ما نُفذ وما لم ينفّذ من وعود
دونالد ترامب لم ينجح في تحقيق أهم وعوده وهو إلغاء نظام “أوباما كير”، ومحاولته التقرب من الزعيم الكوري الشمالي لم تحقق حتى الآن مرادها.
“وعود أطلقتها ووفيت بها”. بهذا الشعار يتقدم دونالد ترامب إلى الانتخابات الرئاسية عام 2020 فيما تلوح إعادة انتخابه في الأفق. فهل هذا الشعار صحيح؟
بين النجاحات والإخفاقات، في ما يلي لمحة عامة عن الولاية الأولى لترامب.
سجّل النمو الاقتصادي في الفصل الأول من العام الحالي ارتفاعا نسبته 3.1 بالمئة ويعود الانكماش الأخير إلى العقد الماضي. وانخفض معدل البطالة إلى أدنى مستوياته خلال خمسين عاماً ليصل إلى 3.6 بالمئة.
ويتوقع خبراء الاقتصاد تهديدات متزايدة بما فيها ارتفاع الدين العام بشكل كبير، إضافة إلى تداعيات الاستراتيجية العدائية التي اتبعها ترامب في التبادلات التجارية خصوصاً مع الصين.
ووعد ترامب بتعيين عدد كبير من القضاة الفدراليين المحافظين. وقد أنجز هذه المهمة. ويبقى إنجازه الأكبر على الصعيد القضائي تعيين نيل غورسوش وبريت كافانو في المحكمة العليا للولايات المتحدة.
وكذلك وعد ترامب، أن يهزّ الساحة الدولية وقد وفى بهذا الوعد. لكن هل الولايات المتحدة باتت “محترمة” في العالم، كما يقول؟ فقد سحب بلاده من اتفاق باريس حول المناخ ومن الاتفاق النووي بين القوى العظمى وإيران الذي يُفترض أن يلزم طهران بعدم حيازة القنبلة الذرية.
لم يتردد الرجل في الانخراط بحرب تجارية مع الصين والمطالبة برفع نفقات الحلفاء في ميزانية حلف الأطلسي وإعادة التفاوض حول اتفاق التبادل الحرّ (نافتا) مع المكسيك وكندا. لكن محاولته التقرب من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لم تحقق حتى الآن مرادها بنزع الأسلحة النووية لبيونغ يانغ.
وبعد عقود من الجمود في السياسة الدولية، اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إليها، لكنه لم ينجح في تحقيق أهم وعوده وهو إلغاء نظام “أوباما كير”،المتمثل في برنامج إصلاح الضمان الصحي الذي قام به سلفه الديمقراطي باراك أوباما.
كما وعد ببناء جدار على الحدود مع المكسيك لمكافحة الهجرة غير القانونية وجعلها تدفع تكلفة البناء. إلا أنه لم يتمّ بناءه والمكسيك لم تدفع أي شيء.
وأعلن أخيراً “حال الطوارئ الوطنية” لتأمين الأموال الفيدرالية، لكن أحد القضاة منع بشكل مؤقت تطبيق هذا الإجراء. وهدد المكسيك بإعادة فرض رسوم جمركية على بضائعها لإرغامها على وقف وصول المهاجرين من أميركا الوسطى إلى الحدود الأميركية.
لم يكن اسم ترامب وارداً على بطاقات الاقتراع في انتخابات منتصف الولاية في نوفمبر 2018 إلا أنه قام باستفتاء لنفسه خلال الحملة. وفي المجمل، خسر. ولئن عزز الجمهوريون تقدمهم في مجلس الشيوخ فإنهم فقدوا الأكثرية في مجلس النواب، ما يسمح للنواب الديمقراطيين بفتح تحقيقات كثيرة تستهدف الحزب الجمهوري.