والمغرب يطلقان رحلة البحث عن اللقب الأفريقي الثاني
يبدأ منتخبا الجزائر والمغرب مشاركتهما في منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 في كرة القدم التي تستضيفها مصر حاليا بمباراتين، الأحد، ضد كينيا وناميبيا على التوالي ضمن المجموعتين الثالثة والرابعة، ويسعى كل فريق للحصول على النجمة الثانية التي كان أحرزها “ثعالب الصحراء” في العام 1990 بالجزائر و”أسود الأطلس” في العام 1976 بإثيوبيا.
يبدأ مدرب المنتخب المغربي الفرنسي هيرفي رونار في البحث عن اللقب الثالث الشخصي له ضمن بطولة الأمم الأفريقية، عندما يقود “أسود الأطلس” في مواجهة ناميبيا، في أولى مبارياته ضمن منافسات المجموعة الرابعة الصعبة التي تضم ساحل العاج وجنوب أفريقيا.
ويحمل رونار، وهو المدرب الوحيد الذي توج مرتين مع منتخبين مختلفين (زامبيا 2012 وساحل العاج 2015)، عبء قيادة المنتخب المغربي إلى لقبه الأول في المسابقة منذ 43 عاما، وتوج المغرب بطلا في عام 1976 على حساب غينيا في النسخة الوحيدة التي حسمتها المجموعات، ومنذ ذلك الوقت بلغ النهائي مرة وحيدة عندما خسر أمام تونس في 2004.
واحتفظ رونار بمعظم تشكيلته التي برزت في مونديال روسيا 2018، حيث كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور ثمن النهائي عن مجموعة صعبة ضمت إسبانيا والبرتغال وإيران، ويعول بشكل كبير على صانع ألعاب أياكس أمستردام الهولندي حكيم زياش الذي برز هذا الموسم وساهم في بلوغ فريقه الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا.
وعكّرت تحضيرات المنتخب المغربي هزيمته في وديتين قبل البطولة أمام زامبيا 2-3 وأمام غامبيا 0-1، وانسحاب المهاجم عبدالرزاق حمدالله من التشكيلة لسبب معلن هو الإصابة، ولسبب مضمر، هو خلاف مع زميله فيصل فجر بعد قرار الأخير تنفيذ ركلة جزاء نالها المنتخب في الثواني الأخيرة من اللقاء الودي ضد غاميبا، دون أن يفلح في تحويلها إلى هدف. وقال حارس المنتخب أحمد رضى التكناوتي على هامش حصة تدريبية للمنتخب “نحن مستعدون.. نحن مركزون جدا، الأهم بالنسبة إلينا هو المباراة الأولى، إن شاء الله نحقق الفوز ونصبح قريبين من الدور الثاني”.
وأضاف “الأجواء وكل شيء بخير.. نتمنى من الجمهور المغربي أن يؤازرنا بكثافة، وأن نتمكن من أن نهديه الفوز في المقابلة الأولى”.
وبعد مرور أكثر من 11 عاما على المواجهة الوحيدة السابقة بينهما في بطولات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، يتطلع المنتخب المغربي لكرة القدم إلى فوز مماثل على نظيره الناميبي عندما يلتقي الفريقان، الأحد، في افتتاح مباريات المجموعة الرابعة بالدور الأول للنسخة الحالية من البطولة الأفريقية والتي تستضيفها مصر.
وكان المنتخب المغربي “أسود الأطلس” سحق نظيره الناميبي “المحاربون الشجعان” 5-1 في افتتاح مسيرة الفريقين بدور المجموعات في كأس أمم أفريقيا 2008 بغانا.
ويطمح أسود الأطلس إلى تحقيق بداية جيدة في هذه النسخة، لاسيما وأن الفريق يخوض البطولة الحالية ضمن مجموعة نارية تضم أيضا جنوب أفريقيا وساحل العاج.
ويحتاج المنتخب المغربي إلى النقاط الثلاث في مباراة الأحد، إذا أراد تحقيق التأهل للدور الثاني، خاصة وأن المنتخب الناميبي هو الأقل خبرة والأضعف من حيث الإمكانيات التي يتنافس فيها مع ثلاثة أبطال سابقين.
ورغم هذا الفارق الكبير في الإمكانيات ينتظر أن يتعامل المنتخب المغربي بحذر شديد مع هذه المباراة، خاصة وأن المنتخب الناميبي فجر مفاجأة خلال استعداداته للبطولة عندما تغلب على نظيره الغاني 1-0 في المباراة الودية التي أقيمت بينهما في دبي بالإمارات العربية المتحدة.
ويتمتع المنتخب المغربي بتاريخ حافل على مستوى القارة الأفريقية، حيث يشارك في نهائيات البطولة للمرة الـ17، لكنه لم ينجح في إحراز اللقب إلا مرة واحدة عندما استضافت إثيوبيا النهائيات عام 1976 وأقيمت منافساتها بنظام دوري من دور واحد بين جميع الفرق المشاركة ليحصل المنتخب المغربي على أكبر عدد من النقاط.
