باريس بلا سيارات ليوم واحد

نظمت بلدية باريس فعالية “يوم بلا سيارات” في نسختها الخامسة تأكيدا منها على مساعيها الجادة للحفاظ على الصحة العامة للمواطنين وعلى التزامها بتحقيق هدفها من وراء تنظيم هذه  المبادرة وهو جعل المساحات العامة أقل تلوثا وأكثر راحة وهدوءا.

عاشت العاصمة الفرنسية الأحد “يوما بلا سيارات” في إطار الدورة الخامسة من الفعالية التي نظمتها بلدية باريس وتحمل نفس الاسم، في خطوة تأتي في سياق مساعي محاربة التلوث والحفاظ على البيئة.

وكانت المبادرة مناسبة ليمارس الفرنسيون نشاطات مختلفة مستغلين غياب السيارات عن الشوارع الباريسية؛ فاختار بعضهم ممارسة رياضات المشي أو الجري فيما فضل آخرون استعمال دراجاتهم الهوائية للتنقل، أما قسم آخر من الباريسيين فاختار الجلوس في مجموعات للاستمتاع مع الأصدقاء أو العائلة تحت أشعة الشمس اللطيفة.

وأقرت بلدية باريس مجموعة إجراءات في سياق تنظيمها لتظاهرة “يوم بلا سيارات”، حيث جعلت التنقل في شوارع العاصمة منحصرا فقط على سيارات الشرطة والطوارئ والإنقاذ إلى جانب البعض من وسائل النقل العامة على غرار الحافلات.

ومن جانبها، منحت شركة تدير مواقف السيارات في باريس خصما لعملائها بنسبة 40 بالمئة الأحد.  ويعرض السائق الذي يخالف قواعد الالتزام بـ”يوم بلا سيارات” في باريس نفسه إلى دفع غرامة مالية تقدر بـ135 يورو.

ووضعت البلدية استثناءات للبعض من الحالات للسير داخل شوارع باريس تشمل سيارات القاطنين وسط العاصمة الفرنسية والشاحنات المخصصة لنقل البضائع أو الأثاث بشرط الحصول على إذن مسبق أو الاستظهار بعنوان المسكن.

مبادرة تحسيسية للحفاظ على البيئة

وأكدت آن هيدالغو، عمدة باريس، رغبتها في مواصلة انخفاض حركة السيارات في باريس. وقالت في تصريحات لوسائل إعلام محلية إنها تسعى “للمضي في سياسة النهوض بالصحة العامة”. وكانت هيدالغو قد كشفت في وقت سابق أن عدد الكيلومترات التي تقطع بالسيارة في باريس انخفض بنسبة 5 بالمئة في عام 2018.

وشارك عدد من الباريسيين على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لشوارع باريس وهي خالية من السيارات الأحد حيث يركب العديد من الأشخاص دراجاتهم ويستمتعون بأوقاتهم، مبدين إعجابهم بالفكرة.

وذكر موقع فرانس تي.في أنفو، في تقرير نشره الأحد، أن “بعض الباريسيين لم ينتظروا تنظيم يوم دون سيارات في العاصمة الأحد (22 سبتمبر) للتخلي عن سياراتهم”. وقال أرنو وهو رجل إطفاء يبلغ من العمر 42 عاما، للموقع الفرنسي، إنه تخلى عن سيارته منذ ثلاث سنوات.

واشترى أرنو دراجة ليستعين بها في تنقلاته وليجعل بناته اللاتي تتراوح أعمارهن بين 4 و6 سنوات يعتدن على ذلك. والآن يستخدم جميع أفراد عائلته الدراجة لأنه برأيه “أصبح التنقل بأمان أكثر فأكثر”.

وبدوره تخلى غيوم، وهو مهندس كمبيوتر (31 عاما)، عن سيارته بملء إرادته حيث قال “التلوث مشكلة كبيرة في منطقة باريس”. واختار غيوم الذي يعيش في جنوب باريس “السفر النظيف، إلا إذا كان ذلك مستحيلا”. وأكد أن مبادرة “يوم من دون سيارات في باريس فكرة جيدة جدا، يجب علينا القيام بذلك كل أحد”. وأعلنت بلدية باريس أن هدفها “جعل الأماكن العامة أقل تلوثا وأكثر راحة وهدوءا”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: