التعنت الإسرائيلي وعزلة حماس يجددان المواجهة في غزة

تباطأت عملية إطلاق الصواريخ الفلسطينية والغارات الجوية الإسرائيلية الأحد قياسا باليومين السابقين، من دون أن تخف تهديدات كلا الجانبين بتصعيد الرد إذا استمرت هجمات الطرف الآخر، في وقت قال نيكولاي ملادينوف مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط إن الأمم المتحدة ومصر تعملان معا لإنهاء القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن تل أبيب لا تنوي خفض كثافة ضرباتها على قطاع غزة، على خلفية إطلاق المئات من الصواريخ من القطاع باتجاه إسرائيل.

بدورها قالت غرفة العمليات المشتركة المشكلة من الفصائل الفلسطينية في غزة إنها قصفت مدينتي بئر السبع وعسقلان بالعشرات من الصواريخ ردا على قصف إسرائيل البيوت الآمنة، وحذرت تل أبيب من أن “الاستمرار في هذه السياسة يعني أن القادم أعظم”.

ووصفت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية القصف الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة بأنه “تمهيد لتمرير صفقة القرن”. واعتبر مصدر سياسي عربي أن ما يحدث هو المواجهة الدورية المؤجلة في مواعيد تخدم التصعيد لكل الأطراف.

وقال المصدر في تصريح لـ”العرب” إثر التصعيد المستمر في يومه الثالث إن “إسرائيل الرافضة للمبادرات وحماس المعزولة والفصائل التابعة لإيران، تريد التصعيد لتخفيف الضغوط”.

وأكد أن الضحايا من أبناء الشعب الفلسطيني وحدهم من يدفع الثمن في كل مواجهة تخدم حركة حماس التي تصعد كلما اقتضت الحاجة السياسية التي تدعم الدول الداعمة لها في تركيا وإيران.

ويستعد الجيش الإسرائيلي لإرسال لواء دبابات إضافي إلى حدود غزة والاستعداد للقتال في الأيام المقبلة بعد إطلاق 450 صاروخا على جنوب إسرائيل من قطاع غزة على مدار 24 ساعة في نهاية الأسبوع، ما أسفر عن مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين.

450 صاروخا فلسطينيا سقطت على إسرائيل، مقابل 220 هدفا فلسطينيا استهدفت في القصف الإسرائيلي

وشددت المصادر الإسرائيلية على أن الضربات المكثفة على مواقع حركتي حماس والجهاد الإسلامي في القطاع ستتواصل، وليست هناك نية لدى الجيش الإسرائيلي لوقفها.

وقتل عضو في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في غارة إسرائيلية على قطاع غزة الأحد ليكون خامس ضحية فلسطيني بنيران إسرائيلية ردا على إطلاق قذائف صاروخية من القطاع.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحماس بأن حامد الخضري (34 عاما) هو القتيل الفلسطيني الخامس منذ صباح الأحد في الغارات الإسرائيلية. ليرتفع عدد الضحايا إلى 15 شخصا، في ظل استمرار القصف والتصعيد.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل الخضري في “ضربة موجهة”، مشيرا إلى أنه “المسؤول عن تحويل الأموال من إيران إلى منظمات إرهابية تعمل داخل القطاع″.

وأضاف في بيان أن الخضري “حول مبالغ مالية كبيرة إلى الجناح العسكري لحركة حماس والجهاد الإسلامي وغيرهما من المنظمات الإرهابية داخل القطاع من خلال شركة الصرافة التي يملكها وبمساعدة صرافين من الخارج”.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إن شخصين قتلا في انفجار صاروخ أطلق من قطاع غزة باتجاه مدينة عسقلان الأحد، دون أي مؤشر إلى أي وقف وشيك لإطلاق النار في أعنف أعمال قتالية منذ نوفمبر.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أمر القوات الإسرائيلية بمواصلة “الضربات المكثفة” على المسلحين في قطاع غزة مع تصاعد العمليات القتالية عبر الحدود لليوم الثالث.

وقال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 450 صاروخا، رصد نظام القبة الحديدية عددا كبيرا منها، أُطلقت على مدن وقرى بجنوب إسرائيل منذ يوم الجمعة، مُضيفا أنه هاجم نحو 220 هدفا تابعا لحركات النشطاء الفلسطينيين في غزة.

وبدأ التصعيد، الجمعة، بعدما قتل الجيش الإسرائيلي 4 فلسطينيين وأصاب 51 آخرين، جراء قصفه موقعا لحركة حماس، واعتداء قواته على متظاهرين مشاركين في فعاليات مسيرة العودة.

وردت الفصائل الفلسطينية، من خلال غرفة العمليات المشتركة، صباح السبت، بإطلاق صواريخ على إسرائيل.

ووصفت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية القصف الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة بأنه “تمهيد لتمرير صفقة القرن”.

Thumbnail

وأضافت في بيان، نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية “يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصعيد عدوانه البشع على أهلنا في قطاع غزة… في ما يشبه لعبة (شد الحبال) الهادفة إلى تكريس فصل القطاع عن الضفة الغربية بما فيها القدس، وابتزاز الطرف الفلسطيني لتحسين شروطه لفرض تهدئة طويلة المدى وبضمانات توفر الأمن للمستوطنات في غلاف غزة دون أن تضطر دولة الاحتلال إلى دفع الأثمان المطلوبة”.

ولفتت إلى أن نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريدان “خلق مناخات وظروف مناسبة تمهيدا لطرح ما يسمى بصفقة القرن، وتبريد الأوضاع على حدود قطاع غزة”.

ودعا مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف جميع الأطراف إلى تهدئة الوضع، والعودة إلى تفاهمات الأشهر الأخيرة، مشددا على أن أولئك الذين يسعون إلى تدمير التفاهمات سيتحملون مسؤولية الصراع الذي ستكون له عواقب وخيمة على الجميع.

وأضاف أن “الاستمرار في مسار التصعيد الحالي سيؤدي بسرعة إلى إلغاء ما تم تحقيقه وتدمير الفرص لحلول طويلة الأجل للأزمة. يجب أن تنتهي دائرة العنف التي لا نهاية لها، ولا بد من أن تتسارع الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة في غزة”.

وأدان الاتحاد الأوروبي بقوة الهجمات الصاروخية من غزة على إسرائيل.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني إن “إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه إسرائيل يجب أن يتوقف فورا. هناك حاجة ماسة إلى وقف التصعيد لضمان حماية أرواح المدنيين”.

وأضافت “للإسرائيليين والفلسطينيين الحق في العيش بسلام وأمن وكرامة. يمكن فقط لحل سياسي وضع حد للعنف. إن الجهود التي تبذلها مصر والأمم المتحدة لتهدئة الوضع تحظى بالدعم الكامل من الاتحاد الأوروبي”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: