الجالية المغربية تطالب بحق تعليم أطفالها اللغة العربية

تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء أفراد الجالية المقيمة بالخارج يأتي في ظلّ تأكيد المسؤولين في الدول الأوربية على أن تدريس اللغة العربية لا يعرقل اندماج المهاجرين في بلدان الاستقبال، بل يساهم في الاندماج الحرّ، وأصبحوا يؤيّدون هذا التعليم ويطالبون بتقويته وتعزيزه داخل المدارس الحكومية في بلدانهم.

فالكل يعلم إنّ الأطفال المغاربة المقيمين في الخارج بحاجة إلى تعلّم اللغة العربية والثقافة المغربية، وأنّ موضوع تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج، اصبح ضرورة ملحة و خصوصا في أيامنا هاته.

فإنّ هناك انتظارات كثيرة للجالية المغربية في الخارج، في مجالات الثقافة والدين والهوية،  لأن هناك عدة ظروف تتسم  بحدّة النقاش في بلدان الاستقبال حول المهاجرين، وتنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا، و تعليم اللغة العربية يعتبر منعطفا أساسيا في إطار تقوية الروابط بين أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج وبلدها الأصليّ. لكي تكون  “رافدا من روافد صيانة الهوية المغربية، ووسيلة أساسية لإثراء الحمولة الوطنية الثقافية والروحية الموحّدة للجالية المغربية في الخارج، تجسد  المرجعيات وتختزل مكونات الهوية المغربية، بجميع روافدها الوطنية، ثقافية كانت أو حضارية أو دينية“.

و تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية له مكانة متميزة لدى الجالية المغربية، ويأتي في صدارة قائمة متطلباتها ويحظى باهتمام مختلف الفعاليات، حيث تشبثت به الجالية منذ السبعينيات، خصوصا بعد تواتر التجمع العائلي.

 و تعليم اللغة العربية يعتبر تكريسا لحق الفرد الطبيعي في تعلم لغته الأصلية، حسب ما تنصّ عليه المعاهدات الدولية، وتضمنه الاتفاقيات الثناية، كما أنه يأتي في إطار تمتين العلاقة بين مغاربة الخارج ووطنهم .

فالفصل 5 من الدستور المغربي ينص على ان اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة ، وتعمل الدولة على حمايتها وتطويرها، وتنمية استعمالها.

و تعد الأمازيغية أيضا لغة رسمية للدولة، باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناءمما يجعلها حقا و واجبا على الدولة ان تعلم ابناءها اللغة الأم في البلاد.

و لكن كل هذه القوانين و الشعارات أصبحت حبرا على ورق و خصوصا عندما أصبحت الجالية المغربية تعتبر مثل البقرة الحلوب التي ينتظر الكل حليبها لإشباع بطونهم .

لا يخفى على الكل ان الجالية المغربية أصبحت قوة اقتصادية و سياسية و اجتماعية في بلدان الإقامة و أصبحت هذه الدول تعتمد في اغلب الأحيان على الطاقات الوازنة من جاليتنا و لكن و للأسف لازال المسؤولون في المغرب يستغلون الجالية في الاستثمار و جلب رؤوس الأموال و انشاء مقاولات و مصانع تنمي الاقتصاد المغربي ، كل هذا دون التفكير بأبناء الجالية و مستقبلهم في بلاد المهجر . أطفال مغاربة لا يفقهون شيئا من لغة بلدهم ، هذه اللغة التي اصبح تعليمها عبئا على جاليتنا ، انعدام المدارس التي تدرس فيها اللغة العربية ، استحواذ جمعيات المساجد على التعليم ( فاقد الشيء لا يعطيه ) مقابل € 300 او 400 € للطفل المغربي في السنة و أغلب المهاجرين لهم 3 و 4 أطفال.

ناهيك عن إكراهات النظام التعليمي المعتمد حاليا، والمتمثلة على الخصوص في محدودية التغطية الجغرافية، وقيود الزمان والمكان، حيث يشتغل أكثر من 90 في المائة من الأساتذة المكلفين بتدريس اللغة العربية والثقافة المغربية لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج وكذا المتعلمين في ثلاثة بلدان،وهو ما يستدعي حلا، كما أنّ أكثر من 70 في المائة من الأساتذة يقطعون أكثر من 50 كيلومترا من أجل الوصول إلى أماكن التدريس.

من بين الإكراهات الأخرى و هي  غياب الإطار التنظيمي بين المغرب وبعض الدول .

فالجالية المغربية تحتاج لابنائها اكتساب رصيد لغوي وظيفي يمكّن، في المقام الأول، من استعمال اللغة العربية نطقا وكتابة وفهما، من أجل التواصل مع الغير، و تنمية الكفاءات الثقافية والروحية المرتبطة بالهوية المغربية.

فقد اصبح تعليم اللغة العربية تجارة مربحة يستغل رحيقها مؤسسة الحسن الثاني و السفارات المغربية و بعض المنسقين الذين يمشون في الأرض مرحا يتحرشون بالبعض و يفسدون مع البعض .

فالجالية المغربية ربما تتكلم لغة أخرى لا تفقهها الحكومة المغربية و مؤسسات الجالية  ، لغة الحق في التعليم ، الحق في التصويت ، الحق في المواطنة .
فالجالية اليوم أصبحت غريبة في بلدها أكثر من بلد الإقامة .

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: