة وسجل هدفا واحدا، و20 مباراة في موسمه الثاني وسجل هدفين، ليقرر مغادرته في نصف الموسم الماضي ليدخل تجربة جديدة بالدوري القطري.
انضم بنعطية إلى المنتخب المغربي سنة 2009، وكانت بدايته الحقيقية في مباراة الكاميرون في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2009، حيث تألق ونجح في إيقاف النجم صامويل إيتو، وانتهت المواجهة بالتعادل من دون أهداف.
ومنذئذ قبض بنعطية على رسميته مع الأسود، بعد المستوى الجيد الذي قدمه، غير أن حضوره مع المنتخب المغربي عرف مجموعة من المشاكل، ودخوله في خلاف مع الجمهور ووسائل الإعلام.
ويعتبر بنعطية من اللاعبين المثيرين للجدل بتصريحاته، على غرار انتقاده الجمهور المغربي، وعدم تقبله الانتقادات، بدليل أنه غاب عن الأسود في عدة مباريات، بعد واقعة هدف منتخب مصر الذي خرج به الأسود من دور الثمانية في نسخة الغابون 2017، حيث حمله الجمهور المغربي ووسائل الإعلام مسؤولية هدف محمود كهربا.
ونتذكر الخرجة الإعلامية في مونديال روسيا، بعد المباراة الثانية التي انهزم فيها المغرب أمام البرتغال بهدف دون رد، وانتقاده المدرب المساعد مصطفى حجي مباشرة بعد المواجهة. كما طلب إعفاءه من المنتخب المغرب بعد نسخة أمم أفريقيا بالغابون، وغاب لفترة، قبل أن يعود في تصفيات مونديال روسيا.
رغم المشوار الطويل مع المنتخب المغربي ولعبه 62 مباراة دولية، إلا أن سجله يبقى خاليا، حيث يبقى أهم إنجاز مع الأسود هو التأهل لمونديال روسيا، بينما له عدة ألقاب مع الأندية.
وفاز بنعطية مع بايرن ميونيخ، بلقب دوري ألمانيا موسمي 2015 و2016، وكأس ألمانيا 2016، وفاز مع يوفنتوس بدوري إيطاليا في مناسبتين 2017 و2018، وكأس إيطاليا مرتين في نفس السنتين، كما بلغ نهائي دوري أبطال أوروبا في 2017 وخسره أمام ريال مدريد 4-1.
اعتزال النجوم
شهد عام 2018 اعتزال العديد من نجوم كرة القدم سواء المحليين أو العالميين، بعد مشوار حافل من الإنجازات والبطولات مع أنديتهم أو منتخبات بلادهم، وهناك بعض النجوم أيضا اكتفوا باعتزال اللعب دوليا فقط. ويعد اللاعب ياسر القحطاني أحد أبرز اللاعبين الذين اعتزلوا كرة القدم على الصعيد المحلي، بجانب اللاعب أسامة هوساوي. وقرر ياسر القحطاني نجم الكرة السعودية ونادي الهلال اعتزاله كرة القدم رسميا، وانضمامه إلى صفوف جمهور الزعيم في المدرجات وترك المستطيل الأخضر، وجاء ذلك بعد تتويج فريق الهلال بلقب بطولة الدوري السعودي للمرة الخامسة عشرة في تاريخه في أبريل الماضي.
ومن أبرز اللاعبين الذين اعتزلوا كرة القدم على الصعيد العربي عماد متعب، حيث أنه بعد العودة من رحلة احتراف قصيرة مع فريق التعاون السعودي قرر وضع حد لمسيرته الكروية وأعلن اعتزال كرة القدم بعد مسيرة حافلة حقق خلالها الكثير من الألقاب والبطولات مع الأهلي ومنتخب مصر، أبرزها التتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا 5 مرات رفقة المارد الأحمر وكذلك لقب بطولة الكونفيدرالية.
من جانبه أعلن حسام غالي نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق اعتزاله كرة القدم بعد مشوار حافل من البطولات والإنجازات مع الأهلي والمنتخب الوطني، بالإضافة إلى رحلة احتراف رائعة مع أندية توتنهام وديربي كاونتي والنصر السعودي، وحصد غالي خلال مشواره 14 بطولة مع المارد الأحمر، بالإضافة إلى التتويج مع المنتخب بلقب وحيد ببطولة الأمم الأفريقية.
كما أعلن عصام الحضري، حارس مرمى الإسماعيلي ومنتخب مصر، اعتزاله اللعب الدولي رسميا، بعد مشوار حافل بالإنجازات مع منتخب الفراعنة حقق خلاله لقب بطولة أمم أفريقيا 4 مرات، ومركز الوصيف في بطولة 2017، ولقب أفضل حارس في البطولة الأفريقية خلال 4 نسخ، وذهبية دورة الألعاب العربية عام 2007، والمشاركة في نهائيات كأس العالم 2018. أيضا أعلن وليد سليمان، صانع ألعاب النادي الأهلي، اعتزاله اللعب دوليا، عقب استبعاده من معسكر المنتخب الوطني لمباراة تونس في التصفيات المؤهلة لنهائيات الأمم الأفريقية 2019، في الكاميرون.