حسناء روسية وهمية تصطاد العملاء عبر موقع “لينكد إن”
جواسيس روس استخدموا شخصية وهمية، صنع برنامج على الكمبيوتر صورتها، لسرقة الأسرار العسكرية من المملكة المتحدة والولايات المتحدة عبر التواصل مع مستخدمي لينكد إن.
شهدت السنوات الأخيرة تصاعد الخلافات خاصة بين روسيا من جهة والولايات المتحدة وأوروبا من جهة أخرى.
ولعبت الثورة في عالم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت دورا في عدد مهم من القضايا.
وإذا كانت حادثة تسميم العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال في لندن، من النوع “التقليدي” في عالم التجسس فإن حادثة جديدة كشفت عنها وسائل إعلام بريطانية وأميركية توضح إلى أي يستفيد الجواسيس من التكنولوجيا.
تشير صحيفة التايمز البريطانية إلى أن جواسيس روس استخدموا شخصية وهمية صنع برنامج على الكمبيوتر صورتها، لسرقة الأسرار العسكرية من المملكة المتحدة والولايات المتحدة عبر التواصل مع مستخدمي موقع لينكد إن.
واستخدمت كيتي جونز، ذات العيون الزرقاء الجذابة والشعر الأحمر، شبكة التواصل المهنية لينكد إن للدخول في دوائر المسؤولين الأميركيين، بالإضافة إلى كير جايلز، وهو خبير في شؤون روسيا بمركز تشاتام هاوس.
يقول حساب كيتي جونز على الموقع إنها تعمل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن. وحسب صحيفة التايمز البريطانية، اعترف عسكري أميركي متقاعد بأنه قبل دعوة جونز لأنها كانت امرأة جذّابة.
حسب صحيفة ذا صن البريطانية، يختصّ كير جايلز في شؤون روسيا، وهو زميل بارز في تشاتام هاوس. عندما تلقى دعوة جونز، ساورته الشكوك، حيث ادعى حسابها أنها حائزة على شهادات في الدراسات الروسية من جامعة ميشيغان.
ونقلت صحيفة التايمز عن جايلز قوله إنها “بدت صغيرة في السن بالنسبة لشخص يتمتع بخبرة وعمل لسنوات مع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن. بحثت عن صورتها ولم تطابق أي بيانات في المركز، وهو أمر مثير للشبهات”.
وعرض ملفها على منيرة مصطفى، وهي خبيرة في مكافحة الجوسسة. دققت مصطفى في الصورة وخلصت إلى أنها نتجت عن أحد برامج الذكاء الاصطناعي. ويوافقها خبراء آخرون حسب ما بينوا لوكالة أسوشيتد برس عندما حللوا الصورة.
نفى المتحدث باسم مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أندرو شوارتز، انتماءها لمجموعة المحللين، كما أكّدت جامعة ميشيغان عدم وجود اسمها في سجلات المتخرجين منها.
يعتبر معدّو ملف جونز أول من استخدم صورة عبر تقنية “ديب فايك” في هذا المجال عوضا عن صورة مسروقة من شخص حقيقي.
وأضاف جايلز “في المستقبل، من المحتمل أن تتحسن تقنيات الذكاء الاصطناعي لدرجة تصعّب تحديد الصور المزيفة”. وقال إنه يشك في أن الروس كانوا وراء ابتكار شخصية جونز، في حين قال محللون آخرون إن العملية تحمل طابع دولة قومية.