اردوغان يهدد بفتح الحدود أمام اللاجئين السوريين للوصول لأوروبا
في أوضح وأقوى تصريح له حول ملف النازحين السوريين والقلق الأوروبي من موجات جديدة منهم باتجاه دول الاتحاد الأوروبي هدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس الخميس بفتح الحدود أمام اللاجئين السوريين للوصول إلى أوروبا، وذلك في حال لم تحصل أنقرة على مساعدات دولية كافية ودعم لإقامة «منطقة آمنة» في شمال سوريا.
وقال اردوغان أمام أعضاء حزبه في أنقرة «سوف يتعين علينا فتح الأبواب» مضيفاً أن تركيا «لم تتلق الدعم الضروري من العالم، وخاصة أوروبا» لكي تتمكن من تحمل عبء اللاجئين السوريين حسب وكالة الاناضول التركية. وأضاف «تركيا لا تستطيع تحمل هذا العبء بمفردها». يشار إلى أن تركيا تؤوي أكبر عدد من اللاجئين في العالم، حيث أنها تستضيف 4 ملايين لاجئ، بينهم أكثر من 3.6 مليون من سوريا حسب الوكالة الألمانية «د ب أ».
وسط سجال أوروبي ـ تركي وتنسيق بين أنقرة وواشنطن
وتخوفاً من موجات لجوء جديدة، جدّد الاتحاد الأوروبي مطالبته بضرورة إيقاف هجمات النظام السوري وحلفائه على البنى التحتية المدنية شمالي سوريا، وأكد أنه لا يمكن تبريرها تحت أي ظرف، وأوضحت المفوضية الأوروبية ، أن المعارك شمالي سوريا «زادت بشكل صادم»، وأعربت عن قلقها إزاء هجمات النظام وحلفائه على البنى التحتية المدنية كالمدارس والمرافق الصحية والمائية. وقالت: «لا يمكن تبرير الهجمات العشوائية وتدمير البنية التحتية المدنية بأي ظرف من الظروف، ونذّكر جميع أطراف النزاع بضرورة الامتثال للقانون الدولي الإنساني، وإيصال المساعدات الإنسانية لكل المدنيين المحتاجين بدون أي عوائق، مضيفة «ننتظر من النظام السوري وضامني أستانة أن يفوا بمسؤولياتهم وتعهداتهم فورًا وضمان حماية المدنيين في أقرب وقت».
وفي موقف من الاتحاد الأوروبي، الذي أبرم اتفاقاً مع أنقرة في 2016 لوقف عبور المهاجرين لأراضيها إلى أوروبا قالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية للهجرة ناتاشا بيرتود، أمس، رداً على تصريحات اردوغان: «حتى يومنا هذا قدم الاتحاد الأوروبي 5.6 مليار يورو (6.2 مليار دولار) من أصل 6 مليارات كان قد تم الاتفاق عليها».
وقال اردوغان إن تركيا تريد إقامة منطقة آمنة بالقرب من الحدود مع سوريا حتى نهاية شتنبرالجاري، معللاً طلبه بوجود «تهديد بنزوح الملايين من اللاجئين الجدد» من مدينة إدلب السورية. ورفضت بيرتود التعقيب على مقترح الرئيس التركي. وقال اردوغان إن حكومته تهدف لإعادة توطين «ما لا يقل عن مليون» لاجئ سوري في المنطقة الآمنة. وفي تقدير مناقض لذلك قال اردوغان إن «تركيا أنفقت على اللاجئين المقيمين على أراضيها نحو 40 مليار دولار، وأن المساعدات الخارجية التي وصلت إلى اللاجئين لا تتجاوز 3 مليارات يورو».
تزامن ذلك مع اجتماعات أمريكية – تركية على مستويات رفيعة بخصوص المنطقة الآمنة وكذلك مع إعلان وزارة الدفاع التركية تنفيذ مروحيات تركية وأمريكية الطلعة الجوية المشتركة الثالثة، في أجواء شمال سوريا، في إطار المرحلة الأولى من إنشاء المنطقة الآمنة. جاء ذلك في بيان نشرته وزارة الدفاع التركية على حسابها في «تويتر» الخميس. وقال البيان إن «مروحيتين تركيتين وأخريين أمريكيتين نفذت جولة التحليق المروحي المشترك الثالث، في إطار الخطوة الأولى لإنشاء المنطقة الآمنة». بينما أعلن صالح مسلم، الرئيس المشترك للجنة العلاقات الخارجية في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، أنَّ «قوّاتهم ستنسحب من المناطق الحدودية لمسافة 5 كيلومترات». وقال مسلم خلال اجتماع جرى مع العشائر العربية في منطقة تل أبيض شمال سوريا، انَّ «مجالسهم المحلية ستتولى حماية المنطقة وبسط الأمن فيها».