تحالف مغربي إماراتي فرنسي لبناء محطة عملاقة للطاقة الشمسية

أعلنت السلطات المغربية أمس أنها أرست مناقصة لبناء محطة عملاقة للطاقة الشمسية في وسط البلاد على تحالف يضم مجموعة شركات من المغرب والإمارات وفرنسا، في خطوة جديدة تعكس اهتمام الرباط الكبير بمصادر الطاقات البديلة.

قال مصطفى الباكوري، رئيس الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن) أمس إنه تم إسناد مشروع محطة “نور ميدلت 1” للطاقة الشمسية إلى تحالف تقوده مجموعة  إي.دي.أف الفرنسية مع شركتي مصدر الإماراتية وغرين أوف أفريكا المغربية.

وسيقوم التحالف، بعد أن تم إرساء المناقصة عليه، بعمليات تصميم وتمويل وبناء واستغلال وصيانة هذا المشروع العملاق الذي يتوقع أن يبدأ العمل عليه في الخريف المقبل.

ويندرج المشروع في إطار مخطط نور، الذي أطلقه العاهل المغربي الملك محمد السادس، ويأتي عقب التشغيل الكامل للمجمع الشمسي نور ورزازات بطاقة إجمالية تبلغ 580 ميغاواط.

وأوضح الباكوري أن المحطة تشكل مرحلة أولى من مجمع جديد للطاقة الشمسية متعدد التقنيات على مساحة 4242 هكتارا بمدينة ميدلت وسط المغرب.

وقال إن “المحطة ستكون إحدى أولى محطات توليد الكهرباء الهجينة على المستوى العالمي، بطاقة إجمالية تصل إلى 800 ميغاواط وقدرة تخزين تبلغ 5 ساعات”.

وأضاف أن “هذه المحطة ستجمع بين تقنية أنظمة الطاقة الشمسية المركزة والطاقة الكهروضوئية من أجل إنتاج طاقة كهربائية مستدامة”.

والجمع بين التقنيتين المبتكرتين، لن يمكن من تحسين إنتاج المحطة فقط، حسب الباكوري، بل أيضا سيساعد في خفض كلفة سعر الكيلوواط في الساعة.

شركات  إي.دي.أف الفرنسية ومصدر الإماراتية وغرين أوف أفريكا المغربية ستبني محطة نور ميدلت 1

ويعتبر المشروع ثاني أكبر مشروع يطلقه المغرب في إطار مخططه للطاقة الشمسية، بعد مشروع نور ورزازات الذي دخلت محطته الأولى حيز التنفيذ نهاية 2016.

وبحسب المواصفات الفنية، يتكون المشروع الجديد من محطتين هما، ”نور ميدلت 1” و”نور ميدلت 2” بقدرة إنتاج للطاقة الكهربائية تبلغ 400 ميغاواط للواحدة.

وتستعمل كلتا المحطتين تكنولوجيا مختلطة تجمع بين تقنية الخلايا الشمسية وتكنولوجيا الطاقة الشمسية الحرارية المركزة.

واعتبر خبراء البنك الدولي أنه على الرغم من أنها أقل تكلفة، فإن الطاقة الكهروضوئية لا تتوفر بها قدرات التخزين نفسها التي تتمتع بها الطاقة الشمسية المركزة التي يمكنها توليد الكهرباء حتى وإن غابت
الشمس.

وقالت ماري فرانسواز ماري-نيلي، مديرة مكتب المغرب العربي في البنك الدولي، إن “هذه خطوة أخرى نحو مستقبل واعد للطاقة النظيفة في المغرب”.

وأشارت إلى أن مجمع نور ميدلت للطاقة سيُعزز وضع المغرب كبلد رائد في مجال الطاقة المتجددة بالمنطقة.

وسيستند مجمع نور ميدلت للطاقة إلى تصميم جديد يجمع بين تقنيات الطاقة الشمسية المركزة والطاقة الكهروضوئية.

وقال كبير خبراء البنك الدولي الاقتصاديين في مجال الطاقة، معز شريف، إن “تصميم مجمع نور ميدلت يعتمد على تقنيات مجربة سيتم تشغيلها بطريقة رائدة للاستفادة من مزايا تقنيات الطاقة الشمسية المركزة والطاقة الكهروضوئية معًا في موقع واحد”.

ويهدف المغرب إلى تلبية 42 بالمئة من حاجياته من الكهرباء باستعمال الطاقة النظيفة بحلول العام المقبل. وحدد هدفا لسنة 2030 رفع هذه الحصة إلى 52 بالمئة.

ولتحفيز الاستثمار في الطاقات المتجددة، أبرمت الرباط العديد من الاتفاقيات الثنائية مع عدة دول أوروبية، بالإضافة إلى اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي، بهدف تصدير إنتاجها من الكهرباء.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: