مشاكسات بين ترامب وخان تسمم العلاقات بين لندن وواشنطن
رفض عمدة لندن صديق خان ما وصفه بأنه “إهانات صبيانية” من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي استهل زيارته لبريطانيا الاثنين بتغريدة وصف فيها عمدة لندن بـ“الفاشل”.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن نشرت صحيفة أقوال خان الذي رأى أن قدوم ترامب لا يستحق “فرش السجادة الحمراء في بريطانيا”، ووصفه بأنه يمثّل “تهديدا عالميا متزايدا” لزيادة نفوذ أقصى اليمين ضد قيم المجتمعات الديمقراطية الليبرالية.
وكتب ترامب قبل هبوط طائرته إن صادق خان لم يقم بمهامه بصفته عمدة لندن على أكمل وجه، وإنه تصرف ببشاعة حمقاء تجاه طرف زائر يمثّل الحليف الأكثر أهمية للمملكة المتحدة. ووصفه بالخاسر وحثه على تحويل تركيزه نحو الجريمة في لندن.
وأضاف أن خان ذكَّره برئيس بلدية نيويورك، بيل دي بلاسيو، “الغبي وغير الكفء”. واتهم عدد من أنصار خان في السابق ترامب بأنه عنصري ويعادي أول عمدة مسلم في لندن.
ورد مكتب خان على ذلك ببيان جاء فيه أن “صديق يمثل القيم التقدمية للندن وبلادنا، ويحذر من أن دونالد ترامب هو أبشع نموذج لخطر اليمين المتطرف المتنامي حول العالم، والذي يخاطر بالقيم الأساسية التي تحدد ملامح ديمقراطياتنا الليبرالية منذ أكثر من 70 عاما”.
وكان خان قد أجرى عدة مقابلات مع الإعلام البريطاني قبل زيارة ترامب للبلاد، حيث قال لصحيفة أوبزرفر الأحد، إنه “ليس من البريطانية أن نبسط البساط الأحمر” لترامب.
وحث العمدة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التي تجري مباحثات مع ترامب الثلاثاء، على “إصدار رفض قوي، ليس للولايات المتحدة كدولة أو لمكتب الرئاسة، ولكن لترامب وأجندة اليمين المتطرف التي يجسدها”.
وشهدت العلاقة المميزة بين واشنطن ولندن حلقات من التوتر، يعود آخرها إلى نوفمبر الماضي، عندما أعاد ترامب نشر مقاطع فيديو معادية للمسلمين على حسابه بتويتر سبق أن نشرتها جيدا فرانسين نائبة رئيس حزب بريطانيا أولا، اليميني المتطرف.
واعتبرت ماي أن ترامب “ارتكب خطأ” عندما أعاد نشر مقاطع الفيديو، ليردّ الرئيس الأميركي بتوجيه نصيحة إلى رئيسة الوزراء البريطانية بالتركيز على “الإرهاب الراديكالي المدمر” في بلادها. وانتقد عمدة لندن بشدة إعادة نشر الرئيس الأميركي لشريط الفيديو واصفا إياه بـ”صاحب الأفكار المتغطرسة”.
وقال خان “الرئيس ترامب استخدم لدعم جماعة وضيعة متطرفة موجودة فقط لزرع الانقسام والكراهية في بلادنا، والآن تبين بصورة أكثر أن أي زيارة رسمية له إلى بريطانيا لن تكون موضع ترحيب”.
وكان ترامب قد أعلن في يناير أنه ألغى زيارة إلى لندن كانت ستتزامن مع افتتاح سفارة أميركية جديدة في 26 فبراير، عندما تم التخطيط لتنظيم مظاهرات حاشدة ضده في لندن، حيث زعم أن المبنى لم يعجبه، واعتبره “صفقة سيئة” من الناحية المالية.
وكتب النائب ستيف ريد المنتمي لحزب العمال على حسابه بموقع تويتر “العديد من سكان لندن مسرورون لعدم جلب دونالد ترامب آراءه العنصرية والكارهة بشدة للنساء إلى هنا لدى تدشين السفارة الأميركية الجديدة”. واعتبر نايجل فاراج الزعيم السابق لحزب استقلال المملكة المتحدة، إلغاء الزيارة بـ”المخيب للآمال”.