علماء يقتربون من اكتشاف أسرار «الموت» وأثرياء يأملون العودة للحياة
تمكن العلماء من إنجاز خطوة جديدة في اتجاه تفكيك لغز الموت وحل الشيفرة الخاصة به وفهمه، حيث توصلوا إلى عقار جديد يمكن أن يؤدي بالدماغ إلى الموت المؤقت ومن ثم يعود به إلى الحياة، ما يعني أنه قد يصبح من المتاح قريباً تجربة الموت بالنسبة لأي شخص يرغب في ذلك.
وفي المقابل فإن الآمال تتزايد لدى البشر بأن يتوصل العلم يوماً ما إلى إعادة الأموات إلى الحياة، وهو ما دفع عدداً من الأثرياء إلى إنفاق مبالغ مالية طائلة من أجل «تجميد أدمغتهم» لفترات طويلة بعد الموت على أمل استخدامها في إعادتهم إلى الحياة لاحقاً، حسب ما كشفت إحدى الصحف البريطانية في تقرير.
وفي أحدث الاكتشافات العلمية، فقد تمكن علماء بريطانيون من اكتشاف نبات جديد يمكن أن يؤدي تعاطيه إلى محاكاة تجربة الموت، وهو ما يعني أنه بات من الممكن صناعة عقار يوفر «تجربة الموت» للراغبين فيها، الأمر الذي قد يساهم بشكل كبير في تفسير الألغاز المرتبطة بالموت وما يراه الإنسان بعد موته.
تجربة الموت
وحسب دراسة أجرتها إمبريال كوليج البريطانية في لندن ونشرت نتائجها جريدة «دايلي ميل» فإن النبات المكتشف يُدعى «Ayahuasca» ويُستهلك على شكل سائل من قبل السكان الأصليين في أمريكا الوسطى والجنوبية لإنتاج دواء مخدر يُعرف باسم «DMT».
ووجد الباحثون «تقاربا كبيرا» بين أوصاف ما يسمى بتجارب الاقتراب من الموت، وتأثير العقار الذي يُترجم اسمه على الشكل الآتي: «كرمة الموتى».
وشارك في الدراسة المطورة 13 متطوعا خضعوا لعلاج «DMT» ثم طُلب منهم تعبئة استبيان خاص، ثم قارن الباحثون استجابات المتطوعين مع عينات من 67 شخصا، ممن عانوا من تجربة الاقتراب من الموت سابقا. وأبلغت المجموعتان عن رؤية ضوء ساطع، والشعور بحالة الخروج من الجسد، بالإضافة إلى السلام الداخلي والشعور بالانتقال إلى عالم آخر.
وقالت الدراسة إن المقارنة اللافتة تحدث لأن الدواء وتجارب الاقتراب من الموت، تفعّل عمليات متشابهة في الدماغ.
وقال الدكتور، روبن كارهارت هاريس، المعد الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة علم النفس «فرونترز» إن دراسة تأثيرات «DMT» ستساعد العلماء على فهم علم النفس وتجربة الموت بشكل أفضل.
تجميد الدماغ أملاً بالخلود
في غضون ذلك، كشفت جريدة «دايلي ستار» البريطانية أن مجموعة من الأثرياء اتفقوا على تجميد أدمغتهم بعد موتهم مقابل 100 ألف دولار على أمل العودة للحياة مرة أخرى خلال فترة لا تتجاوز 200 عام.
ومشروع تجميد الأجسام «Cryogenics» ينطوي على تجميد الجسم لدرجة حرارة 196 مئوية تحت الصفر، كطريقة للتغلب على الموت.
ويعتقد أحد رجال الأعمال أنه سيستيقظ في المستقبل و»يختبر حياة جديدة بالكامل» بعد وضع دماغه في جسم إنسان آخر. ويقول الرجل المولود في بريطانيا، والذي أراد أن يظل مجهول الهوية بسبب حساسية الموضوع، إنه «لا يستطيع التفكير في أي شيء أكثر إثارة».
