المغرب يشارك في تنصيب الغزواني لغلق الباب أمام مناورات البوليساريو
شارك رئيس الحكومة المغربية سعدالدين العثماني في مراسم تنصيب الرئيس المنتخب الجديد للجمهورية الموريتانية، محمد ولد الغزواني، بحضور العديد من قيادات دول العالم.
وهنأ رئيس الحكومة المغربية الشعب الموريتاني على هذه المحطة السياسية التي تعكس الأمن والاستقرار اللذين تحظى بهما موريتانيا، مؤكدا حرص المغرب على تقوية العلاقة التاريخية بين البلدين.
وأشار مراقبون إلى أن تواجد المغرب في حفل تنصيب الرئيس الموريتاني الجديد يعكس حرص المملكة على الانفتاح على محيطها المغاربي والأفريقي، رغم التوترات والمناورات التي تقف وراءها جبهة البوليساريو الانفصالية في المنطقة. ومن شأن تعامل ولد الغزواني مع قضية الصحراء المغربية أن تحدد طبيعة ومستقبل العلاقات.
ويرى رضا الفلاح، أستاذ العلاقات الدولية، أنه من الطبيعي مشاركة مسؤول حكومي مغربي رفيع المستوى في مراسم تنصيب الرئيس الموريتاني الجديد بالنظر إلى العلاقة المتينة التي تربط المغرب بموريتانيا وهي علاقة لها من العمق التاريخي ما يكسبها مناعة قوية ضد كل التوترات والأزمات الظرفية.
وتابع الفلاح في تصريح لـه ، إلى أن “عوامل جيوسياسية مرتبطة بحسابات قصيرة النظر دفعت نواكشوط نحو توجه غير متوازن في سياستها الخارجية اتجاه الرباط”.
وتتهم موريتانيا بالانحياز للانفصاليين في قضية الصحراء المغربية على حساب المغرب والتماهي مع بعض مواقف النظام الجزائري المعاكسة للمملكة، وهي اتهامات تثبتها دعوة زعيم البوليساريو إبراهيم غالي لحضور حفل تنصيب الغزواني.
وحضر زعيم البوليساريو حفل التنصيب حيث وجّهت الحكومة الموريتانية دعوة رسمية إلى البوليساريو من أجل حضور مراسم تنصيب ولد الغزواني، وذلك خلافا للأخبار التي راجت بخصوص استبعاد نواكشوط للجبهة الانفصالية في أول حدث رسمي لرئيس البلاد الجديد. واستبعد مراقبون أن يذكي استقبال مسؤولي البوليساريو في نواكشوط، الخلاف مع المغرب الذي يدافع على أحقيته في قضية الصحراء.
واعتبر هؤلاء أن هذا الحضور مجرد بروتوكول شكلي لن يكون له أي تأثير على ما تعرفه العلاقات الموريتانية المغربية من آفاق تعاون، مؤكدين أنها ستتعزز مع مجيء الرئيس الجديد.
وأوضح الفلاح أن “المملكة المغربية اختارت منهجا دبلوماسيا جريئا وصارما يقوم على الوعي بموقع القوة الذي تتميز به على الساحة الأفريقية وهو ما يخولها القدرة على التصدي لكل أشكال الدعاية الكاذبة التي تروجها الجبهة الانفصالية ومجابهة الخصوم بلغة الحجج التاريخية والقانونية”. لافتا، إلى أن المغرب تحرر من عقدة التواجد إلى جانب الوفود الانفصالية حتى لا يمنح الفرصة على مناوئي الوحدة الترابية لدفع المملكة نحو سياسة الانسحاب من محيطها الأفريقي.
ورغم حضور وفد البوليساريو مراسم تنصيب الرئيس الموريتاني الجديد إلا أن نواكشوط لها حساباتها كدولة عضو بالاتحاد الأفريقي، إذ لا يمكنها أن تحيد عما صرح به الرئيس الموريتاني السابق، محمد ولد عبدالعزيز معلقا على قضية الصحراء حين رفض قيام كيان يفصل بين موريتانيا والمغرب جغرافيّا، بمعنى أن موريتانيا لن تسمح بوجود دولة وهمية على حدودها مع المغرب.