إيران الرقم الصعب أمام أمريكا
الأحداث الغير مسبوقة في منطقة الخليج العربي تُنذر بحرب عالمية ثالثة، بين دول عظمى مثل روسيا والصين وغيرها من الدول الكبرى؛ ضد الهيمنة الأمريكية على العالم، والوضع الآن في الخليج العربي بين إيران وأمريكا رُبما يصل إلى مرحلة اللاعودة، نظراً لأن كل طرف متعنت برأيه ولا حياد أو تنازل عن الرأي سواء كان من خلال القنوات الدبلوماسية أو العسكرية.
أمريكا مستمرة في حشد القوات في منطقة الخليج، وإيران تهدد بنسف هذه القوات إذا أقدمت أمريكا على أي حماقة غير محسوبة؛ ففي هذه المرحلة يمكن أن نطلق عليها مرحلة شد الحبل أو عض الأصابع، والمتألم أولاً هو من يصرخ ويسلم للطرف الآخر ويطلب الجلوس للمفاوضات.
إيران في ملعبها وفي منطقتها وتملك من الصواريخ ما يمكن أن تردع القوات المتواجدة في مضيق هرمز وخصوصاً الأمريكية، كما أعلنت أمريكا عن إرسال تعزيزات عسكرية إلى الخليج؛ فعندما قامت صنعاء بقصف مواقع في الرياض بطائرات مسيرة صغيرة إيرانية الصنع، كان هذا دليلاً على أن إيران لا تلعب مع احد على حدودها للسيطرة على نفطها أو إضعاف شعبها، هذه الرسائل التي ترسلها إيران تعتبر هامة وموجهة إلى الشيطان الأكبر –أمريكا- كما كانت تصفه إيران منذ سنوات.
الإدارة الأمريكية بين مؤيد ومعارض لمثل هذا الوضع المتأزم في الشرق الأوسط، رُبما لو تطور الوضع من شد الحبل أو عض الأصابع إلى هجومي سيكون الخاسر الأكيد أمريكا، فالصواريخ السرية التي أعلنت عنها إيران لا يمكن إيقافها، وهي كما وصفتها بأنها صواريخ فتاكة وتقلب موازين الحرب، أمريكا تفهم مثل هذا الوضع وتحاول إيجاد حلول للسيطرة على الموقف.
كما قامت إيران بإرسال رسائل إلى دول الخليج تدعو فيها إلى مبادرة عدم الاعتداء، وعلى استعداد المسؤولين الإيرانيين بأن يقوموا بزيارة إلى دول الخليج لطمأنة الخليج بأنه لا خلاف بين إيران وجيرانها، بل الخلاف بين إيران وأمريكا.
إيران وعلى لسان قادتها تعلن أنها لن تتراجع عن تصدير النفط، وفي نفس الوقت لا يمكن إخضاع الشعب الإيراني للإملاءات الأمريكية، لأن إيران أصبحت هذه الفترة الرقم الصعب الذي لا يمكن إخضاعه أو ضربه بأي طريقة كانت، وفي حال اشتعلت الحرب ستكون مقبرة للجيوش الأمريكية المنتشرة في منطقة الخليج العربي، وتحديداً في العراق وسوريا حيث تواجد القوات الأمريكية علني، وما سيلحق في المنطقة المحيطة بإيران من دمار، وكما أعلن القادة الإيرانيين في أكثر من مناسبة بأن إسرائيل ستكون أول الأهداف في حال تعرضت إيران لأي اعتداء من قبل أمريكا، حيث سيكون لها بنك أهداف في مرمى صواريخها في الداخل الإسرائيلي.