وقد تصبح هذه النسخة بمثابة خط النهاية لعدد من أسود الأطلس الذين تجاوزوا الثلاثين مثل نبيل درار ومانويل دا كوستا وبنعطية وبوصوفة والأحمدي وبوطيب، كما قد تكون ضربة بداية حقيقية لعدد من النجوم الشبان بالفريق مثل حكيمي ونصير مزراوي وأسامة الإدريسي والمهاجم يوسف النصيري.
وفي المقابل، يعتمد المنتخب الناميبي بقيادة مديره الفني الوطني ريكاردو مانيتي (44 عاما) على مجموعة من اللاعبين الذين ينشطون بالدوري المحلي، أو في أندية مختلفة داخل القارة الأفريقية، باستثناء اللاعب الشاب رايان نيامبي الذي يلعب لبلاكبيرن الإنكليزي ومانفريد شتاركه الذي ينشط بأحد الأندية المغمورة في ألمانيا.
ويبرز من لاعبي الفريق المهاجم بينسون شيلونجو (27 عاما) نجم فريق الإسماعيلي المصري، والذي لعب لأندية مختلفة قبل أن يستقر به المقام في الإسماعيلي، ومنذ عام 2012 خاض شيلونجو 26 مباراة دولية مع المنتخب الناميبي وسجل خلالها تسعة أهداف.
وقد يستفيد الفريق الناميبي من معرفة شيلونجو بالأجواء المصرية كما قد يستفيد الفريق من خبرة مانيتي بالبطولة، حيث كان لاعبا في صفوف المنتخب الناميبي خلال كأس أمم أفريقيا 1998.
وبدورها تبحث الجزائر بقيادة المدرب جمال بلماضي عن لقب ثانٍ تضيفه إلى الكأس التي حملها منتخب “ثعالب الصحراء” عام 1990 بين جماهيره.
وتعرّض المنتخب قبل أيام من انطلاق البطولة إلى هزة تمثلت باستبعاد لاعب وسط بريست الفرنسي هاريس بلقبلة لأسباب انضباطية بعد انتشار شريط مصوّر على مواقع التواصل الاجتماعي، واستدعي مهاجم مونبلييه الفرنسي أندي ديلور بدلا منه ضمن تشكيلة تضم الكثير من اللاعبين المولودين في فرنسا، لكنهم فضلوا الدفاع عن ألوان بلدهم الأم.
خلال 23 بطولة، منذ العام 1976، فشل المنتخب المغربي في الفوز باللقب القاري رغم وصوله إلى نهائيات كأس العالم ممثلا للقارة السمراء أكثر من مرة
وقال ديلور في تصريحات عبر حساب المنتخب عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد مشاركته في أول حصة تدريبية له، إن “استدعائي للانضمام إلى الفريق كان موضع فخر.. لم أصدق الأمر، صعدت على متن الطائرة ولم أستوعب إلى أن بدأت بالتمرين مع المجموعة”.
وأضاف “آمل في أن أقدم كل الممكن لبلدي.. قمت بدوري بنسبة 100 بالمئة لأكون جاهزا”، متابعا “المهم أننا سنحاول الذهاب حتى النهاية”.
ومضت تسعة أعوام على بلوغ منتخب ثعالب الصحراء مراحل متقدمة في البطولة، أي الدور نصف النهائي عام 2010، لكنه يملك كل المؤهلات للذهاب بعيدا في نهائيات مصر 2019.
ويخوض المنتخب الجزائري، الأحد، على ملعب 30 يونيو في القاهرة مباراته الأولى ضد كينيا ضمن منافسات المجموعة الثالثة.
وضمن المجموعة ذاتها، تبدأ السنغال المرشحة بقوة لإحراز اللقب معولة على تشكيلة تضم في صفوفها مهاجم ليفربول الإنكليزي ساديو مانيه (الغائب عن المباراة الأولى بسبب الإيقاف) ومدافع نابولي الإيطالي كاليدو كوليبالي، المنافسات بمواجهة تنزانيا التي تشارك في البطولة القارية للمرة الثانية، بعد انتظار دام 39 عاما.
وقلل مدرب المنتخب السنغالي آليو سيسيه من شأن غياب نجم خط هجومه عن المباراة الأولى، معتبرا أن ذلك “لا يجب أن يزعجنا بأي طريقة.. بالتأكيد وجود ساديو مفيد، لكننا نبقى أقوياء من دونه”.
ويحتل المنتخب السنغالي المركز 22 في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا) مقابل 131 لتنزانيا، وهو أكبر فارق بين منتخبين في دور المجموعات لنسخة 2019 من البطولة.
وقلل مدرب تنزانيا إيمانويل أمونيكي الذي توج مع نيجيريا باللقب القاري كلاعب قبل 25 عاما “لا تتفاجأوا بحال رأيتم بعض المنتخبات التي تعتبر من الكبار، تحزم حقائبها بشكل مبكر وتعود إلى ديارها”.