علاج الإدمان الرقمي يبدأ بالتخلي عن الهاتف الذكي
يمسك 95 بالمئة من مستخدمي نظام التشغيل أندرويد هواتفهم كل ست دقائق ويتلقون إشعارات كل سبع دقائق، وفقا لشركة غوغل. لقد أضحى مستخدمو الهواتف الذكية يشعرون بحذر شديد إزاء هذه المسألة. وفي نهاية المطاف، استجابت الشركات التكنولوجية لهذه المخاوف.
لقد بدأ المستخدمون بالتخلي عن التعامل بطريقة غبية مع هواتفهم الذكية.
ونقل موقع “وايرد” عن كال نيوبورت، مؤلف كتاب “الإقلال الرقمي.. اختيار حياة مركزة في عالم صاخب”، إلى اتباع نهج صارم للحد من الأمور التي تشتت انتباه المستخدم بسبب الهواتف الذكية، حيث يقول “يبدو أن الحل الوحيد الذي سيؤتي ثماره في نهاية الأمر هو بدء صفحة جديدة وإعادة بناء حياتهم الرقمية من جديد”. فضلا عن ذلك، نصح نيوبورت عن التخلي بشكل تام عن جميع أجهزة التكنولوجيا، على غرار الهواتف الذكية وألعاب الفيديو ونتفليكس لمدة 30 يوما، ومن ثم العودة تدريجيا إلى استخدام التطبيقات المهمة فحسب.
بالنسبة لنيوبورت، لا يعني هذا الأمر ببساطة “التخلص من الإدمان الرقمي”، وإنما تخلّي المستخدمين عن الأجهزة لفترة وجيزة والعودة بعد ذلك إلى عاداتهم التكنولوجية القديمة. ويقول نيوبورت “هذا لا يبدو منطقيا، فلا يمكنك طلب هذا الأمر من شخص يعاني من إدمان المخدرات”.
وتتمحور التجربة التي تتمثل في التخلي عن الهواتف الذكية لمدة 30 يوما حول تغيير طبيعة العلاقة بالتكنولوجيا. وأوضح نيوبورت، الذي لا يملك حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، أن “هناك أمرا واحدا يدركه الأشخاص عندما يصبحون غير قادرين على الدخول على نطاق واسع لما أسميه تيّار المحتوى الرقمي، الذي وقع إنشاؤه باستخدام الخوارزميات؛ ألا وهو فقدان شعورهم بأهمية هذه الأشياء”. فعندما تتوقف عن تناول الوجبات السريعة، يصبح مذاق الرقائق المقلية مالحا للغاية، وتصبح الشوكولاتة حلوة جدا.
خلال الأشهر القليلة الماضية من سنة 2018، قابل نيوبورت أكثر من 1600 شخص شاركوا في تجربته، وقد أشار إلى أن الكثير منهم “لم يدركوا أنه كان لديهم شعور كامن بالقلق”، مضيفا أنهم “حين قرروا التخلي عن قدر كبير من التكنولوجيا في حياتهم اليومية، تلاشى هذا الشعور”.
وتجدر الإشارة إلى أن المشاركين في الدراسة غير الرسمية، التي أجراها نيوبورت، كانوا قلقين من أن عدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، على غرار تطبيقي فيسبوك ماسنجر وواتسآب، سيؤدي إلى خسارتهم علاقات الصداقة التي أنشأوها. كما كانوا يخشون من التخلف عن اللحاق بركب التكنولوجيا. لكن كان رد نيوبورت بسيطا للغاية “أنتم فعلا تفوّتون على أنفسكم القيام بالعديد من الأمور”.
وأوضح نيوبورت أن جوهر البساطة الرقميّة يتمحور حول موافقتك على التخلي عن المعلومات غير القيّمة لتوفير المزيد من الوقت للمعلومات عالية القيمة.
وبين نيوبورت أن “تركيز معظم اهتمامك على الأشياء القيّمة، قد يكون أفضل من محاولة تقسيم هذا الاهتمام على عدّة مجالات غير نافعة”.
ويقدم نيوبورت مجموعة من النصائح، للعيش وفق مبدأ البساطة، مثل: الانضمام إلى النوادي، والاطلاع على وسائل الإعلام التقليديّة مثل الصحف والمجلات، وتحديد أوقات مناسبة لاستخدام تويتر أو نتفليكس أو لتحديد موعد مع الطبيب أو موعد الذهاب إلى الصالة الرياضية.
في حال الشعور بأن الاستغناء عن الهاتف لمدة شهر أمر شاق، فهناك ثلاثة تغييرات بسيطة، يقول نيوبورت إنه من شأنها أن تساعدك على التعامل مع هذا الوضع. فعلى سبيل المثال، يمكنك حذف التطبيقات التي تستحوذ على انتباهك والتي “من شأنها أن تُكسب شخصا ما بعض المال من خلال نقرة بسيطة من طرفك”. وأضاف نيوبورت “لست مضطرا إلى إيقاف هذه الخدمات، ولكن عليك تقييد نطاق عملها على الكمبيوتر المحمول أو الكمبيوتر القار”.
إلى جانب ذلك، يمكن ممارسة “الأنشطة الترفيهية” مثل قراءة الكتب أو الطهي أو اكتساب مهارة ما أو الانضمام إلى فريق رياضي محلي. وقال نيوبورت إنه “ما إن يجرّب الناس هذا النوع من التطبيقات، حتى يفقدوا رغبتهم في الاطلاع على التطبيقات السخيفة الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي”. وأخيرا، يجدر بك التوقف عن النقر على زرّ “الإعجاب” و”محاولة استغلال وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية لبناء تفاعل حقيقي مع العالم، عوضا عن استبداله بعالم افتراضي”.