عندما تتحول الحُروب إلى حرب اقتصادية …….
الحروب السابقة كانت من اجل احتلال دول والهيمنة على ثرواتها، والدولة القوية هي التي تشن هذه الحرب وتفرض سيطرتها، والمعلوم انه لا يوجد أي دولة ممكن أن تقف في وجهها بأي طريقة كانت، هذا هو المُدون في التاريخ على مر العصور.
لكن في هذا العصر حاولت أمريكا فرض هيمنتها للسيطرة على دول بعينها مثل إيران وفنزويلا، لكن هذه السيطرة فشلت فشلاً كبيراً، بسبب وعي الشعوب وفهمهما لما يحدث في العالم من مؤامرات دولية ضد الشعوب التي تملك ثروات طبيعية أو غيره، فجميع المحاولات الأمريكية التي قامت بها لتطبيق صفقة القرن قد فشلت فشلاً ذريعاً، وجميع الحشودات العسكرية التي قامت بها في منطقة الخليج العربي وتحديداً مضيق هرمز، لم تحقق أي هدف كما كان مخططاً له في البيت الأبيض الأمريكي برئاسة ترامب.
ونفس الفشل كان واضحاً في فنزويلا، وفشل جميع المحاولات الانقلابية على الديمقراطية التي تتغنى بها أمريكا وتحاول تطبيقها بشروطها، كي تضمن السيطرة على الثروات الموجودة في هذه الدول.
بدأت أمريكا بتغيير نهجها العسكري المتعنت، وبدأت بإرسال مندوبين عنها لإخضاع دولة مثل إيران وتهديدها من خلال مسؤولي دول كبرى مثل ألمانيا واليابان وغيرها، وكان الجميع يرجع إلى أمريكا كما يقول المثل بـ (خُفي حُنين) من يبدأ الحرب لا يمكن له إيقافها، لأن مفاتيح القوة موجودة بيد أصحاب الأرض الأصليين دائماً.
مثل هذه الرسائل وصلت إلى أمريكا من خلال المفاوضين الذين أرسلتهم أمريكا إلى تلك الدول، والكلام هنا عن إيران تحديداً والمندوب الألماني، الذي لم يحقق أي هدف من هذه الزيارة على اعتبار بأن ألمانيا جزءاً من أوروبا، والأخيرة لها باع طويل في التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، لكن هذا الأمر فشل أيضاً لأن ما تواجهه أمريكا من قوتين متوازنتين لا يمكن السيطرة عليهما بكل الطرق، سواء كانت القوة العسكرية التي تملكها هذه الدول أو الإرادة الشعبية التي تفوق قوتها قوة أي جيش كان، وكان الفشل أيضاً عند مقابلة المبعوث الياباني لإيران من قبل ترامب، ورفض إيران تسلم الرسالة التي أتى بها المبعوث من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وهذا كان واضحاً في دولة فلسطين برفضها تطبيق صفقة القرن وما آلت إليه الأمور في الشرق الأوسط حتى وصل إلى أن هناك تسريبات من بومبيو بأن صفقة القرن لا يمكن تطبيقها.
الحروب الاقتصادية وحشد القوات العسكرية من اجل الهيمنة أصبح شيئاً ضعيفاً جداً هذه الفترة، لِما يقابله من قوة عسكرية أو إرادة شعبية غير متوقعة للجهة التي تقوم بافتعال مثل هذه المشاكل وتحديداً في الشرق الأوسط، وتلجأ الدولة التي تفشل في مثل هذه الحروب بإرسال مفاوضين من دولة أوروبية لتحقيق الهدف الذي تسعى إليه، ولم يكون هناك أي جدوى من هذه المفاوضات.