المغرب يعلن عن توسعة ميناء طنجة ليصبح الأكبر بالمتوسط

افتتح المغرب محطتين جديدتين في ميناء طنجة المتوسط شمال المغرب ما يرفع طاقته الاستيعابية ثلاثة أضعاف، ليصبح بذلك أكبر ميناء في البحر المتوسط. وستسمح المرافئ الجديدة في ميناء طنجة بأن يتجاوز أكبر ميناءين على البحر المتوسط ألخثيراس (الجزيرة الخضراء) وبلنسية، واجتذاب المزيد من الاستثمار والصناعات التحويلية إلى البلاد.

أعلن المغرب، الجمعة، انطلاق عمل مرافئ جديدة في ميناء طنجة المتوسط2 (شمال)، ليصبح الأكبر من نوعه على سواحل البحر المتوسط.

ودشن ولي العهد المغربي الأمير مولاي الحسن، بإقليم الفحص أنجرة إطلاق العمليات المينائية لميناء طنجة المتوسط2، وستحوله إلى ميناء رائد، وأول قدرة مينائية بالبحر المتوسط”، دون ذكر موعد الانتهاء من التوسعة.

ويرتبط بأكثر من 186 ميناء آخر حول العالم، بما فيها 77 دولة، ويقع قرب المنطقة الصناعية الحرة المجاورة، تعمل بها أكثر من 900 شركة دولية.

وتأمل السلطات في الميناء الواقع على الطرف الغربي لساحل البحر المتوسط، على الجهة المقابلة للساحل الإسباني مباشرة، بالاستفادة من دوره كنقطة اتصال لشركات شحن الحاويات، على الأخص بين آسيا وأفريقيا وأوروبا.

ومن المنتظر أن يصل عدد الحاويات التي ينقلها هذا الميناء، إلى نحو 4.5 مليون حاوية في السنة، مقارنة مع متوسط 3.5 مليون حاوية حاليا. وهو ما يجعله أكبر ميناء من حيث طاقة مناولة الحاويات على البحر المتوسط.

ويأمل المغرب أيضا في أن يصل حجم مناولة الحاويات بالميناء، الذي يتيح منصة للصادرات من مصانع الإنتاج المحلية لشركات فرنسية لصناعة السيارات مثل رينو وبيجو، إلى 4.5 مليون حاوية بنهاية العام، مثل ميناء الخيثراس في جنوب إسبانيا.

ووفق الموقع الإلكتروني له، بلغ مجمل استثمارات ميناء طنجة المتوسط2 في البنية التحتية، نحو 14 مليار درهم (1.6 مليار دولار). وأعرب رئيس الوكالة الخاصة طنجة المتوسط، المشرفة على الميناء، فؤاد بريني عن سروره بكون هذا الميناء أضحى “الأهم في البحر الأبيض المتوسط”، مضيفا “نحن فخورون بذلك”.

وأضاف مدير الميناء رشيد هوراي في تصريحات صحافية “أصبح المغرب اليوم بلدا بحريا كبيرا”.

واستغرق بناء المحطتين الجديدتين تسع سنوات من الأشغال. ومولت الدولة إحداهما باستثمار بلغ 1.3 مليار يورو، بالإضافة إلى 1.3 مليار يورو استثمارات لشركات خاصة، بينها المجموعة الهولندية “أ ب.م.ترمنالز”.

وتستحوذ أفريقيا على النسبة الأهم (38 بالمئة) من تعاملات الميناء، تليها أوروبا بـ27 بالمئة ثم آسيا 26 بالمئة فأميركا بـ9 بالمئة. ويمكن أن يرتفع حجم البضائع التي تمرّ عبره إلى 120 مليون طن سنويا ما “يؤهله قريبا لولوج نادي الموانئ العشرين الأهم من أصل 500 ميناء في العالم”.

وتضم المنطقة الحرّة المحاذية له فضاء صناعيا تعمل فيه 900 شركة مقاولة متخصصة في صناعات السيارات والنسيج والإلكترونيات والطيران والمواد الغذائية والمعدات اللوجستية.

ويوفر هذا النسيج الصناعي 70 ألف فرصة عمل بحجم تعاملات بلغ 5.5 مليار يورو سنة 2017، بحسب أرقام إدارة الميناء.

ويرتقب أن يؤمن أكثر من ستة آلاف فرصة عمل، بحسب المشرفين على المشروع. وأوضح هواري “نسعى إلى أن يكون ميناء طنجة المتوسط تنافسيا بما يكفي ليتمكن القطاع الصناعي من تأمين فرص عمل جديدة”.

وكانت مجموعة رينو نيسان لصناعة السيارات، التي افتتحت في 2012 مصنعا ضخما في ضواحي طنجة، صدرت أكثر من 300 ألف سيارة عبر ميناء طنجة المتوسط سنة 2017.

وتعد من أهم زبائن هذا الميناء إلى جانب مقاولات أخرى متخصصة في الصناعات الغذائية والنسيج والطيران.

ويرتقب أن تصبح مجموعة “بي.أس.إيه- بيجو سيتروان” بدورها من أهم زبائن الميناء بعدما افتتحت الأسبوع الماضي مصنعا للسيارات في القنيطرة على بعد حوالي 200 كيلومتر جنوب طنجة، على أن تنقل السيارات من القنيطرة عبر السكة الحديد.

وعبرت نحو 327 ألف شاحنة لنقل البضائع الميناء من طريق شبكة من الطرق. وكانت المحطتان الأوليان للميناء بلغتا الحد الأقصى لطاقتهما الاستيعابية في 2014 بفائض “فاق 15.7 بالمئة مقارنة مع طاقته”. ويسعى المغرب من هذا الميناء الضخم إلى اجتذاب المزيد من الاستثمارات، بحكم قربه من أوروبا وكلفة اليد العاملة والامتيازات الضريبية والجمركية التي توفرها المناطق الحرة.

وساهم الميناء، الذي يعدّ مشروعا استراتيجيا بالنسبة إلى المغرب، في النمو الاقتصادي لمدينة طنجة، وأصبحت عاصمة البوغاز ثاني أهم قطب اقتصادي في المملكة بعد الدار البيضاء.

ويضم ميناء طنجة المتوسط كذلك محطة للمسافرين سجلت عبور نحو ثلاثة ملايين مسافر في 2018، معظمهم مغاربة مهاجرون في أوروبا، إذ لدى طنجة أيضا مرفأ عبارات ينقل نحو 40 ألف شخص يوميا في ذروة الموسم الصيفي، مع قيام المغاربة الذين يعيشون في أوروبا بعبور البحر المتوسط. وتدير المرافئ إيه.بي.أم تيرمينال، وهي مملوكة لميرسك الدنمركية ويورجيت الألمانية وشركة محلية. ويؤدي الإقبال الكبير للمسافرين أثناء العطل الصيفية أحيانا إلى اختناق وساعات انتظار طويلة، وانتقادات لـ”الإدارة السيئة” لفترة العبور.

وبدأ العمل سنة 2007 في ميناء طنجة المتوسط الواقع على مسافة قريبة من مضيق جبل طارق، قبالة السواحل الإسبانية. ويقع الميناء على بعد نحو 50 كيلومترا إلى الشرق من طنجة، المدينة الرئيسية في شمال المغرب، وهو ما يتيح مجالا للتوسع.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: