مسلمو الغرب ضحايا تطرف الإسلام السياسي والإسلاموفوبيا

مع تصاعد مخاطر التطرف، تدفع تيارات الإسلام السياسي لإعادة ترتيب تواجدها في العديد من الدول الأوروبية، لتلافي سقوط جماعة الإخوان المسلمين، وكل هذا الجدل يكون مدعاة إلى طرح عدة مفاهيم على رأسها الإسلام الغربي من ناحية نشأته وعمقه وامتداده والتطورات التي رافقته منذ عقود خاصة بعدما باتت الأقليات المسلمة بمثابة ضحايا تيارات الإسلام السياسي ومن أكثر الفئات المعرضة للنقد من قبل الغرب عقب التحوّلات التي مهّدت لميلاد الجماعات الإرهابية. تفصيلات هذه القضايا كانت محل نقاش فكري في كتاب “الإسلام والمسلمون في الغرب- قضايا ومناقشات رئيسية” لصاحبيه الباحثين أديس دودريجا وحليم راني.

هل بات الإسلام عبئا ومصدرا للذعر في أوروبا والغرب عموما؟ ذلك هو السؤال الذي يشغل عقول الباحثين، ليس فقط من العرب والمسلمين بل أيضا في علاقة بأكبر مراكز الدراسات والبحوث التي باتت تركّز مؤخرا على ظهور بوادر صراع ديني في أوروبا تقوده أطراف تتبنى التطرف الأبيض القائم أساسا على مفهوم الإسلاموفوبيا ضد التيارات الإسلامية المعششة في دول أوروبية منذ عقود.

مبحث هام يخص نشأة وتطور الأقليات المسلمة في العالم الغربي، لا يمكن الخوض فيه دون الرجوع إلى الممهدات الأساسية لانغماس المهاجرين المسلمين في أوروبا عقب بروز مصطلح الإسلام الغربي في عشرينات القرن الماضي.

لقد اختار الباحثان أديس دودريجا وحليم راني، الخوض في هذا النقاش الفكري، بإصدارهما مؤخرا كتاب “الإسلام والمسلمون في الغرب- قضايا ومناقشات رئيسية”.

أديس دودريجا هو باحث يعمل أستاذا بكلّية العلوم الإنسانية واللغات والعلوم الاجتماعية، جامعة جريفيث ناثان، كوينزلاند، أستراليا، وقد اختار رفقة حليم راني -وهو أستاذ مشارك بجامعة جريفيث، ومتخصّص في الدراسات الإسلامية- البحث في قضايا الأقليات المسلمة في الغرب؛ المرأة، واللاهوت، والفلسفة الإسلامية.

يتناول الكتاب -الذي سلطت عليه الضوء مؤسسة “مؤمنون بلاحدود للدراسات والبحوث” وقدمه الباحث المصري بدرالدين مصطفى أحمد- القضايا الرئيسة المتعلقة بالإسلام والمجتمعات الإسلامية في الغرب، ولا يقتصر في دراسته على المجتمعات الإسلامية داخل الغرب من حيث رصدها والتعريف بها، ولكنه ناقش أيضا المظاهر الإسلامية المختلفة في سياقات نزوح المسلمين إلى الغرب.

الإسلام الغربي يتأثر بالاتجاهات القائمة في العالم الإسلامي الأوسع وما زالت مقاربات الإسلام في المجتمعات الغربية تتنافس مع صورة المسلمين الأكثر ميلًا إلى ترسيخ هويتهم

لا يمكن الخوض في هذا المبحث دون الرجوع إلى تقديم وطرح قصة امتداد الإسلام في الغرب التي تعود إلى بدايات القرن الماضي، وربما قبل ذلك أيضًا. ويشمل هؤلاءُ المسلمون وفق الكتاب الأفارقةَ الذين تمّ جلبهم إلى الولايات المتحدة الأميركية كرقيق أو الأفغان الذين تم نقلهم إلى أستراليا للعمل كمقاتلين.

