مهرجان سان فيرمين للثيران في إسبانيا بهجة ملطخة بالدماء
يرتفع كل يوم عدد المصابين في مهرجان ركض الثيران في بامبلونا الإسبانية الذي انطلق السبت بعد أن انطلقت الألعاب النارية التقليدية التي تعرف باسم تشوبيناثو إيذانا ببدء الاحتفالات بعد منتصف النهار.
وقال الصليب الأحمر الخميس إن سبعة على الأقل من محبي الركض أمام الثيران أصيبوا، بينهم شخص جُرح في ذراعه بقرن ثور، في اليوم الخامس من مهرجان سان فيرمين الذي يستمر أسبوعا كاملا.
وفي كل صباح خلال المهرجان الذي بدأ قبل قرون، يجتمع الآلاف من العدائين، ومعظمهم يرتدون ثيابا بيضاء من الرأس حتى أخمص القدمين، مع مناديل حمراء حول الرقبة، على جانبي الطرق الضيقة في الثامنة صباحا للركض هربا من ستة ثيران، جرت تربيتها خصيصا، نحو حلبة مصارعة الثيران. وبعد ذلك تبقى الحيوانات في حلبة بامبلونا حيث تقام بعد الظهر مصارعة ثيران تشارك فيها أشهر الأسماء في هذا المجال.
ويمتد الطريق على مسافة 875 مترا عبر شوارع بامبلونا التي تعود إلى العصور الوسطى، لكن معظم الراكضين لا يقطعون سوى ما يزيد قليلا عن 40 مترا قبل أن يتجاوزها القطيع المندفع. ويشارك ما يربو على مليون شخص في هذا المهرجان كل عام، مما يمنح دفعة كبرى للاقتصاد المحلي.
واستخدمت الخميس ثيران -جرت تربيتها في مزرعة فيكتوريانو ديل ريو في جوالاليكس خارج مدريد- في العدو الذي استمر ما يزيد قليلا عن دقيقتين.
وكثيرا ما يُصاب متسابقون خلال السباقات التقليدية في إسبانيا، لكن لم يُتوف أحد في مهرجان سان فيرمين في بامبلونا منذ أن نطح أحد الثيران الإسباني دانييل جيمينو في رقبته عام 2009.
وأصيب خمسة أشخاص في ثاني أيام المهرجان، وتم إيداعهم قسم الطوارئ في مركز نافارا الطبي بسبب خطورة إصاباتهم؛ إذ أصيب ثلاثة بسبب قرون الثيران بينهم مواطنان أميركيان وإسباني، في حين تعرض اثنان لارتجاج في المخ. وقد أعلنت الحكومة في بيان لها على تويتر عن هذه الإصابات.
ومن بين المصابين أميركي من ولاية كنتاكي (23 عاما)، وصنفت حالته على أنها الأسوأ بين المصابين الخمسة.
ويعالج الصليب الأحمر يوميا العشرات من الحالات المصابة بإصابات خفيفة في موقع المهرجان. وأصيب يوم الثلاثاء سائحان، منهم بريطاني عمره 49 عاما أصيب بكسر مضاعف في الكاحل، بينما أصيب رجل من مدينة شيكاغو الأميركية عمره 42 عاما بالارتجاج وبجرح في الكتف أثناء مشاركته في المهرجان.
ومصارعة الثيران رياضة تتم بين ثور ورجل، ويطلق على الرجل اسم ماتادور (مصارع الثيران)، وهذه المصارعة محبوبة في الكثير من الأقطار المتحدثة باللغة الإسبانية إضافة إلى البرتغال وجنوب فرنسا. ويعد مصارعو الثيران في بعض الأقطار كإسبانيا والمكسيك أبطالا قوميين.
وتعتبر مهرجانات الثيران، حدثا ثقافيا إسبانيا بامتياز، تحدث فيه عدة إصابات قد تصل إلى الموت كل عام، وبالرغم من تكرر الإصابات فإن المهرجانات تتكرر في كل مناسبة، ولا تتوقف.
وفي مهرجان سان فيرمين تكررت المأساة وسقط الناس أثناء ركض الثيران بشكل مرعب، وسحقت الثيران مروضيها، في وقائع متكررة لا تتوقف في إسبانيا، رغم كثرة التحذيرات من هذه المهرجانات المميتة.
وتظاهر عشرات الأشخاص من منظمتي “بيتا” و”أنيمال نيتشراليس” المعنيتين بالرفق بالحيوان احتجاجا على المهرجان أمام مبنى البلدية، بوصفه تقليدا عنيفا، يؤدي إلى إلحاق أضرار نفسية وبدنية بالثيران، ناهيك عن مصارعي الثيران ومشجعي هذه الرياضة الدموية.
ولم يرتد المحتجون سوى سراويل داخلية سوداء ووضعوا على رؤوسهم قرون ثيران واستلقوا على الأرض على رسوم بخطوط بيضاء، تشبه تلك التي تضعها الشرطة حول جثث القتلى، في إشارة إلى ضحايا هذه الرياضة من الثيران، كما قام بعضهم بإلصاق رماح مزيفة على ظهورهم وحملوا لافتات كتبت عليها عبارة “الثيران تقتل في بامبلونا”.
يذكر أن بيتا تقود حملة كبرى لدفع الحكومة الإسبانية إلى إنهاء سباقات الثيران، وتجريم منظميها والمشاركين فيها.
وتقول جمعية بيتا إن عدد الثيران المشاركة في مهرجان مصارعة الثيران هذا العام في البلاد بلغ 54 ثورا، رغم أن هذا التقليد بات ممنوعا في أكثر من 100 بلدة إسبانية.
ويقام المهرجان المخصص للقديس الراعي، سان فيرمين، منذ 1591، حيث يشهد ست جولات لمصارعة الثيران التي تركض عبر الشوارع الضيقة بالمدينة إلى حلبة المصارعة على مدار ثمانية أيام على التوالي.
ويحتفي الإسبان والسياح بهذا الحدث حتى أن عروسين فى إسبانيا حضرا هذه الدورة، بملابس زفافهما لتخليد اللحظة الرائعة لزواجهما، بحسب ما قالت صحيفة “إي.بي.سي” الإسبانية.وأشارت الصحيفة إلى أن ألبرت وأينهوا حضرا مهرجان مصارعة الثيران فى إسبانيا فى منتصف شارع “استافيتا” وقام العديد من الحاضرين بالتقاط الصور مع العروسين، وهتف العديد منهم للعروسين، ويعتبر هذا الحدث الأكثر تمييزا لمهرجان سان فيرمين 2019.