جعلوني مجرما
وفق ما قرأته منسوبًا إلى أخصائي سويدي في علم الجريمة، فإنه قال إن كلفة السجين الواحد في بلاده تبلغ ما بين 6 إلى 15 ألف كرونة يوميّا، أي ما يزيد عن 1000 دولار أميركي تقريبًا، ما يعتبر بالنسبة لمواطن عربي “بائس” مثلي، كنزا استراتيجيّا يستحق أن يُهرَع إليه فورًا -ولو زحفا على أربع- وارتكاب أي جريمة قتلٍ لا إعدام فيها بالتأكيد، وبالتالي قضاء ما يتبقى له من عمر بمثل هذا “النعيم” المقيم ولو كان في سجن يفوق فنادق الـ5 نجوم!
وإذا علمت يا أيها المواطن العربي “الصالح” أن دولة كأستراليا مثلًا، حلت رابعة عالميًّا بعد السويد والنرويج وهولندا، حسبما أفاد تقرير لمعهد الشؤون العامة (آي.بي.أي)، من حيث الإنفاق على السجون -وبالتالي المساجين- إذ تنفق الحكومة قرابة 16 مليار دولار كل عام على احتجاز السجناء هناك، فربما يفهم المرء سر هذا الإقبال الرهيب لدرجة المخاطرة بالحياة في قوارب موت باسم الهجرة، تمخر عباب البحار والمحيطات سعيًا لهذا السجن الكبير.
لا مقارنة بالتالي مع سجوننا العربية، لأنها ظالمة، ومع ذلك، فإنها تجربة تستحق الاعتبار ولو لرجل يبسمل ويحوقل لمجرد المرور بجوار قسم شرطة، لأن مفهوم السجون لدينا يتجاوز كثيرا العبارة الشهيرة “تهذيب وإصلاح”، بل العكس الذي ربما يصل حد الإدمان.