“بي إن” القطرية تستغل كأس أفريقيا لفرض شروط مجحفة على الجمهور المغربي
تعنت شركة “بي إن” القطرية أجبر التلفزيون المغربي على وقف المفاوضات بشأن نقل مباراة أسود الأطلس.
أصبحت المنافسات الرياضية لكرة القدم فرصة بالنسبة لشركة “بي إن القطرية”، لفرض شروطها على الجمهور الرياضي الذي ينتظر بشغف متابعة مباريات منتخبه الوطني، وهو ما أقدمت عليه خلال المفاوضات مع التلفزيون المغربي بمطالبتها مبالغ كبيرة جدا مقارنة بالتلفزيونات الأفريقية الأخرى إضافة إلى عدة شروط مجحفة.
كشف فيصل العرايشي الرئيس المدير العام للتلفزيون المغربي، عن تفاصيل عدم تمكن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون من بث مباريات المنتخب الوطني لكرة القدم في كأس أمم إفريقيا 2019 في مصر، مشيرا إلى شروط قاسية فرضتها شركة “بي إن القطرية” باعتبارها المالك الحصري لحقوق بث المنافسات الرياضية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
وأوضح العرايشي، الأربعاء، في مجلس النواب أمام أعضاء لجنة التعليم والثقافة والاتصال، أنه “طبقا لمضامين عقد البرنامج الأول والثاني بين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون والحكومة، تقوم هذه الأخيرة بمنح ميزانيات ظرفية لنقل التظاهرات العالمية الكبرى للقطاع الإعلامي العمومي، بعد مناقشة هذه التظاهرات حالة بحالة، باعتبارها أحداثا استثنائية تمول تكاليفها عبر اعتمادات مالية تخصصها الحكومة لهذا الغرض، ولا تدخل ضمن الميزانية السنوية للشركة التي يقرها مجلسها الإداري”.
وأضاف “تبعا لذلك، فإن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون لم تحصل على الميزانية الظرفية التي تمكنها من شراء حقوق بث مباريات كأس أفريقيا 2019، كما أنه لم يكن ممكنا للمجلس الإداري للشركة إدراجها ضمن الميزانية السنوية الخاصة بها، لسببين موضوعيين مرتبطين، وهما عدم التأكد سلفا من تأهل المنتخب الوطني المغربي للبطولة، وعدم الاطلاع مسبقا على الثمن المطلوب لشراء حقوق البث”.
شركة الإذاعة والتلفزيون المغربية عضو في الاتحاد الأفريقي للإذاعات، لكنها حرمت من الحصول على حقوق البث عبره
وتابع، “رغم هذه الوضعية، واستجابة للاهتمام الشعبي بهذا الحدث، بادرت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون بتقديم عرض لشراء هذه الحقوق، على الأقل لمباريات المنتخب الوطني، إلى إدارة الشركة المالكة لحقوق بث كأس أفريقيا في المنطقة، وهي شركة بي إن وذلك بعرض مالي في حدود مليون درهم مغربي، لكن هذه الأخيرة طلبت 12 مليون درهم من أجل البث الأرضي لـ12 مقابلة فقط، ومن اختيارها”، (الدولار = 10 دراهم مغربية).
وتشير هذه الشروط إلى استغلال الشركة القطرية للمناسبات الرياضية الأفريقية وانتظار الجمهور الرياضي لنقل مباريات منتخبه الوطني لفرض مطالبها غير المحقة.
واشتكى الجمهور الرياضي في مناسبات رياضية عديدة في الدول العربية وخصوصا في المغرب ومصر من استغلال “بي إن سبورت” لشغف الجمهور بكرة القدم وفرض شروط مجحفة على المشتركين واستغلالهم ماديا عبر الاشتراك بباقات رياضية تضم منافسات أخرى لا يرغبون في الاشتراك بها، ما يكبدهم عناء تكاليف إضافية ترهقهم ماديا.
وعمت موجة غضب تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي المغاربة، بعدما اضطر الكثير منهم إلى اللجوء إلى فك تشفير قنوات جزائرية وموريتانية من أجل متابعة افتتاح كأس أمم أفريقيا، الجمعة، عوض توفير الخدمة لهم عبر البث الأرضي لقنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون.
