أزولاي من بروكسيل : المغرب أرض تعايش وتلاقح الحضارات والثقافات والديانات
تعد القيم الروحية والإنسانية وقيم التعايش والوئام والحوار الأساس الذي يقوم عليه المجتمع المغربي، وهي عقيدة تم ترسيخها بفضل رؤية سياسية حكيمة تؤمن بثقافة الحوار والانفتاح وتقبل الآخر، لتكون محاضرة أندري أزولاي، المستشار الملكي في عهد الملكين الراحل الحسن الثاني، والحالي محمد السادس في بروكسيل مساء أمس الثلاثاء خير دليل على القيم التي يتشبث بها. وتعطي دورا حيويا في تعزيز العلاقات بين العالمين الإسلامي واليهودي .
و يتشبث المغرب بالقيم الروحية والإنسانية وقيم التعايش والوئام والحوار لتكون الكلمة الفيصل فيه للسلام بدل النزاع، ويتجسد نهج الرباط في هذا الإطار في العديد من المبادرات الدولية التي طرحتها وفي تبنيها للعديد من المواقع الداعمة للسلام. ويترسخ إيمان المغرب بالقيم الإنسانية وسعيه الدائم لتحقيق التعايش والوئام في المحاضرة التي القاها المستشار الملكي أندري أزولاي أمام سياسيين و دبلوماسيين بمقر مجلس الشيوخ sénat ببروكسيل ، التي أكد من خلالها على حرص المغرب بشكل دائم على تعزيز الأمن الروحي بين أتباع الديانات المختلفة ، كما أكد ان المغرب استطاع أن يبصم على حضور قوي ولافت في مجال التقريب بين الديانات السماوية، وإرساء جسور التواصل بين الحضارات الغربية والإسلامية.
و أكد المستشار الملكي و هو يناظر ويحاضر في مجلس الشيوخ ببروكسيل الذي حشد له كبار رجالات السياسة والدبلوماسية والفكر، ورموز الديانات السماوية ، ، على ان المملكة المغربية بلد إسلامي منفتح على الآخر، لتحقيق المصالحة والتوافق بين القيم الحضارية والحقوق الكونية.
ويُحْسَبُ لأندري أزولاي، الذي يرأس مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، نسجه لشبكة علاقات واسعة ومتشعبة أفادت البلاد في كثير من المواقف والقرارات، ومنحت إشعاعا أكبر لصورة المغرب وسط بلدان العالم، كبلد لا يفرط في تاريخه المجيد، دون أن ينغلق على مستجدات العصر، ومتطلبات الحوار الحضاري، مركزا دائما على ما تحظى به المملكة من تعددية في روافدها الحضارية والثقافية.
قال المستشار الملكي أندري أزولاي بأن المغرب شكل عبر العصور “أرضا للتعايش وتلاقح الحضارات والثقافات والديانات بكل أبعادها”..
وأضاف في كلمته بمقر مجلس الشيوخ ببروكسيل , خلال ندوة نظمتها سفارة المملكة المغربية ببروكسيل تحت عنوان “العيش معا في القرن 21 ” أن “المملكة المغربية تستمد قوتها من غنى التعددية, مما يمنحها الاحترام والتقدير خارج الوطن”.
أورد أزولاي أيضا بأن المغرب استطاع, عبر مختلف مراحله التاريخية, الحفاظ على هويته ووحدته الوطنية بين مختلف مكونات المجتمع باختلاف اتجاهاتها الفكرية والثقافية والعرقية والدينية.. وأنه تمكّن من ترسيخ قيم التعايش والتسامح, وإقامة علاقة متفردة بين مختلف الثقافات والديانات..
وأشار المستشار الملكي إلى “الدور التاريخي للمملكة المغربية في حل القضية الفلسطينية وإحلال السلام بالشرق الأوسط” قبل أن يردف بأن “انعقاد هذه الندوة ببروكسيل ان المغرب أرضا لاستقرار قبائل عربية وأمازيغية ويهودية وصحراوية, من شأنه تثمين الهوية الوطنية والحفاظ عليها”.. كما استشهد أزولاي بمضمون خطاب ملكي استعرض الهوية متعددة الأوجه للمغرب.
حري بالذكر أن المشاركين ضمن الندوة المذكورة تطرقوا إلى مواضيع همت “قراءة في مكونات الهوية المغربية”, و”التجربة المغربية في ترسيخ قيم التعايش والتسامح والحوار بين مختلف الثقافات والحضارات”, و”أهمية تحسيس وتعبئة المجتمع من أجل الحفاظ على مغرب موحد”.. كما عرف الموعد مشاركة ألبير جيجي ، وممثلين عن السفارة الاسرائيلية “, وأساتذة جامعيين و سياسيين .
وقدمت, في ختام هذه الندوة المقامة ببروكسيل ، اسئلة للمستشار أندري أزولاي ، أجاب عليها بشهادات همّت “الجهود التي بذلها المغرب في سبيل النهوض بقيم التسامح والتعايش بين الديانات والحضارات عبر مختلف بقاع العالم.