ومع ذلك، يقول العديد من الخبراء إنه لا أمل في النجاح، حيث أن أعضاء كالقلب والكليتين لم ولن يتم تجميدها أو إذابتها، ناهيك عن الدماغ.
ويمكن القول إن عملية «Cryogenics» هي عبارة عن فن تجميد الجسم الميت أو أجزاء منه، من أجل الحفاظ عليها للاستخدام في المستقبل.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن أحد كبار رجال الأعمال وهو في أواخر الستينيات من عمره قوله: «أنا أعلم أن الكثير من الناس يعتقدون أنني أشعر بالفضول، ولكن لماذا لا نجربها؟ رغبت في استثمار القليل من المال في هذا الأمر، وقد أستيقظ في غضون 200 أو 2000 سنة، لأتمكن من تجربة حياة جديدة بالكامل».
ويرى المدافعون عن حفظ الأدمغة بالتجميد أن هذه العملية تخادع الموت، مع أمل إعادة إحياء الأجسام المجمدة في المستقبل.
ويتم تقديم هذه الخدمة بالفعل من قبل منظمتين أمريكيتين رئيسيتين، الأولى هي «Alcor» في ولاية أريزونا، والثانية هي معهد «Cryonics» في ولاية ميتشيغان، ويوجد لدى «ألكور» ألف عضو مع قيام بعض الأشخاص بدفع ما يصل إلى 255 ألف دولار، لتجميد الجسم بالكامل.
ويوجد لدى الشركة حاليا 149 مريضا ميتا تم تخزين أجسادهم في المركز، بما في ذلك أصغر شخص يتم الاحتفاظ بجثته بالتبريد.
وتبدأ عملية التجميد في غضون دقيقتين من توقف القلب، وفي أسوأ الأحوال، لا ينبغي أن تبدأ العملية بعد مرور أكثر من 15 دقيقة.
وتحتاج الجثة إلى وضعها في الثلج وحقنها بمواد كيميائية لتقليل تخثر الدم، كما يُستبدل الدم بمحلول خاص للحفاظ على الأعضاء، كما ذكرت الصحيفة.
ويعتبر الموت أحد الألغاز التي ينفق العلماء سنوات طويلة من أجل حل اللغز المرتبط به، حيث سبق أن تم التوصل إلى العديد من الاكتشافات في هذا المجال لكنها لا تزال محدودة.
وأعلن علماء أمريكيون العام الماضي عن تمكنهم من تفكيك لغز اللحظات الأخيرة في حياة الإنسان، وزعموا أنهم تمكنوا من قراءة مشاعر الإنسان في لحظات ما قبل الموت، لتكون هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها علماء عن مشاعر الإنسان في اللحظات التي تسبق مفارقته للحياة.
وحسب فيديو صادر عن جمعية الكيميائيين الأمريكيين فإن علماء كيمياء يشرحون بالضبط التغيرات الكيميائية التي تطرأ على دماغ الإنسان في اللحظات التي تسبق الموت بقليل، وبموجبها قاموا بتحديد المشاعر التي تصيب الإنسان وهو يموت.
ويشير الفيديو إلى أن أول شعور يصيب الإنسان وهو مقبل على الموت هو الخوف، ومن ثم يتعاظم هذا الشعور ويشتد، وينشأ رد فعل يتطور ويجعل الإنسان على استعداد تام للهروب والركض بعيدا عن المكان الذي هو فيه.
وحسب الباحثين الكيميائيين، فإن نتائج الخوف الذي يسيطر على الإنسان قد تكون تحت السيطرة من قبل مجموعة من الخلايا العصبية، أو خلايا أخرى في الدماغ تكون متواجدة في منطقة بالغة الحساسية إزاء التوتر والإجهاد، وهي منطقة تعمل كجهاز استشعار للتوتر والإجهاد النفسي الذي يمر به الإنسان.
ويقول الكيميائيون إن حالة الخوف التي تسبق الموت تدفع جسم الإنسان إلى إفراز كميات كبيرة من «الأدرينالين» تمنحه قدرة عالية على رد الفعل ونشاط عالي المستوى، يجعل لديه القدرة على القتال والرد العنيف من أجل البقاء على قيد الحياة.