ربع مليون مسلم يؤدون صلاة العيد في مساجد موسكو وساحاتها
احتفل المسلمون في أرجاء روسيا بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وشارك في صلاة العيد بالعاصمة الروسية موسكو نحو ربع مليون مسلم، من المواطنين الروس ومواطني جمهوريات آسيا الوسطى الذين يقيمون في العاصمة الروسية، فضلاً عن أبناء الجاليات الإسلامية. ونظراً لتوافد أعداد كبيرة من المسلمين لأداء صلاة العيد، فقد افتُتحت ساحات إضافية لاستقبال المصلين، إلى جانب 4 مساجد، أكبرها مسجد «الجامع» المركزي في محيط مركز المدينة.
وفي وقت مبكر نشرت سلطات المدينة معلومات للمواطنين، تبلغهم مسبقاً بإغلاق عدد من الشوارع الرئيسية في محيط المساجد، وتغيير خط سير بعض وسائل النقل خلال صلاة العيد، ذلك أنّ المساجد لم تتسع هذا العام، كما في كل عام، للمصلين الذين انتشروا في الساحات والشوارع المحيطة بالمساجد.
واستقبل مسجد «الجامع المركزي» العدد الأكبر من المصلين. ويُعدّ واحداً من أقدم مساجد روسيا، ولم يكن قبل التسعينات يتّسع سوى لمئات من المصلين. وبعد عمليات التوسعة التي شهدها منذ عدة سنوات، بات يتسع لعدد أكبر بكثير، لكن على الرّغم من ذلك لا يملك القدرة على استيعاب مئات الآلاف.
لذلك حرصاً على الصلاة داخل مباني المسجد، أو على الأقل في ساحاته الداخلية، أخذ المصلون يتوافدون إليه في ساعات مبكرة من ليلة العيد، وينتظرون هناك حتى صباح اليوم التالي لأداء الصلاة.
ووجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء دميتري مدفيديف تهنئة لمسلمي روسيا بمناسبة عيد الأضحى، تمنوا لهم فيها السلام ودوام الصحة والعافية والتوفيق. وفي برقية تهنئة نشرها الكرملين على موقعه الرسمي، قال بوتين: «من أعماق قلبي أهنئ المسلمين في روسيا بمناسبة عيد الأضحى (….) يدعو للسرور أنّ المسلمين في روسيا يحافظون بحرص على الإرث الروحي – الثقافي لآبائهم وأجدادهم، ويربون الأجيال الناشئة على احترام تاريخ وعادات وتقاليد أسلافهم».
وأشار الرئيس الروسي إلى أنّ حياة المسلمين الروس مليئة بالأعمال الخيرة، والبدايات الطيبة، لافتاً إلى أنّهم يولون اهتماماً خاصاً لمختلف المبادرات الاجتماعية والتعليمية التربوية، ويقدمون مساهمات ثمينة في تطوير التعاون بين مؤسسات الدّولة والمؤسسات الاجتماعية، وفي دعم الحوار بين الأديان والقوميات.
من جانبه، أشار رئيس الوزراء دميتري مدفيديف إلى الدور الخاص الذي يلعبه المسلمون الروس في التصدي للتّطرف وتعزيز الحوار والقيم والتآخي، ووصفهم في برقية التهنئة «الأمة الروسية»، وقال: إنهم «جزء لا يتجزأ من مجتمعنا متعدد الأديان والقوميات، يساهم بنشاط في مختلف مجالات الحياة»، وأشاد بدورهم في تعزيز مكانة المسلمين الروس خارجياً. كما شهدت الجمهوريات الإسلامية في روسيا، مثل تتارستان وباشكيرستان، وجمهوريات القوقاز، احتفالات بمناسبة عيد الأضحى، وشارك هناك مئات الألوف في صلاة العيد.
وفي الشيشان أعلنت السلطات أول وثاني أيام العيد عطلة رسمية، وكذلك فعلت السلطات في جمهورية إنغوشيتيا المجاورة. وتشهد أيام العيد احتفالات واسعة لدى تلك الشعوب.
وكما هي العادة في الدّول العربية يتبادل الجميع التهنئة بمناسبة العيد، ويتبادلون كذلك الزيارات، التي يتخلّلها تذوّق وجبات وأنواع حلوى من المطبخ التقليدي، جرت العادة أن تُعدّ في أيام العيد.