مسيرة رينارد تتوّجه مدربا للمنتخب السعودي
وضع الاتحاد السعودي لكرة القدم ثقته في المدرب الفرنسي هيرفي رينارد ليتولى المقاليد الفنية للأخضر، ليؤكد ما تم تداوله سابقا عن الوجهة المحتملة لهذا المدير الفني بعد نهاية مشواره مع المنتخب المغربي.
كشفت تقارير صحافية الأحد، أن الاتحاد السعودي لكرة القدم أنهى إجراءات التعاقد مع المدرب الفرنسي هيرفي رينارد ليقود “الأخضر” لمدة عامين ونصف العام خلفا للمدرب الأرجنتيني خوان بيتزي.
وأوضحت صحيفة “الرياضية” السعودية عبر موقعها الإلكتروني الأحد “أن الإعلان الرسمي عن تولي المدرب الفرنسي قيادة منتخب السعودية سيكون خلال اليومين المقبلين”.
ودخل اتحاد الكرة السعودي في مفاوضات مع رينارد بعد إعلان استقالته من تدريب المنتخب المغربي “أسود الأطلس” إثر خروجه من دور الـ16 في كأس أمم أفريقيا.
ويرى محللون أن تعاقد الاتحاد السعودي مع هذا المدرب في هذا التوقيت بالذات له أكثر من فائدة، حيث أنه يأتي مع دخول الأخضر معسكرا استعداديا لتصفيات بطولتي كأس آسيا 2023 ومونديال 2022، إضافة إلى أنه يمثل تجربة إضافية لهذا الفني في أجواء جديدة بعيدا عن القارة الأفريقية.
ويمتلك رينارد، البالغ من العمر 50 عاما، سجلا تدريبيا حافلا في القارة الأفريقية، إذ سبق له تدريب منتخبي زامبيا وكوت ديفوار وتوج معهما بكأس الأمم الأفريقية ليصبح أول مدرب يحصل على بطولة أمم أفريقيا مع منتخبين مختلفين.
مثلت بطولة أمم أفريقيا في مصر الأخيرة مقصلة المدربين بامتياز
وتولى بعدها قيادة المنتخب المغربي ونجح في قيادته للتأهل إلى كأس العالم بعد غياب دام 20 عاما. وكان المدير الفني الفرنسي قد حدد ملامح وجهته المقبلة الأسبوع الماضي دون أن يكشف عن المزيد من المعلومات. وقال رينارد، عبر صفحته على فيسبوك “كي نضع حدا للشائعات والتأويلات التي تتناول مستقبلي ولا تستند إلى معطيات مؤكدة، أخبركم أنه بعد أيام فقط ستتعرفون على وجهتي واختياري المقبل، والذي كما أبلغتكم من قبل لن يكون داخل القارة الأفريقية، وهو أمر محسوم”.
وكان رينارد قد أكد في تصريحات سابقة لوسائل إعلام فرنسية، أنه تقديرا لتجربته مع المنتخب المغربي لن يقوم بتدريب منتخب أفريقي آخر بعد الانفصال عنه، فيما رجحت العديد من التقارير أن يستقر اختياره على تدريب المنتخب السعودي.
وربما يريد هذا الفني الذي يعرف كل كبيرة وصغيرة عن الأجواء الأفريقية بالنظر إلى تجربته مع أكثر من منتخب في القارة السمراء تغيير الأجواء، وهذه المرة جاءت من بوابة الأخضر السعودي الذي يتوق هو أيضا لإعادة “هيبته” في المنافسة على البطولات في القارة الآسيوية.
وكان المدرب الفرنسي قد استقال مؤخرا من منصبه مع أسود الأطلس بعد الخروج من ثمن نهائي كأس أمم أفريقيا 2019 على يد بنين في مفاجأة مدوية.
وعقد الاتحاد المغربي لكرة القدم الخميس الماضي اجتماعا بمقر اتحاد الكرة من أجل الإعلان عن عدة قرارات تهم الدوري المحلي وكذلك المدرب الجديد للأسود. وتم خلال الاجتماع توديع المدرب رينارد الذي فك ارتباطه بالأسود قبل انطلاق الاجتماع حيث حضره الأخير.
وشكر فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي رينارد على الجهود التي قام بها مع منتخب المغرب. وقدم لقجع أسمى عبارات الاحترام والتقدير لرينارد فضلا عن منحه هدية رمزية تقديرا للود المتبادل.
