قلق ألماني من تنامي تهديد اليمين المتطرف
أدان وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر الجمعة، المسيرة التي نظمها الحزب اليميني المتطرف “الطريق الثالث” في مدينة بلاون بولاية ساكسونيا شرقي ألمانيا، فيما حذّر وزير الخارجية هايكو ماس في الآن ذاته من الاستهانة بخطر المتطرفين اليمينيين.
ووصف الوزير المسيرة التي جرت في إطار مسيرات الأول من مايو بمناسبة يوم العمال العالمي بـ”المخزية”. وقال زيهوفر “لا يوجد أي مجال للشك في أننا لا نريد رؤية مثل هذه الصور، وفي أننا ندينها، وفي أننا سنبذل كافة الجهود في دولة حرة لمكافحة اليمين المتطرف”.
وارتدى أنصار الحزب في مسيرة الأربعاء بمدينة بلاون قمصانا موحدة، واستخدموا مشاعل حرارية (شماريخ) وقرعوا طبولا وحملوا أعلاما. ولا يريد زيهوفر التعليق على عدم تدخل السلطات الساكسونية في المسيرة، موضحا أنه اعتاد على عدم تقييم أداء سلطات الأمن مطلقا في الحالات الفردية.
وذكر الوزير الألماني أن الحق في التجمهر يتيح، بحسب معلوماته، فرصا محدودة للغاية لتدخل السلطات، حيث تلغي المحاكم على نحو متكرر الكثير من القرارات المتعلقة بحظر مسيرات على خلفية حرية التجمهر.
وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، قد أدان أعمال التحريض اليمينية المتطرفة التي شهدتها مدينة بلاون في ولاية ساكسونيا شرقي البلاد مؤخرا، محذّرا من الاستهانة بخطر اليمين المتطرف في ألمانيا.
سُجلت 215 حادثة عنف في الأشهر الأربعة الأولى من العام الماضي، وارتفع الرقم إلى 536 بنهاية شهر أغسطس، ليصل في نهاية العام إلى ألف و72 حالة
وقال ماس “عندما يجوب نازيون جدد شوارعنا مجددا، ويكون هناك أكثر من 12 ألف يميني متطرف لديهم ميول للعنف، فإنه لا ينبغي لنا تجاهل الأمر لا ينبغي لنا ترك شوارعنا أو الإنترنت لليمينيين المتطرفين”.
وتواجه ألمانيا تزايدا في جرائم اليمين المتطرف، ما يؤشر على توسع نطاق فكر عنصري يهدد التعايش المشترك، فيما كشفت أجهزة الاستخبارات البلجيكية عن أن اليمين المتطرف في أوروبا الغربية بصدد التسلح. وسجلت جرائم اليمين المتطرف في ألمانيا رقما قياسيا عام 2016، على خلفية موجة اللجوء الكبيرة في 2015، لتبلغ 23 ألفا و555 جريمة.
ويشير الخبراء إلى أن العدد الحقيقي لجرائم اليمين المتطرف أكبر بكثير مما هو مسجل في التقارير، بسبب عدم قيام الكثير من الأشخاص بالإبلاغ عن هذا النوع من الجرائم. وشكلت حالات الدعوة والترويج للتمييز العنصري النسبة الأكبر بين جرائم اليمين المتطرف، في حين تم تسجيل أكثر من ألف حالة لاستخدام العنف والقوة.
وسُجلت 215 حادثة عنف في الأشهر الأربعة الأولى من العام الماضي، وارتفع الرقم إلى 536 بنهاية شهر أغسطس، ليصل في نهاية العام إلى ألف و72 حالة. وشملت الهجمات ضد المسلمين حالات عديدة مثل توجيه الإهانات والتحرش، وإلحاق أضرار مادية بالمساجد، وكتابة ألفاظ عنصرية على جدرانها، حيث جُرح فيها 40 شخصا على الأقل.