الحروب تدق طبولها في كل الاتجاهات
أصدر مركز ستراتفور توقعاته لمجريات السياسات العالمية خلال الربع الثالث من العام 2019، والذي تطغى عليه أصوات الحرب في كل اتجاهات العالم:
● استمرار الحرب التجارية بين واشنطن وبكين: في حين يظهر بصيص من الأمل لعقد هدنة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، هناك احتمال أكبر بأن يتابع البيت الأبيض تهديده بفرض رسوم جمركية على الواردات الصينية المتبقية. وكل خطوة تقوم بها الصين لمقاومة هذا الضغط التعريفي، بما في ذلك زيادة دعم الدولة للصناعات الإستراتيجية والانتقام من الشركات الأميركية، ستدفع العملاقين الاقتصاديين إلى الاستمرار في الحرب.
● الانتقام الإيراني سيثير خطر المواجهة العسكرية: التحركات الانتقامية الإيرانية ضد الولايات المتحدة، بما في ذلك استئناف الأنشطة النووية وتهديدات الشحن في مضيق هرمز، ستثير تهديد ضربات أميركية عقابية على إيران. وعلى الرغم من أن نية البيت الأبيض ستكون الحد من الأعمال الهجومية وتجنب الوقوع في حرب أخرى في الشرق الأوسط، إلا أن هناك احتمالا لحدوث تصعيد أكثر خطورة.
● معركة تقنية عالية المخاطر تؤدي إلى تدمير قطاع التكنولوجيا العالمي: ستؤدي قيود التصدير التي تفرضها الولايات المتحدة على شركة هواوي العملاقة في مجال الاتصالات الصينية إلى شل حركة الشركة على المدى القريب. وقد تعمل على تقوية حملة البيت الأبيض المستمرة لردع الدول الأخرى عن العمل مع شركة هواوي لإطلاق تقنية الجيل الخامس.
وحتى إذا وافقت الولايات المتحدة على التخفيف الجزئي لحظرها المفروض على الشركة، فإن الصين ستمضي بكامل قوتها إلى الأمام لتسريع تطوير بدائل أشباه الموصلات الأصلية وبدائل البرمجيات لمنافسيها الغربيين. وفي الوقت نفسه، ستكثف الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة تحقيقاتها مع عمالقة التكنولوجيا الأميركية بشأن مكافحة الاحتكار والحفاظ على الخصوصية وحماية البيانات.
● المخاطر الجيوسياسية ستخلق رياحا معاكسة للاقتصاد العالمي:
تتجه تقديرات النمو الاقتصادي العالمي إلى انخفاض آخر في ظل استمرار صراعات التجارة الأميركية المكثفة مع الصين، إلى جانب التهديد المستمر المتمثل في حدوث اضطراب كبير في تجارة أميركا الشمالية، من خلال تبديد ثقة المستثمرين ودفع قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بتخفيف أسعار الفائدة.
ومن المرجح أن ينخفض سعر اليوان الصيني إلى 7 دولارات مقابل الدولار، على الرغم من أن البنك المركزي الصيني سيتدخل لتجنب انخفاض حاد في قيمة العملة من شأنه أن يسرّع هروب رؤوس الأموال وتخفيف الضغط على عدد من الأسواق الناشئة. وبين تباطؤ الطلب على السلع الاستهلاكية وارتفاع مخاطر انقطاع الإمدادات بسبب نزاع إيران، ستظل أسواق النفط في حالة تغير مستمرة.
● فوضى بريكست، واعتماد إيطاليا على أوروبا: ستشهد المملكة المتحدة تعيين رئيس وزراء جديد متشدد، لن يستطيع التفاوض مع بروكسل بشأن شروط علاقة المملكة المتحدة المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي.
ومن المتوقع أن يرتفع خطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون صفقة خلال الربع الثالث من هذا العام، لكن النتيجة المحتملة ستكون المزيد من التأخير وربما ظهور الطريق لإجراء انتخابات مبكرة.
وحتى مع تمكن روما من تفادي عقوبات الاتحاد الأوروبي بسبب عجزها المتضخم، فإن سياسات إيطاليا المالية وضعف القطاع المصرفي والتحالف الحكومي الهش ستستمر في الضغط على الاتحاد الأوروبي.
● عقبات أمام التحولات المدعومة من الجيش في شمال أفريقيا: شجع سقوط رئيسا السودان والجزائر جماعات المعارضة المتعطشة إلى التغيير السياسي. وبينما تحاول جيوش كل دولة إدارة الانتقال الإشكالي، ستواجه صعوبات في تلبية مطالب المعارضة بينما تبحر في خفايا قوة النخبة وراء الكواليس. وسيعتمد السودان بشكل أكبر على القوة، بينما من المرجح أن تصبح حكومة الجزائر من سماسرة السلطة غارقة في المفاوضات السياسية.