لكن بعد ذلك اتجهت التجمعات الإسلامية في الغرب إلى تأسيس ذاتها، عندما خفّفت الدول الغربية من قيود الهجرة ما سمح باستقبال المهاجرين من البلدان التي يشكّل فيها المسلمون أغلبية.

ويركز الكاتبان على التغير الاجتماعي والسياسي الذي حصل في النصف الأخير من القرن العشرين في ما يتعلق بدور الإسلام في المجتمعات الإسلامية وتصوّره في الغرب بين أجيال ما بعد الاستعمار من المسلمين، حيث ظهر أولئك الذين سعوا إلى استعادة ما كانوا ينظرون إليه على أنّه تآكل الهوية الإسلامية؛ ذلك أنّهم دعوا إلى دور أكثر شمولية وحسمًا للإسلام في المجتمع والسياسة.

تفسيرات تقليدية

هذه التطورات التي غزت جميع أنحاء العالم الإسلامي أفضت بفضل تيارات الإسلام السياسي إلى نشر تفسيرات تقليدية وهي تفسيرات ذات طابع أصوليّ، مناهض للغرب، فضلا عن كونها مسيّسة.

ومن بين الوسائل الأخرى التي تم بها نشر هذه التفسيرات للإسلام المبادرات التي كانت ترعاها بعض الدول، لتمويل بناء المساجد والمدارس وتدريب الأئمة ورعاية المنظّمات الإسلامية، ونشر أعداد كبيرة من الأدبيات المتوافقة مع الأيديولوجيا الدينية. وتُتهم الجماعات الإسلامية -ومنها السلفية- من قبل الغرب على أساس مناهضتها نماذج الحكم الغربية والتنظيم الاجتماعي في الغرب. وبقدر ارتباط المسلمين في الغرب بمثل هذه الصورة للإسلام، فإنّ قبولهم في المجتمعات الغربية يكون مهدّدًا.

الإسلام والمسلمون في الغرب- قضايا ومناقشات رئيسية، كتاب يناقش التحولات المرافقة للسلم في الغرب
الإسلام والمسلمون في الغرب- قضايا ومناقشات رئيسية، كتاب يناقش التحولات المرافقة للسلم في الغرب

لقد كان الإسلام الغربي متأثرًا بالاتجاهات القائمة في العالم الإسلامي الأوسع. وما زالت مقاربات الإسلام الأكثر شيوعًا في المجتمعات الغربية آخذة في الظهور وتتنافس مع صورة الإسلام لدى المسلمين الأكثر ميلًا إلى ترسيخ هويتهم في الغرب والتحكّم في مؤسسات المجتمع الإسلامي الأساسية وبنيتها التحتية مثل المساجد والمدارس الإسلامية والمنظّمات. ولا تقتصر التحديات التي يواجهها المسلمون -وفق الكتاب- على العلاقات مع الدولة والمجتمع الأوسع، حيث لا تقلّ هذه التحدّيات أهمية عن تلك الدائرة داخل المجتمعات المسلمة بين المسلمين من مختلف الثقافات والأيديولوجيات.

ولذلك يستعرض الكاتبان فترة أساسيّة في قصة الإسلام التي لا تزال تتكشف في الغرب. وتركّز القضايا التي تمّ بحثها على التوتّرات التي نشأت في سياق سياسات الحكومات الغربية في ما يتعلق بالهجرة وإدماج المهاجرين وحقوق وحريات الديمقراطيات العلمانية والتحديات التي تمثلها وتطرحها في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين على الإسلام والمجتمعات الإسلامية.

إنّ الكثير من القضايا التي يتناولها الكتاب لم تظهر إلاّ في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001 والهجمات الإرهابية اللاحقة تحت شعار الإسلام؛ إذ شكّل الارتباط بين الإسلام والعنف والإرهاب العديد من المناقشات، وأثّر على تصور المجتمعات المسلمة في الغرب والإسلام والعلاقات مع المجتمع الأكثر اتساعًا.

