تشكيك في جدية تهديدات زعيم البوليساريو بالحرب
ينظر مراقبون لتهديدات زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي بالحرب على أنها مجرّد مناورة تستبق المؤتمر القادم، في ظل وضع داخلي جد صعب خاصة على مستوى الأوضاع الاجتماعية والحقوقية التي تعيشها مخيمات الصحراويين بالتندوف.
ودعا إبراهيم غالي إلى الاستعداد لعمل مسلح ضد المغرب، حيث ظهر في فيديو وهو يتحدث عن ضرورة العودة للكفاح المسلح الذي وصفه بـ”المحطة الإجبارية”، بسبب ما أسماه بـ”التعنّت المغربي المدعوم من قوى عظمى”.
وأضاف “من يريد المزايدة في موضوع العودة للكفاح المسلح عليه أن يكون متواجدا في الميدان”، في إشارة إلى من ينتقدون النظام من خارج المخيّمات.
واعتبر صبري الحو، الخبير في نزاع الصحراء والهجرة، أن تصريحات زعيم البوليساريو الأخيرة ناتجة عن خيبة أمله في مجلس الأمن الذي حدد أوصاف الحل الواقعي والعملي والسياسي، والإشارة إلى مبادرة المغرب بالحكم الذاتي، وتجاهل مبادرة البوليساريو الداعية إلى إجراء استفتاء.
وتعكس تصريحات غالي حسب الحو خيبة أمل واقتناعا برفض المجتمع الدولي خلق كيان جديد في المنطقة، مقللا من جدية التلويح باستعمال السلاح، رغم تأكيد قائد البوليساريو على ضرورة الحرب.
وينظر متابعون لتصريحات غالي على أنها محاولة للهرب من الضغوط الداخلية التي تواجهها قيادة البوليساريو لاسيما مع اقتراب الانتخابات.
وقال القيادي السابق في جبهة البوليساريو مصطفى سلمى ولد سيدي مولود ، إن قرار الحرب والسلم ليس قرارا بيد غالي حسب الدستور والقانون الأساسي للجبهة.
وأضاف “حديث غالي عن الاستعداد للحرب الحتمية لا يمكن قراءته خارج سياق الحملة الانتخابية المبكرة التي بدأها منذ أيام بتوزيع سيارات دفع رباعي على بعض القادة لكسب أصوات ناخبيهم في المؤتمر القادم، وإلهاء شارع المخيمات عن مشاكلهم الحقيقية لتمرير مؤتمر إعادة التجديد له ولحاشيته”.
وعرفت مخيمات تندوف في الآونة الأخيرة حركات احتجاجية قابلتها ميليشيات البوليساريو باعتقالات عشوائية شملت مدونين وناشطين سياسيين، الأمر الذي دفع أهالي هؤلاء وأنصارهم إلى إضرابات متواصلة.
وطالبت “المبادرة الصحراوية من أجل التغيير”، المعارضة، الاتحاد الأفريقي بالتحرك من أجل“تجنّب المحاكمة غير العادلة” ضد ثلاثة معارضين صحراويين اعتقلوا خلال الاحتجاجات التي عرفتها مخيمات تندوف خلال شهر يونيو الماضي، وهي الاحتجاجات التي حاولت جبهة البوليساريو التستّر عليها وإنكارها.