إيطاليا تقاتل من أجل تعديل قواعد دبلن للهجرة
قال نائب رئيس الوزراء الإيطالي وزير الداخلية ماتيو سالفيني الأحد إنه لا يمكن لفرنسا وألمانيا الاستمرار في تجاهل الدول الأوروبية الأكثر عرضة للهجرة، فيما نجحت حكومة روما الشعبوية في فرض مقترحات جديدة بشأن الهجرة واللجوء على رئيسة المفوضية الأوروبية الجديدة أورزولا فون دير لاين.
وقال سالفيني تعليقا على خطاب أرسله إلى نظيره الفرنسي كريستوف كاستانير إن “إيطاليا لم تعد مستعدة للترحيب بجميع المهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا”.
وأضاف أن حكومتي باريس وبرلين “لا يمكن أن تقررا سياسات الهجرة وتتجاهلا مطالب الدول الأكثر تضررا مثل بلادنا ومالطا”.
ولا تزال الحكومات الأوروبية تسعى لتصميم نظام يتجنب المساومة والاتهامات المتبادلة في كل مرة يتجه فيها قارب يحمل مهاجرين شمالا إلى أوروبا بحثا عن ميناء آمن ولجوء.
وكانت فون دير لاين أعلنت اعتزامها إزالة الأخطاء الهيكلية في قواعد دبلن لإجراءات اللجوء في الاتحاد الأوروبي، وإصلاح النظام الحالي لصالح دول الاتحاد المطلة على البحر المتوسط.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية السابقة “لم أفهم مطلقا لماذا بدأت قواعد دبلن بالمعادلة البسيطة: حيثما يطأ مهاجر الأراضي الأوروبية، يتعيّن أن يظل هناك… تحدث الهجرة عبر الطرق البحرية أو البرية. لا يمكن أن يكون لدينا حدود خارجية مستقرة إلا إذا قدمنا مساعدة كافية للدول الأعضاء، التي تتعرّض للضغط الأكبر بسبب موقعها على الخارطة، يتعين علينا إصلاح قواعد دبلن، لتحقيق المزيد من العدالة وتوزيع الأعباء”.
ورفض وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر في وقت سابق مقترحات الحكومة الشعبوية في إيطاليا بإدخال تغييرات على نظام دبلن، لكن يبدو أن تزكية إيطاليا للألمانية أورزولا فون دير لاين لمنصب رئيسة المفوضية كان مقرونا بموافقتها على المقترحات الإيطالية بشأن الهجرة. وتعاملت ألمانيا الأسبوع الماضي بفتور مع مقترح إيطالي لمراجعة نظام الهجرة في أوروبا، واعتبرت أن التدابير المقترحة، ومن بينها نقل اللاجئين الحاصلين على الموافقة جوا إلى الاتحاد الأوروبي، لا توفر حلولا فورية.
وقال وزير الدولة الألماني لشؤون أوروبا ميشائيل روت إنه ممتن للمساهمة الإيطالية البناءة، إلا أنه ذكر أنه لا يعتقد أنها ستسهم “بصورة فعّالة” في إعادة الأمور إلى نصابها لأن الاتحاد الأوروبي يتفاوض بالفعل من أجل نظام شامل منذ أشهر دون إحراز تقدّم كبير.
وكانت صحيفة كورييري ديلا سيرا نقلت عن وزير الخارجية الإيطالي إنزو موافيرو ميلانيزي القول إن لديه مقترحات لمقاربة جديدة للتعامل مع قضية الهجرة سيقوم بعرضها على اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي. واقترح أن يتم تمكين راغبي اللجوء في الدول التي تشهد صراعات من التقدّم بطلبات خارج الاتحاد الأوروبي للحصول على اللجوء من خلال “مكتب أوروبي في الدولة الأقرب إليهم التي تنعم بالسلام”.
وأضاف أنه يتعيّن على الاتحاد لاحقا مساعدة المقبولين للجوء على الانتقال جوا، ليرحمهم من عناء التعامل مع مهرّبي المهاجرين وتكبّد الرحلات الشاقة عبر البحر، إلا أن روت قال إن ألمانيا تركز على التوصل إلى “آلية إنسانية فورية” قائمة على التضامن بين الدول الأوروبية الراغبة في استقبال المهاجرين على أساس كل حالة على حدة.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، أعادت معارضة إيطاليا ومالطا للاستمرار في استقبال قوارب تقل مهاجرين تم إنقاذهم من البحر المتوسط فتح القضية الشائكة المتعلقة بتقاسم أعباء بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي.
وقال ميلانيزي “المهاجرون لا يتطلعون إلى الشواطئ الإيطالية أو اليونانية أو المالطية. إنهم يتطلعون إلى أوروبا. ولذلك علينا التوصل إلى حل في إطار أوروبي”.
وأشار إلى أنه يفضّل استئناف الاتحاد الأوروبي للمهام البحرية في البحر المتوسط، كما تطالب الأمم المتحدة، شريطة ألا يتم نقل من يتم إنقاذهم إلى إيطاليا كما كان يحدث في الماضي.
وأضاف أنه يتعيّن أن يتم توزيع اللاجئين القادمين داخل الاتحاد الأوروبي وفقا “لمعايير موضوعية وواضحة”، إلا أنه أوضح أن “النظام لن يُطبق إلا إذا انضم إليه عدد كاف وكبير من دول الاتحاد الأوروبي”.