يمثّل الفصل الثاني من الكتاب مقدمة عن تاريخ الإسلام في الغرب؛ فهو بمثابة تمهيد لموضوع هذا الكتاب من خلال مناقشة الطبيعة والسياق الاجتماعي التاريخي للتفاعلات بين الحضارات العربية الإسلامية والغربية المسيحية. لذلك يعارض المؤلّفان وجهات النظر البارزة لبرنارد لويس وصموئيل هنتنغتون في ما يتعلق بصراع لا مفرّ منه للحضارتين الإسلاميّة والغربيّة.

أما في الفصل الثالث فيقدم المؤلفان نظرة عامة على التوجّهات الاجتماعية والخطابية المعاصرة الرئيسية بين المسلمين الغربيّين والمنظمات الإسلامية الكبرى العابرة للقوميات العاملة في الغرب. ويسلّط هذا الفصل الضوء على تنوّع هذه المنظمات إلى جانب دراسة أسسها الأيديولوجية في حين أنّه يشير إلى عدد من الدراسات التي صاغت نماذج مختلفة عن الاتجاهات الإسلامية المعاصرة إزاء كل من النقاط الاستطلاعية والاجتماعية والنظرية والمنهجية، وهنا نجد فحصا مفصلا لمنظّمتين اثنتين، حركة الحزم (HM) والمجلس الأوروبي للفتوى والبحوث (ECFR)، واللتيْن تشكلان نوعين مختلفين من المنظمات في الطيف الإسلامي. وتوفّر دراسة هذه الحالة رؤى ثاقبة لمنظّمتين يمكن نقدهما من جهة تركيز كلّ منهما على نهج من الأسفل إلى الأعلى للعلاقات الاجتماعية والتماسك داخل السياق الغربي مقابل تركيز أكثر تنازليًا على الالتزام الإسلامي الغربي للقواعد الفقهية والموجهة لاهوتيا.

ويتمحور الفصل الرابع حول العمليات التي تمّت بها هجرة المسلمين إلى الغرب منذ النصف الأخير من القرن العشرين. ويناقش قضية الهوية الإسلامية الخاصة بمهاجرين جدد أصبحوا ينتمون إلى جماعة دينية أقلّية. من هذا المنطلق، يستكشف الفصل مسألة تبدّلات الهوية من ارتباطها بسياق الأغلبية إلى انتقالها إلى سياق الأقلية. ويسلّط هذا الفصل الضوء على دور التأويل النصي، وخاصة تمثيل النساء المسلمات في الغرب، في فهم الديناميات الكامنة وراء بناء هوية المسلمين الغربيين، ثمّ ينظر الفصل إلى تجارب الجاليات المسلمة المهاجرة، انطلاقًا من كونها لا تمثل المجموعة الدينية الأولى أو الوحيدة التي أقامت وطنًا جديدًا في الغرب.

Thumbnail

ويتناول الكتاب أيضا مبحث دمج المهاجرين في إطار قيم التعددية الثقافية. ويؤكد أنّه على الرغم من أنّ التعددية الثقافية كانت سمة مميزة للعديد من المجتمعات الغربية، على الأقل، في الثلث الأخير من القرن العشرين، إلاّ أنّها واجهت معارضة كبيرة على مدى العقدين الماضيين بسبب الإرهاب الذي تم ارتكابه باسم الإسلام، إضافة إلى تصورات

مجتمعات الأقليات المسلمة باعتبارها مقاومة للتكامل والإسلام، وتتعارض مع قيم المجتمع الغربي. ويناقش الفصل أيضًا الادعاء المتداول بأنّ الإسلام هو السبب الرئيسي في إفشال قيم التعددية الثقافية والتراجع عنها في العديد من المجتمعات الغربية.

ويرى المؤلّفان أنّ هذا الاعتقاد في غير محلّه، ويقترحان ضرورة إيلاء اهتمام أكبر بالدور الذي لعبته الأيديولوجيا الإسلاموية المناهضة للغرب بعد الاستعمار في تقويض قيم التعددية الثقافية.

