مناوشات يومية بالقنصلية العامة ببروكسيل بسبب نقص الموارد البشرية
تحولت القنصلية العامة المغربية ببروكسيل إلى فضاءات لمناوشات يومية تصل حد السب و القذف بين موظفين يشتكون من سوء المعاملة ومواطنين يتهمونهم باللامبالاة والمحسوبية ويتحدثون عن خدمات دون المستوى. رغم الإصلاحات الأخيرة التي أدخلتها الوزاراة المكلفة بشؤون الجالية على المصالح ذات العلاقة المباشرة بمغاربة العالم .
” إهانات يومية يشتكيها العديد من الموظفين في القنصلية العامة ببروكسيل و حالة من الضغط والقلق الكبيرين أثناء فترة العمل وما بعدها و خصوصا في هذه الفترة من السنة التي تعرف اقبالا مهما للجالية المغربية لاستخراج جواز السفر و بعض الوثائق المتعلقة بقضاء العطلة الصيفية بأرض الوطن .
أغلبية الموظفين يتحدثون عن تعرضهم إلى مضايقات وسوء معاملة من طرف بعض المواطنين ، تصل إلى حد السب .
يقولون أنهم محاصرون بين مطرقة أوامر مسؤوليهم المتعلقة بمراعاة المواطنين وتحمل تصرفاتهم للحفاظ على صورة المؤسسة ، وسندان الدفاع والحفاظ عن كرامتهم ، ما أدى إلى تسجيل حالات اكتئاب وأمراض نفسية وعضوية تصل إلى حد التوقف عن العمل.
ويجمع جل الموظفين الذين تحدثنا إليهم وتتطلب مهنتهم الاحتكاك المباشر بشكل يومي مع المواطنين، حول حاجة المناصب التي يتولونها إلى قوانين جديدة ردعية جديدة تحميهم من المضايقات بالإضافة إلى دورات تكوينية لتأهيل الموظفين وتلقينهم أبجديات الإتصال وكيفية التعامل مع الاستفزازات مع تخصيص أخصائيين نفسانيين للتخفيف من حدة الضغط المفروض عليهم و خصوصا و ان القنصلية العامة المغربية ببروكسيل تقدم الخدمات لأكثر من 25 بلدية مما يطلب فتح ملحقة للقنصلية المغربية ببروكسيل و زيادة في الموارد البشرية .
لا يزال المهاجر المغربي يواجه صعوبات في استخراج الوثائق أو بطاقات الهوية ، ما ينم عن افتقاد ثقافة الخدمة العمومية وما تتطلبه من معاملة بين طرفي معادلة صعب تحقيقها في بلادنا .
الأسباب يراها مختصون اجتماعية محضة ، ويفسرها آخرون على أنها ناتجة عن إهمال الجانب النفسي في التوظيف . بينما يتفق كثيرون آخرون على أن المعاملات والسلوكات المتشنجة بين الموظفين والمواطنين ، والانفعالات المتكررة في تعاملات المغاربة بشكل عام هي من الأسباب المباشرة لتدهور الخدمة العمومية وإرتباطها بصورة يومية منفرة وغير مستقرة يمكن إيجازها في معنى شامل : إنعدام ثقافة الخدمة العمومية لدى العديد من الموظفين . لذلك فإن الذين تحدثوا إلينا في هذا الملف وشملهم إستطلاعنا يجمعون على أن التكوين والرسكلة والتربصات تعتبر أنجع أسلوب لتطوير وتحسين الخدمة العمومية .
ليس من السهل على افراد الجالية قضاء حاجة سواء كانت إدارية أو خدماتية دون الوقوع تحت تأثير الانتظار و المماطلة مما أدى إلى سلك طرق أخرى بحثا عن تسهيلات أخرى . فيما لا تستند الخدمات إلى منطق الخدمة العمومية بل إلى مزاجية الموظف وبرنامجه الخاص.
أينما يتجه الفرد يشعر وكأنه غير مرغوب فيه ، فضاءات يطغى على مرتاديها التشنج والغضب مقابل حالة من اللاإهتمام ،اخبارنا الجالية قامت بجولة في بروكسيل لتنقل صورة عن مدى تعاطي مختلف الأطراف مع مفهوم الخدمة العمومية ونقلت بعض جوانب ما تشهده قنصليات المملكة من أجواء يسيطر عليها الغضب والتناحر.
كيف يعقل ان هناك 3 رجال أمن بالقنصلية يتكلفون بخدمات البطائق الوطنية وجوازات السفر في قنصلية يرتديها يوميا أزيد من 500 مواطن ؟
كيف يعقل ان تستمر الأمور على ماهي عليه و مبنى القنصلية السابق لازال مغلقا يتآكله الزمن و يمكن ان يكون مقرا لملحقة بامكانها تسهيل الظروف على المواطنين و على الموظفين ؟