وشرح العرايشي تفاصيل المفاوضات وصعوبتها، قائلا “استحالت هذه المفاوضات، لأن باقي الدول الأفريقية، باستثناء دول شمال أفريقيا، حصلت على حقوق البث من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) مقابل 250 ألف دولار عن طريق الاتحاد الأفريقي للإذاعات، وهو سعر أقل بـ48 مرة من السعر المحدد بالنسبة للمغرب، كما أن رقم معاملات مبيعات الإشهار (الإعلان) لذلك العدد من المباريات لن يتجاوز 15 بالمئة من قيمة المبلغ المحدد لحق البث الأرضي (12 مليونا)، علما أن 95 بالمئة من الأسر المغربية تشاهد التلفزيون عبر البث الفضائي وليس بالبث الأرضي”.
وأوضح “ورغم أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون عضو فاعل في الاتحاد الأفريقي للإذاعات، فقد حرمت الشركة أيضا، من الحصول على حقوق البث عبره، لأنه مفروض على دول شمال أفريقيا من قبل المالك الأصلي لحقوق البث، اقتناؤها من “بي إن سبورت” باعتبارها المالك الحصري لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وتطرق العرايشي لأوضاع القنوات العامة عموما، مؤكدا أن لا سلطة له في عملية انتقاء البرامج التي تعرض عليها.
وبحسب القانون فإن عملية الاختيار تقوم بها لجنة معينة من قبل المجلس الإداري، تشتغل بكل استقلالية، وبعد أن يتلقى المجلس الإداري نتائج مداولاتها، وفي حالة مصادقته عليها، يأمر مسؤولي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون بتنفيذها.
وقامت لجنة الانتقاء الخاصة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون خلال الخمس سنوات الماضية بدراسة أكثر من 2600 مشروع خلال أكثر من 910 أيام عمل تم تكريسها لدراسة المشاريع، ما أسفر عن اختيار 360 مشروعا من بين 87 بالمئة من المشاريع التي نجحت في اجتياز المرحلة الإدارية من عملية الانتقاء، ومنذ 2013 تم الاشتغال مع 86 شركة إنتاج، ولا يتعدى معدل فوز الشركة نفسها بأكثر من مشروع خلال نفس السنة 1.7 مشروع.
وأضاف العرايشي، “أما لجنة الانتقاء الخاصة بـ”صورياد دوزيم” خلال الفترة من 2013 إلى 2018، فقد حظي 1024 مشروعا بالدراسة من قبلها، وذلك خلال مدة بلغت 1219 يوم عمل منذ مرحلة فتح الظروف إلى غاية إعلان النتائج”.
وتابع أن 92 بالمئة من تلك المشاريع نجحت في اجتياز المرحلة الإدارية، بينما تمكنت 32 بالمئة منها من الاستجابة لشروط المرور إلى المرحلة التقنية والفنية، التي انتهت باختيار اللجنة لـ177 مشروعا .
كأس العالم القطري لكرة القدم تنافس رياضي ام تنافس حضاري؟
تحرز اللجنة العليا للمشاريع والإرث تقدماً ملحوظاً في تنفيذ العمليات التشغيلية لدولة قطر كدولة مستضيفة لكأس العالم FIFA قطر. غير أن الترحاب المفرط و المعلن في مختلف وسائل الاعلام عدا الأوروبية عامة و الفرنسية خاصة.
أن طلب الحصول على تأشيرة دولة أوروبية يكون مرفوقا بالتوقيع الصريح أو الضمني على احترام قوانين و عادات الدولة المضيفة. فهل يكون هذا من حق قطر ؟خاصة و انها تمثل الثقافة العربية و الإسلامية في هذا المنتدى. و التي تختلف أو تجرم في بعض ما يراه الأوروبيون من الحرية الخاصة أو عادات و تقاليد لا يمكن للشخص الاوروبي التنازل عنها.( التعري. السكر العلني. ممارسات لا تمتثل للحياء …) خاصة و العالم يعيش حاليا ثورة يراها المؤيدون تحريرية و المعارضون يرونها فسقية.
لقد أقنعت قطر كرمز للدول العربية و الإسلامية دول العلم بتفوقها عليهم بمتانة بنيتها التحتية و مهارة تسييرها بلا منازع. فهل ستتمكن ايضا من إقناع العالم بالمبادئ و الثقافة الإسلامية ام أنها ستقايظ ذلك بإنجاح الكاس على حساب القيم؟….
الكاتب الأستاذ عبدالحكيم عبدلاوي