الطبقة السياسية الألمانية تتجند لمنع فوز اليمين المتطرف بالانتخابات المحلية

حشدت القوى السياسية الألمانية قواها دعما لمرشح يمين الوسط ولمنع حزب البديل لألمانيا (يمين متشدد) من الفوز ببلدية غورليتش الواقعة في مقاطعة ساكس، فيما تعد انتخابات غورليتش اختبارا قبل انتخابات عامة بعد الصيف يتوقع أن تكون حامية في العديد من مقاطعات الشرق وبينها مقاطعة ساكس.

وفي حال فوز مرشح اليمين المتطرف فإن ذلك سيشكل صدمة لأنها ستكون المرة الأولى التي يفوز فيها بمدينة يفوق عدد سكانها خمسين ألف نسمة. وسيؤدي ذلك إلى إضعاف أنجيلا ميركل عدو اليمين المتطرف، والتي تأثر أصلا وضعها بعد النتائج المتواضعة لأحزاب التحالف الحاكم في الانتخابات الأوروبية.

وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم حزب البديل لألمانيا في هذه المدينة أمام الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة ميركل، ثم حليفها الاتحاد المسيحي الاجتماعي.

ويمكن أن تقرر هذه الانتخابات الإقليمية مصير تحالف ميركل وأن تؤدي إلى نهاية مبكرة لمسيرة طويلة للمستشارة الراغبة في البقاء في القيادة حتى نهاية ولايتها في 2021. في الأثناء قال فرع حزب البديل في ساكس في تغريدة تعبيرا عن طموح اليمين المتطرف، “إذا سقطت غورليتش سيأتي بعدها دور ساكس ثم ألمانيا بأكملها”.

سيباستيان فيبل: إذا سقطت غورليتش سيأتي بعدها دور ساكس ثم ألمانيا بأكملها
سيباستيان فيبل: إذا سقطت غورليتش سيأتي بعدها دور ساكس ثم ألمانيا بأكملها

وكان مرشح حزب البديل لألمانيا سيباستيان فيبل (36 عاما)، حل في الطليعة في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية في غورليتش وحصل على نسبة 36.4 بالمئة من الأصوات.

وهذا الشرطي السابق بشعر قصير والمغرم برياضات الدفاع عن النفس والمعروف بزلاته الكلامية، أحد أول أعضاء اليمين المتطرف الذين يقلبون المشهد السياسي الألماني خصوصا منذ تدفق مئات آلاف المهاجرين في 2015.

ويواجه في الجولة الثانية أوكتافين يوريو (51 عاما) مرشح حزب ميركل الذي كان حصل على نسبة 30.3 بالمئة من الأصوات في الجولة الأولى، وهو مدعوم من باقي القوى السياسية من أقصى اليسار إلى اليمين الليبرالي.

واختارت فرنزيسكا شوبرت المرشحة عن أنصار البيئة التي حلت ثالثة، الانسحاب ودعت ناخبيها إلى التصويت “للانفتاح على العالم” في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 55 ألفا والتي يفصلها عن بولندا نهر نيس.

ويركز مرشح اليمين المتطرف على مواضيع مثل الأمن ومكافحة الهجرة في المدينة التي تجتمع فيها كل مشاكل ألمانيا الشرقية السابقة وضمنها خصوصا شيخوخة السكان ونسبة البطالة المرتفعة عن المعدل الوطني والشعور بالإهمال. وقالت شوبرت “ليس كل ناخبي حزب البديل لألمانيا من النازيين، إنهم من كافة طبقات الشعب”، معتبرة أن ما يجمع هؤلاء الناخبين هو الرغبة في “التغيير” التي يعتقدون أنها متوفرة في “الطروحات البسيطة” لليمين المتطرف.

والمدينة ذات الوسط التاريخي الأثري المميز والنمط الباروكي، تملك الكثير من نقاط الجذب السياحي. كما أنها موقع مفضل لتصوير إنتاجات سينمائية أميركية على غرار “غراند بودابست أوتيل” و”أنغلوريوس باستردس″. وفيها صوّر جورج كلوني وكيت وينسلت وإيما تومسون وجيف غولدبلوم فيلم “غورليوود”.

وإزاء جدية احتمال فوز اليمين المتطرف، تجند فنانون لدعم مرشح يمين الوسط. ووجه العشرات منهم -بينهم الكاتب الشهير برنار شلينك، والممثل دانيال برول- نداء بعدم تسليم المدينة إلى “الكراهية”. واعتبر المرشح فيبل أن هذه المبادرة تأتي من “أناس لا يسكنون غورليتش” ولا تأثير لها على الأهالي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: