نهائي تونسي مغربي في دوري أبطال أفريقيا 2019
تأهل الوداد الرياضي المغربي إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم عبر تعادله السلبي مع مضيفه ماميلودي صن داونز، السبت، في إياب المربع الذهبي للبطولة، ويلتقي الوداد في النهائي مع الترجي التونسي الذي تغلب على مازيمبي الكونغولي (1 -صفر) في مجموع لقاءي الذهاب والإياب للمربع الذهبي.
عاد الترجي التونسي حامل اللقب والوداد البيضاوي المغربي بطل النسخة قبل الماضية ببطاقتي الدور النهائي لمسابقة دوري أبطال أفريقيا في كرة القدم بتعادلهما السلبي مع مضيفيهما مازيمبي الكونغولي الديمقراطي وماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي على التوالي، السبت، في إياب نصف النهائي.
ودافع الممثلان العربيان ببسالة على فوزيهما الثمينين على أرضهما ذهابا، حيث تغلب الترجي (1-صفر) على مازيمبي بطل 2015، السبت الماضي في رادس، والوداد البيضاوي (2-1) على صن داونز بطل 2016، الجمعة الماضي في الرباط.
وهي المرة الأولى في تاريخ المسابقة القارية التي يبلغ أبطال النسخ الأربع الأخيرة الدور نصف النهائي، والثالثة على التوالي التي يكون فيها الدور النهائي عربيا بعد تتويج الوداد البيضاوي والترجي على حساب الأهلي المصري.
وسيكون الدور النهائي بين الترجي والوداد البيضاوي إعادة لمواجهتها في الدور ذاته عام 2011 عندما نال الفريق التونسي اللقب، ويقام الدور النهائي في 24 مايو الحالي ذهابا في الرباط، وفي 31 منه إيابا في رادس.
ويسعى الترجي للقبه الرابع في ثامن نهائي في المسابقة بعد تتويجه أعوام 1994 و2011 و2018، والوداد البيضاوي بقيادة مدربه التونسي فوزي البنزرتي إلى لقبه الثالث في رابع نهائي في تاريخه بعد تتويجه عامي 1992 و2017.
الوداد البيضاوي المغربي، الفائز بالبطولة عامي 1992 و2017، اكتفى قبل لقائه، أمام صن داونز، في مدينة بريتوريا بجنوب أفريقيا بتسجيل 3 أهداف فقط خارج ملعبه
وفي المباراة الأولى في لوبومباشي، يدين الترجي بتأهله للمرة الثانية تواليا إلى الدور النهائي، إلى حارسه معز بن شريفية الذي أنقذ مرماه من عدة أهداف محققة.
وكانت أول وأخطر الفرص للفريق التونسي عبر أيمن بن محمد بتسديدة قوية من خارج المنطقة أبعدها الحارس العاجي سيلفان غبوهويو بصعوبة إلى ركنية في الدقيقة 29، وركلة حرة مباشرة للجزائري يوسف بلايلي مرت بجوار القائم الأيسر في الدقيقة 32.
وبدأ بن شريفية تألقه في الدقيقة 35 عندما أبعد تسديدة قوية لميشاك إيليا من داخل المنطقة قبل أن يشتتها الدفاع، ثم أبعد تسديدة أخرى للاعب نفسه من داخل المنطقة أيضا إلى ركنية في الدقيقة 44، وتصدى لكرة قوية للزامبي رينفورد كالابا من مسافة قريبة إثر ركلة ركنية في الدقيقة 45+1.
ونزل مازيمبي بكل ثقله في الشوط الثاني، وتوغل كالابا داخل المنطقة ولعب كرة عرضية مرت بجوار القائم الأيسر للحارس بن شريفية في الدقيقة 54.
وأنقذ الحارس التونسي مرماه من هدف محقق بإبعاده كرة أكروباتية لبن مالانغو، بديل تريزور مبوتو، وحوّلها إلى ركنية لم تثمر شيئا في الدقيقة 57، ثم تابع تألقه بإبعاده تسديدة كالابا من داخل المنطقة في الدقيقة 68، ثم رأسية لمالانغو في الدقيقة 74.
وحرمت العارضة مازيمبي من هدف بردها رأسية مالانغو في الدقيقة 90+2، ثم تصدى بن شريفية لتسديدة اللاعب نفسه من مسافة قريبة في الدقيقة 90+3.
ولا يمتلك الفريق التونسي تاريخا جيدا خلال مواجهاته السابقة مع مازيمبي بمعقله، حيث سبق أن التقى معه في الكونغو الديمقراطية في أربع مناسبات، تلقى خلالها ثلاث هزائم من بينها الخسارة القاسية (5-صفر) في نهائي نسخة المسابقة عام 2010، مقابل تعادل وحيد، دون أن يحقق أي انتصار.
