تآكل القضية الفلسطينية: طعنات خارجية أم صراعات داخلية
تمر القضية الفلسطينية، منذ أكثر من عقد بأحلك الفترات التي فقدت فيها زخمها، لا فقط بسب التناحر على السلطة منذ عام 2006 بين الفرقاء الفلسطينيين، وتحديدا بين حركتيْ فتح وحماس ما أدى إلى تقسيم شعب ناضل وكافح وقاوم طيلة عقود على قاعدة التجمع والوحدة من أجل الوصول إلى هدف واحد، بل إن مختلف المعطيات الخارجية، تجمّعت بدورها وتراكمت لتزيد في إرباك قضية الفلسطينيين وتضيّع أي إمكانية للسلام مع الإسرائيليين تحت شعار حلّ الدولتين.
منذ صعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سدّة الحكم، باتت سياسات الإدارة الأميركية المعلنة بصريح العبارة وبوضوح المواقف والقرارات منحازة بشكل تام لفائدة الجانب الإسرائيلي على حساب الفلسطينيين، حيث فرض ترامب سياسة الأمر الواقع باعترافه أولا بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها، وهندسته لما يعرف بـ”صفقة القرن”، وحثّه على الاستمرار في الضم والاستيطان.
تكمن المفارقة في كل هذا الوضع المأزوم، أن كل الفصائل والأحزاب الفلسطينية، تُجمع نظريا وبلا استثناء على رفض كل قرارات ترامب وخططه وخاصة صفقة القرن، لكن كل هذه الحماسة تغيب وتنتهي صلوحيتها وتتلاشى عند كل محاولة للجلوس إلى طاولة المفاوضات لحلحلة الأزمة الداخلية الفلسطينية التي قسّمت الشعب وأذابت لُحمته.
حتى وإن أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن رفضه ونقده لإدارة ترامب في جلّ القرارات التي تتخذها، فان واشنطن مازالت لديها قناعة راسخة بأن عباس ليس مزعجا وهو زعيم الفلسطينيين في الوقت الراهن ما يطرح مجدّدا عدة أسئلة باتت مزمنة حول الأسباب التي أدّت إلى تعثّر القضية الفلسطينية وغياب بريقها المؤثر في المحافل الدولية، فهل مرد ذلك تواتر الطعنات الخارجية أم تقصير القادة الفلسطينيين.