وفي الكتاب اهتمام بمحاولات إضفاء الطابع المؤسسي على الإسلام في الغرب مع التركيز بصفة خاصة على المؤسسات الدينية والقانونية والتعليمية، حيث تميل المؤسسات الإسلامية إلى تمثيل الواجهة العامة للإسلام مع الدولة والمجتمع. وعلى هذا النحو تمثّل تلك المؤسّسات، جزءا من ممارسة للإيمان في المجتمع. وقد قدّمت هذه المؤسسات خدمات تمثّلت في تمكين المسلمين من تلبية الالتزامات الدينية، مثل بناء المساجد الإسلامية وإقامة حفلات الزواج. وقد حاولت عملية إضفاء الطابع المؤسسي على الشريعة تجاوز فكرة تقديم الخدمات المتعلقة بأداء الشعائر والطقوس الإسلامية إلى محاولة تأسيس ما يشبه المحاكم الإسلامية والمجالس الشرعية، إضافة إلى السعي نحو تأسيس جوانب أيديولوجية إسلامية في المؤسسات القائمة تحت ستار الدين.

السلطة الدينية

Thumbnail

ويناقش المؤلّفان مسألة السلطة الدينية للمرأة داخل المجتمعات المسلمة الغربية في ضوء الوعي الجنساني المتنامي في الغرب خلال العقود القليلة الماضية، وتأثير الديمقراطيات الليبرالية الغربية والتيارات الفكرية النسوية في الفكر الإسلامي؛ ذلك أنّ المجتمعات الإسلامية الغربية أصبحت أكثر حساسية تجاه الفكرة القائلة بأنّ المقاربات التقليدية للإسلام تُظهر افتقارًا إلى الوعي التفسيري. ويقدّم صاحبا الكتاب نظرة عامة للعناصر الفاعلة الرئيسية والقضايا المتعلقة بالسلطة الدينية للمرأة بين الغربيين المسلمين. ويركّزان على عمل العلماء والناشطين  المسلمين الغربيين مثل أمينة ودود، وأسماء برلاس، وإرشاد منجي، وأسراء نعماني اللاتي كُنّ في طليعة المناقشات المتعلّقة بالسلطة الدينية للمرأة داخل المجتمعات الإسلامية الغربية.

لا تقتصر طبيعة مسلمي الغرب على أولئك الذين هاجروا من بلدان عربية ومسلمة بل تشمل الغربيين الذين اعتنقوا الإسلام؛ فمنذ بداية القرن، عندما كان ثمة تركيز كبير على الإسلام في سياق أحداث العنف والإرهاب وعلاقته بهما، أصبح اعتناق الغربيين للإسلام ظاهرة محيّرة. فمن ناحية، تعبّر شرائح المجتمع الغربي عن رفضها لمن تحوّلوا إلى اعتناق الإسلام، لكن من ناحية أخرى يتبنّى المتحوّلون تقليدًا طويلًا من التبادل الثقافي وقد يساهمون في تطور الإسلام (المسلمين) في الغرب، باعتبارهم من سكان البلاد الأصليين. ويقدم المؤلّفان نظرة ثاقبة حول تجارب الأشخاص في الغرب الذين اعتنقوا الإسلام من حيث الدوافع والمذاهب المعينة أو التفسيرات التي اعتنقها المتحوّلون.

الإسلاموفوبيا
الإسلاموفوبيا

كما تطرق الكتاب إلى الظاهرة الحديثة نسبيًا للمسلحين الإسلاميين والإرهاب المحلي الذي ارتكبه المسلمون في الغرب. وعلى الرغم من أنّ المسلمين قد أقاموا في الدول الغربية منذ قرون، مع وجود مجتمعات كبيرة منذ الستينات والسبعينات، إلاّ أنّ الإرهاب الإسلامي الذي نشأ في الداخل كان بمثابة ظاهرة جديدة للغاية ظهرت في العقد الأول من القرن العشرين. وبعد التفرقة بين بعض المفاهيم الأساسية التي ارتبطت بظاهرة الإرهاب -كالإرهاب المحلي، والتطرف، والنزعة الإسلاموية، والنزعة الجهادية- يحدّد المؤلّفان البعض من أهم الجماعات الإسلامية التي تبنّت الهجمات الإرهابية في الغرب، كما يرصدان العديد من وجهات النظر التي تحاول تفسير هذه الظاهرة. ويناقشان عدة نماذج من التطرف والأبحاث المتصلة بعلاقته بالمدّ الإسلامي في المجتمعات الغربية.

