أم.بي.سي” مغرب انطلاقة لا تخلو من الجدل السياسي

تطلق شبكة قنوات “أم.بي.سي” قناة جديدة موجهة للمنطقة المغاربية بعد أيام قليلة، وسط جدل متصاعد بشأن تأثيرها على القنوات المغربية وسحبها البساط من تحت أقدامها، إثر تعاونها مع أبرز الفنانين والإعلاميين المغاربة.

وأعلن مازن الحايك، المتحدث الرسمي باسم مجموعة “أم.بي.سي”، أن القناة الجديدة “أم.بي.سي 5” الموجهة خصيصا إلى المنطقة المغاربية، تقدم برمجة مغربية، ومن ضمن الأسماء الحاضرة بها نجاة أعتابو في برنامج يومي.

وقال الحايك، خلال مؤتمر صحافي في بيروت للإعلان عن إطلاق القناة، إن “علاقتنا بالمغرب ليست حديثة بل هي من عمر القناة وحينما أطلق الشيخ وليد الإبراهيم ‘أم.بي.سي’ بلندن قناة فضائية عائلية بامتياز مع نكهة محلية للجمهور بالمغرب العربي”.

وحضر المؤتمر عدد من الفنانين المغاربة من بينهم فرح الفاسي، سامية أقريو، ربيع الصقلي وفاتي جمالي.

ونقلت وسائل إعلام مغربية عن الحايك قوله، إن القناة الجديدة “فضائية مخصصة لهم بإنتاجاتها ومسلسلاتها وأفلامها.. ونقول لجمهورنا من حقكم علينا أن تأخذوا فضائية لكم.. نعدكم بأنه ابتداء من ليل السبت المقبل ستطل ‘أم.بي.سي 5’ بشبكة برامج متطورة”.

وأضاف “لا تحكموا على القناة من أول يوم بل اجعلوا تقييمها حتى رمضان القادم”. وترافق الحديث عن إطلاق المجموعة السعودية لقناة موجهة للمغرب قبل أشهر، مع شائعات روّجت لها مواقع إلكترونية مغربية محسوبة على الإسلاميين، بأن أهدافا سياسية وراء إنشاء القناة، وأنها وسيلة للتلاعب بالعقول والتأثير على الجمهور في المنطقة عبر استقطاب أكثر الوجوه الفنية والإعلامية شهرة وشعبية في المنطقة، لبث الأفكار التي من شأنها أن تزعزع الاستقرار وتحدّ من الحريات.

لكن الحايك أكد أن إطلاق القناة لم يكن بأهداف اقتصادية ولا سياسية، قائلا “القناة مختلفة بشكل كامل عن طيف القنوات في المنطقة المغاربية، فهي فضائية عربية ليس طمعا بإعلانات لأنه أساسا نحن تستقطب إعلانات من هناك”.

وتابع “قنواتنا من أكثر القنوات مشاهدة، كما أن خزان المواهب من هذه القنوات كبير، وبالتالي فهي منفعة للسوق المغاربية من حيث الاستثمار وشراء المحتوى”.

ويؤكد متابعون أن القناة الجديدة ستخلق فرص عمل في مجال الإعلام والإنتاج التلفزيوني في منطقة تعاني من نقص التمويل في هذا المجال. كما أنها ستكون إثراء للمشهد الإعلامي المغاربي.

وأضاف هؤلاء أنه من الطبيعي أن تستعين مجموعة إعلامية بحجم “أم.بي.سي” بالصف الأول من الإعلاميين والفنانين في المنطقة المغاربية من أجل استقطاب الجمهور، والعديد منهم حاضر أصلا في القنوات الأخرى التابعة للمجموعة.

واعتمدت “أم.بي.سي” في اختياراتها على العنصر الفني والتقني العالي لاستقطاب الجمهور، حيث استعانت بمشاهير مغاربة يحظون بمتابعات عالية خصوصا على إنستغرام، وذلك من أجل شد انتباه المشاهد المغربي والحصول على نسب مشاهدة عالية وكسب جمهور عريض للقناة، وهو الأمر الذي دفع البعض إلى القول إنها ستدفع الجمهور إلى هجرة القنوات المغربية المحلية التي تواجه الانتقادات وشكاوى من المتابعين بسبب تراجع محتواها.

