حزب الأحرار أول المستفيدين من أزمة الأصالة والمعاصرة
تشرع الأزمة التي يشهدها حزب الأصالة والعاصرة المغربي، أكبر حزب معارض في البلاد، الأبواب أمام حزب الأحرار الذي يقدم نفسه منذ أشهر كمنافس أول لحزب العدالة والتنمية الإسلامي خلال الانتخابات القادمة.
وأعلن حكيم بنشماش الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة عن تجريد القيادي بالحزب أحمد أخشيشن، من عضويته في المكتب السياسي ما ينذر بازدياد حدة المواجهة بين التيارين المتصارعين داخل الحزب.
وأرجع قرار الطرد الذي وقعه الأمين العام للحزب حكيم بنشماش، إلى ثبوت ضلوع المعنيّ “في تغذية عوامل الفرقة، وإذكاء فتيل التوتر، والمشاركة الفعلية في الانقلاب على الشرعية الديمقراطية، خلال الاجتماع المخصص لانتخاب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب”.
وأمام هذه الخلافات يتوجه حزب الأصالة والمعاصرة لعقد مؤتمره الوطني لانتخاب قيادة حزبية جديدة ما من شأنه تجاوز الأزمة لكن المحلل السياسي حفيظ الزهري يرى أن الحزب لن يقدر على استعادة قوته مرجعا ذلك إلى النفور الذي أصبح يواجهه من قبل الأعيان واليساريين الذين جمدوا عضويتهم فيه.
ويعد حزب الأحرار أبرز المستفيدين من هذه الخلافات، حيث نجح مؤخرا في استقطاب عدد من رجال الأعمال بعضهم من حزب الأصالة. ويسعى حزب التجمع الوطني للأحرار منذ مدة إلى تقوية وضعه التنظيمي باستمالة الأعيان تحضيرا لانتخابات 2021.
يحمل تنظيم حزب التجمع لعدد من المؤتمرات داخل المغرب وخارجه، مؤشرات على إصراره على تصدر الانتخابات القادمة ومحاصرة نفوذ خصومه السياسيين
ويقول مراقبون إن الحزب يعمل على ملء الفراغ الذي سيتركه الأصالة والمعاصرة خصوصا وأن قيادات الأحرار مقتنعة بنجاحها في مواجهة العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة.
وقالت مصادر مطلعة لـ”العرب” إن عزيز أخنوش رئيس التجمع الوطني للأحرار وبعض القيادات الوازنة في الحزب يعملون على استغلال ما يمر به الأصالة والمعاصرة كفرصة لاستقطاب كبار منتخبيه في مدن عديدة كأكادير والحسيمة وإقليم الرحامنة وفي دوائر انتخابية كانت محسوبة تاريخيا على الأصالة والمعاصرة.
وقال حفيظ الزهري إن قيادات التجمع الوطني للأحرار تحاول استمالة المزيد من الأصوات والمتعاطفين للانتخابات المقبلة، مؤكدا أن ما يحتاجه الأحرار هو البحث عن كفاءات جديدة وإدماجها في المشهد السياسي من أجل تبوؤ مرتبة متقدمة.
ويحمل تنظيم حزب التجمع لعدد من المؤتمرات داخل المغرب وخارجه، مؤشرات على إصراره على تصدر الانتخابات القادمة ومحاصرة نفوذ خصومه السياسيين في جهات ترابية كثيرة، خصوصا مع تفاقم الأزمات الداخلية لكل من العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة.
وأمام حالة الوهن التي يعيشها حزب الأصالة والمعاصرة يستبعد مراقبون أن تكون لديه إستراتيجية فعالة لمقاومة خطط الأحرار في الهيمنة على القواعد والكوادر الانتخابية التي أسسها.