احتفالات شعبية تعم الجزائر بعد استقالة بوتفليقة
بعد شهر من الاحتجاجات استفاق الجزائريون للمرة الأولى منذ 20 عاما من دون أن يكون عبد العزيز بوتفليقة على رأس السلطة، حيث شهدت العاصمة الجزائرية مساء الثلاثاء، احتفالات شعبية عقب تقدم بوتفليقة باستقالته إلى المجلس الدستوري.
وخرج آلاف الجزائريين في احتفالات بالعاصمة ومدن أخرى، بعد ساعات قليلة من إعلان رئيس البلاد، عبد العزيز بوتقليقة استقالته من منصبه.
وفي وقت سابق الثلاثاء أبلغ بوتفليقة المجلس(المحكمة) الدستوري بإنهاء ولايته والاستقالة من رئاسة البلاد.
وتجمع آلاف المواطنين بساحتي البريد المركزي، وموريس أودان، وسط العاصمة، كما تشكلت طوابير طويلة للسيارات وزحمة في أهم شوراع المدينة.
وعمدت الشرطة إلى إغلاق محاور، وطرق وشوارع بسبب الاكتظاظ المروري الكبير.
ورفع المحتفلون الرايات الجزائرية، ورددوا شعارات داعمة للجيش الجزائري على غرار ” الجيش والشعب خاوة خاوة (اخوة اخوة).
كما ردد المحتفلون عبارات “الى اللقاء يا بوتفليقة” في إشارة لوداع بوتفليقة.
وكانت العاصمة قد شهدت احتفالات ضمت مئات المواطنين خرجوا مباشرة بعد اعلان بوتقليقة استقالته، لتتوسع لاحقا بتوافد آلاف المواطنين والسيارات.
وكان لافتا ترديد مطالب محاسبة الفاسدين ورحيل جميع رموز النظام، وأجمع الجزائريون على أن “البلاد تعيش لحظات تاريخية”.
وبمحافظة قسنطينة (شرق) ثالث كبرى مدن البلاد تشكلت طوابير طويلة للسيارات حسب فيديوهات نشرت على شبكة فيسبوك.
وجاء إعلان بوتفليقة إخطاره المجلس الدستوري بتنحيه عن الحكم مباشرة بعد بيان لقيادة الجيش الجزائري تدعوه إلى التنحي الفوري استجابة لرغبة الشعب .
والثلاثاء أعلن بيان للرئاسة الجزائرية أن بوتفليقة سيعلن استقالته قبل نهاية ولايته الرابعة في 28 نيسان وقبلها سيصدر قرارات هامة لم يذكرها لكن قيادة الجيش والمعارضة رفضوا أي قرار منه وطالبوه بالرحيل.
وفي ردود الفعل الخارجية، اعتبرت الولايات المتحدة أن مستقبل الجزائر يقرّره شعبها.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية ، إن القرار يرجع للشعب الجزائري في تحديد ملامح مرحلة ما بعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي أعلن استقالته بعد مسيرة 20 عاما في الحكم.
وأضافت الوزارة في بيان مقتضب أن “واشنطن تحترم حق الجزائريين في التعبير عن آرائهم”.
من جانبه أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان أنّ فرنسا واثقة من أنّ الجزائريين سيُواصلون السعي إلى “انتقال ديموقراطي”.
وقال في بيان “نحن واثقون من قدرة الجزائريين على مواصلة هذا التحوّل الديموقراطي بنفس روح الهدوء والمسؤولية” التي سادت خلال الأسابيع الفائتة.
واعتبر لودريان أنّ “صفحة مهمّة من تاريخ الجزائر تُطوى” مع استقالة بوتفليقة.