وقال محمد عبدالمتعال، رئيس القناة الجديدة، إن الأمر يتعلق بقناة “من وسط أفريقيا بروح أم.بي.سي، نضع فيها احترافية أم.بي.سي”.

وأضاف عبدالمتعال أن القناة “إضافة للسوق المغاربي وننافس لصالح المشاهد”، مؤكدا أنها ستبث شبكة البرامج بناء على ثلاث مراحل، إذ ستكون الانطلاقة (21 سبتمبر الجاري) وبعدها بشهر سيتم تطويرها أكثر ثم في رأس السنة لتصل إلى كامل الشبكة بحلول رمضان القادم”.

وكانت المجموعة الإعلامية السعودية قد صورت الإعلان الترويجي للقناة الجديدة في أستوديوهات “أم.بي.سي” في مدينة دبي، بمشاركة وجوه معروفة في عالم الفن والإعلام، كالنجم الأميركي فان ديزل، والإعلاميين المعروفين بالعالم العربي: مصطفى الآغا ورزان مغربي وشريف عامر، وغيرهم.

وأعطى عبدالمتعال مثالا عن البرامج التي ستبثها القناة، مؤكدا أن أغلبها برامج ترفيهية، من قبيل مسرح المغرب تحت إشراف عبدالله ديدان على غرار “مسرح مصر”، وسيتم عرضه بشكل أسبوعي بالدار البيضاء، إضافة إلى مسلسل من بطولة دنيا باطمة “قلبي نساك”، ثم برنامج يومي بعنوان “جلسات مع نجاة” تقدمه وتعده نجاة أعتابو، وبرنامج للنجم الشاب خالد “خالد وأحبابه”.

ومن بين البرامج التي سيتم بثها برنامج “الدار داركم”؛ وهو برنامج كوميدي تمثيلي، يستضيف عددا من أبرز النجوم في الفضاء المغاربي، من تقديم الثنائي الكوميدي إدريس ومهدي.

وبرنامج “جوابك ذهب”، وهو برنامج مسابقات مسرحه الشارع المغاربي، يقدّم جوائز من “ذهب” للفائزين، من تقديم الممثل الشاب ومقدّم البرامج مراد العشابي.

ويعد الإعلامي التونسي سمير الوافي من الوجوه التي يرجح انضمامها لهذه القناة. حيث أعلن في وقت سابق عبر تدوينة نشرها في صفحته على فيسبوك أن “مجموعة أم.بي.سي تعود إلى تونس قريبا بقناة جديدة تنتج وتبث برامج ضخمة موجهة لتونس وبقية المغرب العربي”.

وفي هذا الإطار، قال الفنان المغربي ربيع الصقلي “القناة ستفتح للفنانين آفاقا كبيرة، كنا دائما نشاهد قناتين في المملكة، ومن الجيد أن تضاف أخرى جديدة”.

ومن جانبها، تقول سامية أقريو “أم.بي.سي كانت حاضرة في المغرب منذ زمان؛ لكنها لم تكن تمثل المشاهد المغربي 100 بالمئة، بل تمثل المشاهد العربي عامة”.

وأضافت “اليوم ستخوض في المنطقة والمواضيع التي تهمها والدراما المغربية، وبالتالي فهي تشكل نافذة مهمة وقنطرة على العالم العربي”.

وتابعت “تلزمنا روح التنافسية في أي مجال، لنقدم ما هو أحسن وألا نبقى ننتج الأشياء نفسها”. وتقدّم القناة برامجها لدول المغرب العربي: المغرب، تونس، الجزائر، ليبيا، وموريتانيا، وتستهلها بالموسم الخامس من برنامج “ذا فويس”.

وتأتي القناة الجديدة الموجهة للمغرب، بعد أشهر قليلة على إطلاق المجموعة قناة “أم.بي.سي العراق” في فبراير الماضي، وواجهت أيضا موجة من الجدل لأسباب سياسية.