سبع مهن تظهر وتغيب أيام عيد الأضحى في المغرب
تنشط حركة تجارية في الأسواق المغربية بمناسبة عيد الأضحى وتظهر عدة مهن سرعان ما تغيب عن الساحة وتنتهي بانتهاء العيد، فيطل على سوق الأغنام بعض “الشنافة” أو الوسطاء، ويقومون بشراء بعض الأكباش بثمن معين، ثم يعيدون بيعها بسعر أعلى، ما يجعل أثمان الأضاحي مرتفعة نسبيا، وهناك من “الشناقة” المضاربين الذين يكتفون بشراء كبش واحد ويعيدون بيعه في اليوم نفسه، تجنّبا لخسارة محتملة بفعل تقلبات الأسعار، وبذلك يضمنون ربحا قد يكون قليلا لكنه مؤكد.
ويُقدم الشباب مختلف الخدمات أيام العيد، فمنهم من يحترف بيع الفحم في الأحياء والأسواق الشعبية، ومنهم أيضا من يتجول فيها بعربات تجوب الأزقة والشوارع، إذ أن الفحم يصبح من المواد الأكثر مبيعا أيام العيد، لاستعماله في تحضير اللحم المشوي، وتحضير أطباق الطاجين باللحم والخضار التي تطبخ على نار هادئة.
وبعد شراء الأضحية، يحتاج المواطنون لوسيلة نقل من أجل إيصالها إلى المنزل، وهنا يظهر الشباب ذوو البنية الجسدية القوية، يعرضون على المشترين إيصال الأضحية إلى منازلهم، سواء عبر جرها أو حملها على الأكتاف، أو إيصالها على متن عربات تدفع يدويا.
ويمتهن الشباب أيضا تجارة العلف لمدة تناهز الأسبوع أو الأسبوعين قبل يوم العيد، إذ ينتشر بائعو التبن والعلف في أرجاء الأحياء الشعبية والأسواق، ويتنافسون على تخفيض الأسعار من أجل بيع أكبر كمية من سلعهم وإحضار المزيد، حيث يعمل هؤلاء على تقاسم المساحات الفارغة مع بائعي الفحم والخضر والأواني البلاستيكية، أكثر المواد مبيعا طيلة شهر العيد.
|
وتنشط أيضا حرفة شحذ السكاكين أو “تمضية جناوة” وباقي الآلات والأدوات المعدة لذبح الأضاحي، حيث يحضر الشباب من مختلف الأعمار طاولات خشبية بسيطة يضعون عليها تلك الآلات لإعادة تحيين السكاكين وشحذها، ومازال البعض يعتمد على آلة الشحذ القديمة والتي تعمل بالرجل لتحريك العجلة رغم انتشار الآلات الحديثة، والتي يسهل استعمالها بفضل دورانها السريع المعتمد على الطاقة الكهربائية.
ويجني محترفو تمضية السكاكين، مبالغ مالية لا بأس بها، إذ تتراوح أسعار السكاكين بين خمسة دراهم بالنسبة إلى الأحجام الصغيرة و 10 دراهم أو 20 درهم بالنسبة إلى الأحجام الكبيرة التي تستعمل غالبا في عملية الذبح أو التقطيع.
وبعد ذبح الأضحية، تعمل الأسر على تقطيعها في حين يتم الاستعانة بشباب الحي لشيّ رؤوس الأضاحي، بعد أن يتجمعوا في مكان بعيد نسبيا ليمارسوا فيه عملهم.
أربعة شبان يتعاونون، الأول يتكفّل بإضرام النار، والثاني يقوم بمهمة الشي، والثالث بعملية إزالة الشعر المحروق، في حين يهتم الرابع بتحصيل أجرتهم.
وغير بعيد عن المكان يتجمع المواطنون، منهم من ينتظر رأس الأضحية، ومنهم من يشاهد المنظر، ومنهم من يلتقي بمعارفه في المكان ذاته، ليتبادلوا تهاني العيد.
“الحاجة زهور”، تقول إن لجوء الأسر إلى شيّ رؤوس الخرفان، بسبب صعوبة القيام بالأمر في المنزل، إضافة إلى شقق المدن الصغيرة، التي تحول دون القيام بذلك.
وأضافت الحاجة زهور، أنه في السنوات الماضية، كانت النسوة تشوي الرؤوس في المنازل، أو في الأفنية، خصوصا في الأرياف والمدن الصغيرة، أما المدن الكبيرة فجميع الأسر تقريبا تستعين بشباب الحي، الذين يقومون بالأمر مقابل 20 درهما (2 دولارات)، لشيّ الرأس، والأرجل الأربعة.
وخلال أيام العيد الثلاثة الأولى يعمل تجار موسميون آخرون من الذين يدركون قيمة الصوف والجلود، الذي أصبحت كل العائلات المغربية تتخلص منه فور الانتهاء من ذبح الأضحية، على جمعه من المنازل وتحصيل كميات هائلة منه من أجل بيعها لمن يستثمرون فيه من جديد، بفصله عن الجلد وبيع كل مادة منه على حدة. ولهذا الغرض يتجمع الشباب في شكل مجموعات، يتفرقون في الأزقة الشعبية ويطرقون الأبواب طلبا للصوف، وأحيانا كثيرة يجدون بعض العائلات قد حضرته لهم في أكياس بلاستيكية ووضعته على جنبات الطرق.