ومن جهته أشاد رينارد بالأجواء الاحترافية التي عمل فيها منذ تعاقده مع الاتحاد المغربي لكرة القدم. وأشار المدرب الفرنسي إلى أن لكل بداية نهاية، متمنيا مسيرة موفقة للكرة المغربية خلال الفترة المقبلة.
ومثلت بطولة أمم أفريقيا في مصر الأخيرة مقصلة المدربين بامتياز، وذلك بعد إطاحتها بالعديد من الوجوه على رأس منتخبات عتيدة على غرار خافيير أغيري بمصر وسباستيان ديسابر مدرب منتخب أوغندا إلى جانب رحيل إيمانويل إيمونيكي عن تدريب منتخب تنزانيا، وكلارنس سيدورف عن تدريب منتخب الكاميرون، فيما يتحين الاتحاد التونسي الفرصة لإعلان فك ارتباطه بالمدرب الفرنسي ألان جيريس.
وقبل إعلان الاتحاد المغربي عن فك ارتباطه بالمدرب رينارد ساد تكتم شديد حتى أن الاتحاد المغربي كذب كل التصريحات التي ربطت المدرب الفرنسي بالانفصال عن الأسود. وكانت كل المؤشرات تؤكد أن الاتحاد المغربي سيتخذ قراره مباشرة بعد الإقصاء، غير أن الصمت هو ما يسيطر على الأجواء سواء على مستوى اتحاد الكرة، الذي لم يصدر أي بيان أو من جانب رينارد الذي بدوره لم يكشف عن مستقبله.
رينارد أكد في تصريحات سابقة أنه تقديرا لتجربته مع المنتخب المغربي لن يقوم بتدريب منتخب أفريقي آخر
وكانت الخطوات السريعة التي اتخذها مسؤولو اتحاد الكرة في مصر رئيس الاتحاد المغربي قد وضعت فوزي لقجع في حرج كبير، وذلك بعد الاستقالة التي تقدم بها هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة المصري ومجلسه وكذلك إقالة المدرب المكسيكي خافيير أغيري. وتعرض النقاد والمحللون في المغرب إلى التغييرات التي طالت الكرة المصرية والخطوات التي قام بها المسؤولون كرد فعل على الإقصاء بالتحليل والنقد. وهو نفس الشيء الذي طالبت به وسائل الإعلام المغربية والمتتبعون للشأن الكروي المحلي خاصة في ما يخص مستقبل رينارد واتحاد الكرة.
ورغم عدم الكشف عن الكثير من حيثيات عقد رينارد الذي سينتهي في 2022، منها راتبه الشهري والأهداف المسطرة في كأس أمم أفريقيا، إلا أن الفشل في الذهاب بعيدا خلال نسخة مصر، كان من بين الأهداف التي ركز عليها اتحاد الكرة مع رينارد.
وكان المدرب الفرنسي مرغما بالوصول على الأقل إلى المربع الذهبي في نسخة مصر، أو الفوز باللقب، بدليل أن فوزي لقجع كان يمرر قبل المشاركة في المونديال الأفريقي رسائل مشفرة، تؤكد أن الوقت قد حان للكرة المغربية أن تنافس على اللقب.
والأكيد أن هذه الشروط التي وضعها لقجع واتحاد الكرة من الطبيعي ربما كانت قد دفعته إلى إنهاء العقد مع الفرنسي بالتراضي.
ومباشرة بعد إقصاء الأسود والانتقادات التي تعرض لها رينارد، أكدت وسائل إعلام سعودية أن اتحاد الكرة السعودي بات قريبا من التعاقد مع المدرب الفرنسي.
وبعد خروج المغرب المبكر من بطولة أمم أفريقيا تزايدت ردود فعل المدربين والنقاد والجمهور المغربي، حيث طالب هؤلاء برحيل المدرب رينارد، معتبرين أن صلاحيته انتهت وأنه أخذ فرصة كافية، وتوفرت له الإمكانيات الكبيرة للفوز باللقب، وهو الذي شارك مع الأسود في نسختي 2017 بالغابون ومصر 2019.
وعكَس تصريح المدرب هلال الطير رأي النقاد والفنيين، عندما أكد أنه لو كان مكان رينارد لاستقال لأنه لم يستغل إمكانيات الكرة المغربية في المنافسة الأفريقية.