المغرب يستمع إلى كوشنر بخصوص صفقة القرن
استمع العاهل المغربي الملك محمد السادس مساء الثلاثاء لجاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي بشأن خطة السلام الإسرائيلية-الفلسطينية أو ما بات يعرف بـ”صفقة القرن”.
وقال جايسون غرينبلات الممثل الخاص للرئيس الأميركي للمفاوضات الدولية عقب المحادثات مع الملك محمد السادس “إن وصول الوفد إلى الرباط هو لمشاركة حكمة العاهل المغربي في العديد من التفاصيل المرتبطة بما اصطلح عليه بـ’صفقة القرن’”.
وقال محمد تاج الدين أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، “إن زيارة كوشنير والوفد المرافق له للمغرب تأتي في إطار عرف في تاريخ الإدارة الأميركية التي عادة ما تلجأ إلى العاهل المغربي من أجل إبداء وجهة نظره في ما يتعلق بملفات الشرق الأوسط وهو ما يمنح المغرب صورة أكثر حكمة وحيادا”. ويدعم المغرب الموقف العربي الرسمي بشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي يطالب بضرورة حل الدولتين وتأسيس دولة فلسطين عاصمتها القدس الشرقية، ويترأس لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي.
وقال تاج الدين الحسيني إن “وجهة النظر المغربية في ما يتعلق بالتطورات التي تعرفها المنطقة كانت واضحة في الرسالة التي بعثها العاهل المغربي إلى الرئيس دونالد ترامب عند نقل السفارة الأميركية للقدس، وهي ضرورة الالتزام بالحفاظ على الحق الفلسطيني وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأضاف “هذا يعني بوضوح أن مواقف المغرب مبدئية خاصة وأن الملك محمد السادس يرأس لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي”.
ويعتبر كوشنر أكبر مستشاري الرئيس الأميركي وهو مكلف بخطة السلام الإسرائيلية-الفلسطينية، التي يسعى ترامب من خلالها إلى التوصل إلى اتفاق نهائي بين الطرفين.
ويرى المحلل السياسي خالد شيات أن “زيارة كوشنر للمغرب لها عدة أبعاد من بينها التحولات المرتقبة في المنطقة المغاربية مع الحراك الجزائري ومؤتمر البحرين المزمع عقده في يونيو ومسار الحل الخاص بالقضية الفلسطينية، وهو أمر لا يمكن بأي حال أن يكون مسارا مستقلا عن سابقيه رغم أن المغرب مبدئيا يبدو أنه غير متحمس للمقترحات التي تمس بالمبادئ الخاصة بالحل خاصة مسألة القدس باعتباره رئيسا للجنتها”.
ولا يستبعد مراقبون أن يكون كوشنر جاء لطلب الدعم من الملك محمد السادس للعناصر الاقتصادية المشمولة في خطة السلام التي لا تزال سرية.
وبالإضافة إلى المغرب زار كوشنر الأربعاء الأردن حيث التقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وشدد تاج الدين على أن مواقف المغرب والأردن كانت متميزة مقارنة بباقي الدول العربية الأخرى، مضيفا أن عاهلي المملكتين بإمكانهما لعب دور في هذا الاتجاه، خاصة وأن العاهل الأردني يشرف من خلال وزارة الأوقاف على الأماكن المقدسة في القدس.
وتأتي هذه الرحلة إلى الشرق الأوسط في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لطرح الجزء الاقتصادي من الخطة في مؤتمر في البحرين في أواخر يونيو. ويرفض الفلسطينيون هذه الصفقة وحثوا الدول العربية على تجنب المؤتمر.