ومع ذلك فالترجي المتوج باللقب أعوام 1994 و2011 و2018، حقق قبل لقائه السبت، نتائج مميزة حققها في النسخة الحالية، حيث يعد الفريق الوحيد الذي ظل محافظا على سجله خاليا من الهزائم طوال مشواره بالمسابقة.
من جانبه، فاز مازيمبي في جميع لقاءاته الخمسة السابقة التي لعبها بلوبومباشي، وشهدت تسجيله 17 هدفا فيما تلقت شباكه هدفا وحيدا.
ومازالت الجماهير التونسية تتذكر الخسارة القاسية (8- صفر) التي تلقاها الأفريقي، الممثل الثاني للكرة التونسية في النسخة الحالية للبطولة، أمام مازيمبي في مرحلة المجموعات، والتي كانت سببا في خروجه مبكرا من المسابقة.
وفي المباراة الثانية في بريتوريا، حجز الوداد البيضاوي بطاقته بفضل الصلابة والروح القتالية والأداء الجماعي للاعبيه الذين حرموا صن داونز من فرض أسلوب لعبه وغلقوا المساحات أمام الضيوف الذين كانوا أكرموا وفادة الأهلي المصري بخماسية نظيفة على الملعب ذاته في ذهاب الدور ربع النهائي.
وتغلب الوداد البيضاوي على الصعوبات التي واجهها في المباراة، خصوصا مع غياب نجمه محمد أوناجم بسبب الإصابة وقائده لاعب الوسط إبراهيم النقاش والمدافع محمد الناهيري بسبب الإيقاف، حتى أنه كان بإمكانه الخروج فائزا لو استغل مهاجموه المرتدات الخطيرة التي قاموا بها خصوصا البديل النيجيري مايكل باباتوندي.
وغابت الفرص الحقيقية للتسجيل عن الشوط الأول باستثناء توغل زهير المترجي داخل المنطقة ولعب كرة عرضية إلى وليد الكرتي أبعدها المدافع تيبوغو لانغرمان بصعوبة إلى ركنية في الدقيقة 25.
وكانت أول فرصة حقيقية للفريق الجنوب أفريقي من تسديدة قوية لصانع ألعابه لياندرو سيرينو من خارج المنطقة بين يدي الحارس محمد رضا التكناوتي في الدقيقة 50.
وأهدر باباتوندي، بديل المترجي، فرصة ذهبية لافتتاح التسجيل عندما تلقى كرة رائعة من المتوغل داخل المنطقة بديع أووك فاستدار حول نفسه مراوغا المدافع نوسا ليبوسا ولعبها بغرابة بعيدا عن الخشبات الثلاث في الدقيقة 66. وتدخل الحارس الأوغندي دينيس أونيانغو في توقيت مناسب للتصدي لانفراد باباتوندي في الدقيقة 77، وكاد المضيف يفعلها عندما توغل ثيمبا زواني داخل المنطقة وحاول التسديد، لكن المدافع أيوب العملود أبعد الكرة في توقيت مناسب إلى ركنية لم تثمر في الدقيقة 80.
واكتفى الوداد البيضاوي المغربي، الفائز بالبطولة عامي 1992 و2017، قبل لقائه، السبت، أمام صن داونز، في مدينة بريتوريا بجنوب أفريقيا بتسجيل 3 أهداف فقط خارج ملعبه، فيما تلقت شباكه 7 أهداف، ومباراة السبت، هي الثانية التي يلعبها الفريق أمام نظيره الجنوب أفريقي في مدينة بريتوريا (معقل صن داونز) هذا الموسم، بعدما سبق أن خسر أمامه (1-2) في مرحلة المجموعات في شهر يناير الماضي. وخلال سبع مواجهات جرت بين الفريقين بدوري الأبطال حقق الوداد 4 انتصارات مقابل فوزين لصن داونز، فيما فرض التعادل نفسه في مباراة وحيدة.
ومن جانب آخر لم يتكبّد صن داونز أي هزيمة بملعبه في النسخة الحالية للمسابقة، حيث لم يعرف الفريق الجنوب أفريقي سوى لغة الفوز في جميع مبارياته الخمس التي لعبها في ملعبه، قبل لقاء العودة ضد الوداد البيضاوي.
وسجل صن داونز 17 هدفا خلال مبارياته التي خاضها في جنوب أفريقيا، في حين تلقى هدفين فقط، غير أن انتصاره الأكبر والأخير في النسخة الحالية للمسابقة، مازالت أصداؤه مسموعة في القارة الأفريقية حين اكتسح الأهلي المصري (5-صفر)، ليطيح بالفريق صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة من المسابقة مبكرا.