اعتداءات سريلانكا ناقوس خطر يحذر من ألغام ما بعد داعش

سواء أكان إعلان تنظيم داعش مسؤوليته عن اعتداءات سريلانكا الإرهابية وبعد ثلاثة أيام من وقوعه، يعبر عن استعراض لشحن رصيده من العمليات الإرهابية أم اعترافا بأن أذرعه المحلية بالتنسيق مع قياداته أو حتى دون علمه قد نفذت العملية، ففي كل الأحوال تطرح حزمة العمليات المتزامنة التي ضربت البلاد الأحد الماضي توقعات وتخمينات كثيرة حول هوية المرتكبين وطبيعة العلاقة التي تربطهم بداعش، وما ينتظر منطقة شرق آسيا من عنف.

أعلن تنظيمداعش، الثلاثاء مسؤوليته عن الهجمات الدامية التي استهدفت كنائس وفنادق بسريلانكا، وأوقعت مئات القتلى والجرحى، حسب إعلام غربي ومحلي.

وذكر بيان منسوب لوكالة “أعماق” التابعة لتنظيم داعش أن منفذي الهجوم الذي استهدف مواطني دول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والمسيحيين في سريلانكا، الأحد هم من جنود الدولة الإسلامية.

ورغم إعلان داعش عن ارتكاب هذه المجزرة، فإن ذلك جاء مرفوقا بعدة تشكيكات في بيانه، حيث نقل موقع “نيوز فيرست” الإخباري السريلانكي، نبأ تبني داعش الهجمات، لكنه قال إن التنظيم لم يقدم أي أدلة على مزاعمه.

المجزرة التي جدت مؤخرا، أحيت الجدل حول تواتر التحركات الإرهابية في المنطقة المحيطة بسريلانكا، ما يوحي بتحولها إلى بيئة تتلاءم مع التشدد الديني. حيث بدت الهجمات الإرهابية العنيفة الأخيرة، واتهام السلطات الرسمية السريلانكية لجماعة محلية (حركة التوحيد الوطنية) بارتكابها، متسقة مع التحذيرات العالمية التي وصفت مرحلة ما بعد هزيمة داعش ميدانيا في العراق وسوريا، بأنها الأخطر لما تحمله من جينات مطورة لراديكالية تقدم إرهابا أكثر شراسة ووحشية.

واعتقدت السلطات السريلانكية، الاثنين، أنها أغلقت بابا واسعا من التكهنات حول هوية مرتكبي الحادث الإرهابي، الذي راح ضحيته أكثر من 300 شخص، بإعلانها عن جماعة دينية محلية تدعى “حركة التوحيد الوطنية” تقف وراء الحادث.

ولم تكتف الحكومة بإسناد المسؤولية إلى تلك الحركة المحلية غير المعروفة، بل ناقضت نفسها أيضا بعدما قال المتحدث باسم الحكومة، الوزير راجيثا سيناراتني، “لا يمكنني أن أتخيل كيف استطاعت جماعة محلية تنفيذ مثل هذه الهجمات دون دعم دولي”.

وانتابت الحكومة السريلانكية حالة من الصمت لساعات ثم جاء إعلانها الإغلاق المؤقت لمواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أثار الكثير من الأسئلة تزامنا مع حدوث تغير نوعي لشكل الهجوم الدموي الذي وقع في مناطق متفرقة بالعاصمة كولومبو وبصورة مرتبة ومنظمة بشكل لم تشهده حوادث إرهابية عدة منذ فترة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: