مصر..المحتجون يدخلون ميدان التحرير لأول مرة منذ 2014.. وقوات الأمن تعتقل المئات-
شهدت عدة محافظات مصرية مظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف المواطنين، مساء أمس الجمعة، وفجر اليوم السبت، استجابة للدعوة التي أطلقها الفنان محمد علي صاحب شركة المقاولات المقيم في إسبانيا، للمطالبة برحيل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وردد المتظاهرون هتافات منها “ارحل يا سيسي”، و”الشعب يريد إسقاط النظام”، قبل أن تتدخل القوات الأمنية لفض المظاهرات باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع.
وتجمع المتظاهرون لأول مرة في ميدان التحرير، منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم، وإصداره قانونا يجرم التظاهر، وتحولت شوارع وسط القاهرة إلى مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين، الذين تجمعوا في ميدان التحرير، قبل أن يضطروا للتفرق في الشوارع الجانبية بعد اشتباكات مع قوات الأمن، قبل أن يتجمعوا مرة أخرى فوق جسر السادس من أكتوبر.
ولجأت قوات الأمن إلى قذف المتظاهرين أعلى الجسر بالقنابل المسيلة للدموع، في محاولة لتفريق المتظاهرين.
وشهدت محافظتا الأسكندرية –شمال مصر- والدقهلية –دلتا مصر- والسويس –شمال شرق مصر- مظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف، قبل أن تشتبك قوات الأمن مع المتظاهرين وتفضها بالقوة.
واعتقلت قوات الأمن المئات من المتظاهرين، واحتجزتهم في الشوارع الجانبية تحت حراسة أمنية مشددة، قبل نقلهم إلى مقرات الاحتجاز.
ورصدت المفوضية المصرية للحقوق والحريات، وهي منظمة حقوقية مصرية مستقلة، إقدام قوات الأمن على اعتقال الكثيرين ممن حاولوا تصوير الاحتجاجات، وقالت إن قوات الأمن ألقت القبض على “سارة عبد الناصر محمد إسماعيل”، 27 عاما، أثناء تصويرها الاحتجاجات في ميدان التحرير.
المكتب العام للإخوان المسلمين، المعبر عن تيار الشباب داخل الجماعة، ثمن الحراك الجماهيري الذي اندلع مجدداً، وأعلن دعمَه الكامل ومشاركته لأي حراكٍ جماهيري يعملُ على إسقاطِ الحكم العسكري، واستعادة مصر الثورة من جديد.
وأضاف المكتب العام، في بيان، أنه يؤكد على حرصه على أن يكون التحرك الجماهيري الراهن هو مشهد وطني غير ملون، لإجلاء الحقيقة الدامغة بأن الصراع في مصر هو صراع بين الحكم العسكري والشعب الذي لم يعد يطيق الفساد والطغيان ويسعى لحكم مدني وطني شريف.
وناشد المكتبُ العام جميع أطياف الشعب المصري وتياراته تجنب رفع أي شعارات حزبية خلال مشاركتهم في الحراك الراهن، حفاظًا على المشهد الوطني المنشود، ودعا كافة القوى الوطنية والرموز بعدم توظيف المشهد في أي إطار سياسي ضيق والعمل على الالتحام بالجماهير على أرضية يناير وبهدفِ إنهاء الحكم العسكري كهدف أصيل.
وكان الفنان محمد علي نشر فيديوهات تهاجم نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قبل أن يدعو للتظاهر أمس فيما أطلق عليه بدء المرحلة العملية في الإطاحة بالسيسي، مؤكدا أن تظاهرات الجمعة ستمثل بداية، وأنها ستتصاعد الجمعة المقبل، إذا لم يقدم وزير الدفاع المصري الفريق محد زكي على عزل السيسي.