وبحثا في بعض الخصائص الشائعة عن الجهاديين المحليين، بما في ذلك العمر والجنس والتعليم. كما ناقشا العنصر الاجتماعي للإرهاب المحلي، بما في ذلك الكيفية التي تساهم بها السجون وشبكة الإنترنت في عملية التطرف. ثمّ نظرا في دور الأيديولوجيا والدين وناقشا الطرق الأكثر شيوعًا في مكافحة التطرف.

واعتنى الكاتبان بمبحث الإسلاموفوبيا وناقشا وجهات النظر العلمية المختلفة في ما يتعلق بالتعريفات والأسباب والانتقادات التي وجهت إلى تلك الظاهرة في الغرب. فمنذ مطلع القرن، نوقشت الإسلاموفوبيا على نطاق واسع في ما يتعلق بالمسلمين في الغرب، وهو ما استدعى الكثير من مخاوف الأنظمة السياسية في العالم الإسلامي والغرب، وكذلك المنظمات الدولية. ويرى المؤلّفان أنّ الإسلاموفوبيا تشمل نوعًا من التحيز والتمييز ضد المسلمين، إضافة إلى أنّ الخوف لا ينبغي أن يكون من الإسلام ذاته، بل من الإسلام السياسي الذي نشأ في منتصف القرن العشرين في العالم الإسلامي الأوسع.

Thumbnail

وخصّص المؤلّفان حيّزا من كتابهما لدراسة الخطاب الأكاديمي حول الفقه الإسلامي للأقليات المسلمة في الغرب، والمعروف أيضًا باسم فقه الأقليات. فهناك بحث في السياق الأوسع لهذا الفقه وأصوله والانتقادات التي وجّهت إليه. وقد اكتسب هذا الفقه اهتمامًا علميًا كبيرًا بين المسلمين في الغرب في نهاية القرن. ويعتبر هذا الفقه خاليا من أيّ تأثير مباشر على معظم المسلمين في الغرب، مع الوضع في الاعتبار الجهل أو اللامبالاة اللذين تبديهما الغالبية تجاه نوع الحجج والردود التي يولّدها الخطاب والأسئلة والمنهجيات الفقهية التي تقوم عليها.

ما المدى الذي بلغه الإسلام الغربي من حيث الانتشار والظهور؟ هذا السؤال هو مضمون الفصل الثاني عشر من الكتاب، حيث يعتمد على عمل عدد من العلماء، الذين اتخذوا من أوروبا مقرّا لهم، والذين ناقشوا مفهوم الإسلام الغربي، أو “الأوروبي/ الإسلامي”، و/ أو الإسلام الأميركي، والأسس النظرية لفكرة الإسلام الغربي، والعوامل التي تعمل على تسهيل توطينه، إذ يبدأ الفصل بمعالجة سؤال عن المقصود بالإسلام الغربي.

كما يفحص الفصل ظهور الإسلام الغربي من خلال التركيز على العوامل والخطابات التي يمكن النظر إليها بوصفها قد قامت بتسهيل ظهور الإسلام الغربي الذي تم تحديده في المقام الأول. وهذا يترجم فكرة أنّ الإسلام الغربي يقوم على مبدأ شامل، ولكنه معقول يحتضن قيم الحداثة ويضفي عليها شرعية لاهوتية وسياسية.

لقد نجح الكاتبان في إقامة تمييز بين الإسلام كتصور نظري وبين التوظيفات الأيديولوجية له من جماعات الإسلام السياسي، وأرجعا معظم الظواهر المرتبطة بالمسلمين المهاجرين إلى هذا التوظيف الأيديولوجي، إضافة إلى الأبعاد الاجتماعية والنفسية المرتبطة بالمهاجرين عمومًا وجماعات الأقليات.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: