أئمة ووعاظ يغادرون بلجيكا بعد قضاء شهر رمضان بين افراد الجالية

غادر مساء أمس الأربعاء وعاظ و أئمة .البعثة العلمية لوزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية و مؤسسة الحسن الثاني التراب البلجيكي بعد قضاء  شهر رمضان بين أفراد الجالية المغربية من أجل التأطير الديني لأفراد الجاليات المغربية بالخارج، وتحصينها من جميع الاختراقات والتيارات المتشددة التي تنشط خاصة في رمضان هناك.
وجدير بالذكر أن وزارة الأوقاف المغربية دأبت في كل شهر رمضان على إرسال عدد من الأئمة والقراء إلى بلدان أوروبية، خاصة بلجيكا وفرنسا وهولندا وإسبانيا وألمانيا، بهدف خلق ودعم ما يسمى بالنموذج المغربي للتدين.
وأفاد صالح الشلاوي رئيس تجمع مسلمي بلجيكا  المشرف و المسؤول عن البعثة ببلجيكا أن مجموعة من الأئمة والمشفعين والقراء والمؤطرين الدينيين يتم إرسالهم في شهر رمضان من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج.
وأشار الشلاوي إلى أن هذه العملية تحسب أساساً ضمن مجال عمل الوزارة الوصية بتنسيق مع المجلس العلمي الأعلى على صعيد عملية اختيار من له الأهلية الشرعية والعلمية.
ويرى  أن أهمية إرسال هذه الفئة من القيمين الدينيين تنبع من اعتبارات موضوعية، فحجم الجالية المغربية المقيمة بالخارج الذي يعد بالملايين يجعل من الفاعلين الدينيين في المغرب يدركون أهمية الاهتمام بهذه الفئة وأخذ احتياجاتها التعبدية بعين الاعتبار وفقاً للنموذج المغربي في التدين.
ويتابع: تسعى السياسة الدينية بالمغرب إلى تحصين الهوية المغربية الممثلة في العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني داخل المغرب وخارجه، لأن القائمين على الشأن الديني وعوا بأن تحصين الذات بالداخل يلزم أن يواكبها تحصين للمغاربة المقيمين في الخارج، وهو ما يفسر إحداث المجلس العلمي لأوربا و تجمع مسلمي بلجيكا .
وأضاف الشلاوي  أن إرسال الأئمة المغاربة إلى أوروبا يأخذ بعين الاعتبار منافسة التيارات الإسلامية المتشددة والجهادية التي تنشط بشكل كبير خلال شهر رمضان، مما يستدعي الحد من استراتيجياتها في التعبئة والاستقطاب التي قد تهدد الأمن الروحي للمسلمين من اصل مغربي .
من جهته، يرى محمد نيارة أحد وعاظ البعثة ، أن الجالية المغربية في الخارج وخصوصاً في أوروبا تحتاج إلى التأطير الديني في رمضان وحتى في غير رمضان أيضاً.
وأشاد  بخطوة إرسال الأئمة والوعاظ إلى أوروبا في شهر رمضان، ووصفها بخطوة موفقة، بالرغم من أن عدد المؤطرين الدينيين غير كافٍ مقارنة مع العدد الكبير لأفراد الجالية في بلدان أوروبا.
وقال إن أفراد الجالية ببلجيكا  هم مغاربة لهم علينا حق في تفقيههم في دينهم وربطهم بوطنهم المغرب، والمحافظة على تدينهم وفق الثوابت والهوية المغربية.
وأضاف المتحدث أن هذه الجالية في حاجة ماسة إلى علماء ووعاظ متمكنين من علوم الشريعة الإسلامية السمحة، ليدلوا المهاجرين المغاربة في أوربا والعالم على طريق الله تعالى في وسطية واعتدال.
وكشف مصدر مطلع من أحد المجالس العلمية التابعة لوزارة الأوقاف المغربية، فضل عدم ذكر اسمه، أن غالبية الأئمة الذين يسافرون إلى أوروبا لتأطير الجاليات هناك يمتلكون دراية في الدعوة، و الأهلية العلمية و متخصصين في الدراسات الإسلامية .
وخلص محمد الرضواني ( أحد الوعاظ )على ضرورة  الحفاظ  على النموذج الوسطي في التديين داخل أوربا، مشيراً إلى أن ضرورة تنسيق مؤسسة الحسن الثاني مع وزارة الأوقاف و تجمع مسلمي بلجيكا  مسألة أساسية لإستمرارية هذه البعثة .
بالمقابل، ينفي الرضواني الاتهامات التي يتداولها بعض أبناء الجالية المغربية في أوروبا و منهم نور الدين طويل ( إمام سابق بالمركز الثقافي  ) عبر جرائد بلجيكية كون الأئمة الذين يذهبون لتأطيرهم دينياً في رمضان لا يملكون حظاً وافراً من العلم الشرعي ،الشيء الذي يسيء للمغرب و المغاربة و لجاليتنا .
وعلل نفيه بأنه حسب ما يعرفه، فإن مستوى هؤلاء الوعاظ والأئمة الذين يسافرون إلى أوروبا في رمضان يحظون بمستوى رفيع ودراية طيبة بالعلم الشرعي، ويتم اختيارهم حسب كفاءاتهم العلمية في حفظ القرآن وفهم الشريعة.
وأكد أن العكس هو الذي يحصل، حيث إن بعض المساجد في مدن مغربية عدة أضحت تشكو من فراغها من الأئمة الذين كانوا يلقون فيها الدروس والمواعظ بسبب سفرهم إلى البلاد الأوروبية لأداء صلاة التراويح بأفراد الجاليات هناك.
وخلص ابراهيم لبيب  إلى أن الجاليات المغربية في أوروبا تنال الفرصة الأكبر في الاستفادة من خدمات أجود الأئمة والوعاظ الذين تشهد لهم المساجد والمنابر بذلك في المغرب.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: