الفرق العربية تتسيّد منافسات الدور الأول من أمم أفريقيا
جمال بلماضي المدير الفني للمنتخب الجزائري يؤكد أن الطريق للتتويج بكأس أمم أفريقيا 2019 لا يزال طويلا ومن الضروري استثمار المكاسب التي حققها فريقه حتى الآن.
أكدت الفرق العربية سيطرتها على منافسات بطولة أمم أفريقيا في مصر بعد تأهل ثلاثة منتخبات وهي المغرب والجزائر ومصر في المراكز الأولى وبرصيد خال من الأهداف المقبولة، في وقت يجمع فيه الخبراء والمحللون على أن هذه النتائج تعكس عملا قاعديا كبيرا ويرشحون أحد الفرق العربية لحصد اللقب.
التحق المنتخبان الجزائري والمغربي بنظيرهما المصري بإنهاء دور المجموعات لبطولة الأمم الأفريقية في كرة القدم بالعلامة الكاملة والشباك النظيفة، مع انتهاء منافسات الجولة الثالثة الأخيرة للمجموعتين الثالثة والرابعة في يوم شهد تأكيد السنغال بلوغ ثمن النهائي.
وأكد المنتخب الجزائري الأداء القوي الذي أتاح له تحقيق فوزين في الجولتين الأوليين، بالفوز بثلاثية نظيفة على تنزانيا، في نتيجة مماثلة لما حققته السنغال على حساب كينيا في المجموعة الثالثة.
أما في المجموعة الرابعة، فقد انضم المغرب إلى ركب أصحاب العلامة الكاملة في دور المجموعات، بفوزه المتأخر على جنوب أفريقيا 1-0، فيما أكدت ساحل العاج مرافقة الأسود إلى الدور المقبل إثر فوزها الكبير على ناميبيا 4-1.
ولا شك أن المتابع لمنافسات هذه البطولة وخصوصا لمستوى الفرق العربية المشاركة، يدرك جيدا العمل الذي يقوم به المدربون في مرتبة أولى، يضاف إلى ذلك مستوى اللاعبين الذين ينشطون في بطولات أوروبية كبيرة، ويتعلق الأمر أساسا بمنتخبي المغرب والجزائر وبدرجة أقل مصر.
وأعطت الجولة الأولى من المنافسة القارية الانطباع لدى المحللين وخبراء كرة القدم في العالم العربي بأن ما تحقق من نتائج إيجابية للمنتخبات العربية المتأهلة، وخصوصا المغرب والجزائر ومصر التي حافظت على “عذرية” شباكها طيلة مباريات الدول الأول، بأن ذلك يعود إلى اختيار موفق من المدربين للتشكيلة الأساسية وقدرتهم على التفاعل وتوظيف العنصر البشري المتوفر لديهم.
وفي هذا الإطار يؤكد جمال بلماضي المدير الفني للمنتخب الجزائري، أن الطريق للتتويج بكأس أمم أفريقيا 2019 لا يزال طويلا ومن الضروري استثمار المكاسب التي حققها فريقه حتى الآن.
وقال بلماضي، في مؤتمر صحافي بعد المباراة أمام تنزانيا “حققنا إنجازا كبيرا بفوزنا في المباريات الثلاث. هذا شيء جيد لنا. أمام تنزانيا، لعبنا بتشكيلة جديدة مختلفة تماما عن تلك التي لعبنا بها أمام كينيا والسنغال. أنا جد سعيد كمدرب لأداء اللاعبين وبالأهداف التي سجلناها في مرمى تنزانيا”.
وأضاف “ما حققناه لن أقارنه بما حققه جيل 1990 الذي توج باللقب الأفريقي. لم نفز إلا بمبارياتنا الثلاث. المشوار أكثر من إيجابي لكن الطريق لا يزال طويلا إذا كنا نستهدف لقب البطولة”.
وأشار إلى أن “هناك مكاسب حصلنا عليها من فوزنا بمبارياتنا الأولى في البطولة. سأركز على الجانب السيكولوجي لبقية المباريات. التحضير الذي بدأناه منذ مطلع يونيو الماضي أكد أننا لم نكن على خطأ”.
ورشح بلماضي منتخبي مصر والسنغال للمنافسة على اللقب، لكنه حذر من مفاجآت الأدوار الإقصائية.
في مقابل التحذير الذي أطلقه بلماضي تلقى هيرفي رينارد مدرب منتخب المغرب، إشادة النقاد والمدربين، بعد النتائج الملفتة التي سجلها منتخب المغرب.
وتأهل منتخب الأسود بالعلامة الكاملة في دور المجموعات، بفوزه في مبارياته الثلاث على ناميبيا وساحل العاج وجنوب أفريقيا، بنفس النتيجة (1ـ0) وتصدر المجموعة الرابعة.
وقال عبدالرحيم طاليب مدرب الجيش إن بصمة رينارد كانت حاضرة في المباريات، مشيرا إلى أنه استطاع أن يقود الأسود إلى تحقيق نتائج إيجابية.
وأضاف “عرف رينارد بخبرته الأفريقية أن يواجه كل الصعوبات، ومكّن اللاعبين من رفع تركيزهم، ما جعلهم يقدمون مستويات مميزة خاصة على المستوى التكتيكي، الذي يبقى من نقاط قوة الأسود”.
وأكد حسن ناضر النجم الدولي السابق أن “المنتخب المغربي نجح في الرهان الأول والتأهل لدور الثمن، بفضل العمل الكبير الذي قام به رينارد”.
وأضاف أن المدرب الفرنسي استطاع أن يعيد الثقة إلى اللاعبين، وأن يصحح الأخطاء قبل انطلاق النهائيات في المباراتين الوديتين أمام غامبيا وزامبيا.
واعتبر نجم الكرة المغربية السابق عزيز بودربالة، أن رينارد يستحق الإشادة أمام المستوى الذي يقدمه اللاعبون في المباريات. وأضاف “المنتخب المغربي مع رينارد يمكنه الذهاب بعيدا، بفضل الانسجام والتوازن في المجموعة، وتابعنا الأسلوب التكتيكي الذي يلعب به المنتخب المغربي، بفضل الثقافة التكتيكية التي تميز اللاعبين”.
وعلى الجانب الآخر ورغم الانتقادات التي لا يزال صداها يتردد في مصر ضد المدرب خافيير أغيري، إلا أن الفراعنة تمكنوا من تحقيق إنجاز تاريخي بجمع 9 نقاط كاملة مع شباك نظيفة.
وحقق منتخب مصر رقما قياسيا لم يتحقق في تاريخ مشاركات منتخب الفراعنة ببطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم. وتربع منتخب مصر على صدارة المجموعة بالعلامة الكاملة بعد تحقيقه ثلاثة انتصارات وبشباك نظيفة، وهو ما لم يتحقق من قبل في تاريخ مشاركات المنتخب المصري في البطولة المتوج بلقبها سبع مرات من قبل.
ويعيب النقاد والمحللون على أغيري عدم وجود خطة واضحة أو أداء جماعي منظم للفريق، مؤكدين أن الفوز في المباريات الثلاث جاء بمجهود اللاعبين ومهاراتهم الفردية وعلى رأسهم محمد صلاح لاعب ليفربول. وقال عادل طعيمة الرئيس السابق لقطاع الناشئين بالأهلي إن منتخب مصر “ظهر في حالة يرثى لها” على مدار الشوط الأول،حيث سيطر منتخب أوغندا سيطرة كاملة مع وجود أخطاء دفاعية بالجملة لمنتخب مصر.
وأضاف طعيمة “تألق الحارس محمد الشناوي في الذود عن مرماه يؤكد أن هناك عدم تماسك دفاعي بدليل وصول مهاجمي أوغندا إلى مرمى الحارس عدة مرات كان يمكن أن تنتهي بأهداف في ثلاث مرات منها دون أدنى مسؤولية على الشناوي”.
وأكد نوانكو كانو نجم منتخب نيجيريا السابق ما ذهب إليه طعيمة، بأن منتخب مصر لم يظهر بشكل جيد في دور المجموعات ببطولة أمم أفريقيا رغم تصدره للمجموعة الأولى بتحقيق 3 انتصارات متتالية.
وقال كانو في تصريحات صحافية “هناك بعض الثغرات في صفوف منتخب مصر، والتي قد تظهر أمام الكبار في الأدوار الإقصائية”. وأضاف “أرى أن منتخب مصر سيعاني أمام الكبار، حيث أن الاعتماد على الثنائي المميز محمد صلاح ومحمود تريزيغيه لا يكفي للتتويج ببطولة كبيرة مثل أمم أفريقيا”. وتابع “منتخب مصر يفتقد وجود قائد في خط الوسط، يستطيع قيادة وتنظيم الهجمات، بجانب توجيه اللاعبين والربط بين الخطوط، وهذا يعتبر من أكبر السلبيات في كتيبة الفراعنة”.
الثابت أن الأرقام التي سجلتها المنتخبات العربية الثلاثة في الدور الأول يمكن البناء عليها وتدعيمها في جولات الإقصائيات، والثابت أيضا أن من سيكون نفسه طويلا ويرفّع من مستواه سيكون الأجدر بالذهاب بعيدا ولمَ لا حصد اللقب.